داخل فلسطين المحتلة وخارجها، وخرجت المظاهرات الصاخبة في دمشق وعمان وبيروت والعديد من العواصم العربية، فيما نددت مختلف القوى والأحزاب السياسية بهذا العدوان البربري والمشاركة الرسمية لبعض الأنظمة فيه، ودعت القوى والأحزاب العربية وكذلك اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى إضراب ومسيرات في كافة مدن الضفة الغربية اليوم الأحد تضامنا مع غزة.
وانطلقت بعد ظهر أمس مظاهرات في مختلف مدن فلسطين المحتلة عام 48 احتجاجا على العدوان “الإسرائيلي” الذي أوقع مئات الشهداء والجرحى الفلسطينيين. وانطلقت مظاهرات عفوية احتجاجية في مدن يافا وطمرة وسخنين والناصرة وأم الفحم وغيرها نددت بالغارات الجوية ضد غزة وطالبت بوقفها. ودعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في فلسطين 48 المواطنين العرب إلى الخروج والتظاهر احتجاجا على العدوان. وقد شارك المئات من الفلسطينيين في المسيرة التي دعت اليها حركة فتح والمبادرة الوطنية الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني في رام الله، كما رفع المشاركون في المسيرة يافطات كتب عليها”الدم واحد والشعب واحد والقضية واحدة” و”غزة نحن معك”. وأصيب تسعة شبان فلسطينيين أمس بالرصاص المطاطي خلال مواجهات وقعت بين متظاهرين فلسطينيين متضامنين مع غزة وقوات الاحتلال على حاجز قلنديا بين القدس ورام الله.
من جانبها، دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير امس الى اضراب ومسيرات شعبية في كافة المدن الفلسطينية في الضفة الغربية اليوم الاحد تضامنا مع غزة واحتجاجا على المجازر في غزة. واعلنت القوى والفعاليات الوطنية في القدس المحتلة امس، اضرابا تجاريا عاما في المدينة احتجاجا على العدوان “الاسرائيلي” على قطاع غزة.
وفي سوريا، انطلقت في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين مسيرات عفوية طافت شوارع المخيمات رداً على المجزرة الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة. وردد فيها المتظاهرون هتافات تدين العدوان “الإسرائيلي” وتستنكر الصمت الرسمي العربي على هذه الجرائم الدموية، والحصار “الإسرائيلي” المستمر منذ عامين. وخرج آلاف الفلسطينيين في مخيم اليرموك جنوب دمشق بعد ظهر أمس في مظاهرة غاضبة احتجاجا على العدوان. ورفع المتظاهرون أعلام الفصائل الفلسطينية وشعارات تندد وتستنكر العدوان “الإسرائيلي” والمجازر التي وقعت امس في القطاع.
في لبنان، تظاهر مئات الفلسطينيين أمس في مخيم عين الحلوة قرب صيدا ضد العدوان “الإسرائيلي”. وأحرق المتظاهرون الإطارات والنفايات واغلقوا الطريق الرئيسي في المخيم وهو الاكبر بين المخيمات ال 12 للاجئين الفلسطينيين في لبنان ويقطنه 45 الف شخص. كما تظاهر المئات احتجاجاً على العدوان قرب السفارة المصرية في بيروت التي تم تحصينها بالكامل وحمايتها بعشرات الجنود والشرطيين. ووفد المتظاهرون بشكل أساسي من الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله ووقفوا على بعد مئات الأمتار من مبنى السفارة الواقع في منطقة بئر حسن التي تشمل سفارات عربية اخرى. ومنع عشرات عناصر قوة مكافحة الشغب المتظاهرين والصحافيين والمصورين من الاقتراب واقفلوا الطرقات المؤدية إلى السفارة. وفي الضاحية الجنوبية لبيروت خرجت تظاهرة حاشدة دعا إليها “حزب الله” تنديداً بالعدوان وتضامناً مع اهالي غزة. وألقيت خلالها عدة كلمات كان أبرزها لممثل حركة “حماس” في لبنان أُسامة حمدان، ولرئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين، الذي أكد أن غزة وأهلها ليسوا وحدهم في المعركة، وأن الأيام المقبلة ستثبت للعالم أجمع أن خط أهل غزة هو الذي سيصمد وسينتصر.
وعمت مسيرات الغضب أرجاء الأردن منددة بالعدوان الصهيوني على غزة، ولم تخل محافظة من المحافظات الثلاث عشرة من تظاهرة ومسيرة واعتصام، وسط استنفار أمني لافت منعا لتطورات قد تخرج الاحتجاجات الشعبية عن سياقها. ومنعت قوات الأمن مسيرة حاشدة انطلقت بُعيد اعتصام نفذته أحزاب المعارضة والنقابات المهنية من الوصول إلى السفارة المصرية للتنديد بموقف مصر. وأحرق المتظاهرون أعلام الكيان ونددوا بالدول العربية التي تقيم علاقات معه.
ودانت جماعة الأخوان المسلمين في الأردن ما وصفتها ب”المشاركة” العربية “المخزية” في العدوان الهمجي الذي ارتكبه الكيان الصهيوني بحق الأهل في قطاع غزة، وطالبت الأنظمة العربية التي أعطت الضوء الأخضر للعدو بارتكاب جرائمه إلى”المسارعة بالتوبة” .كما طالبت بإغلاق “أوكار” الكيان في مختلف العواصم العربية وخاصة في القاهرة وعمان.
وفي القاهرة، تظاهر اكثر من الفين من ناشطي المعارضة امام مقر نقابة الصحافيين احتجاجا على العدوان. وضمت التظاهرة نوابا وناشطين من الاخوان المسلمين والناصريين والشيوعيين ومن حزب الغد، ورفع المتظاهرون لافتات تنتقد النظام المصري.
من جانبها دانت الأحزاب والقوى السياسية والحركات الاحتجاجية الشعبية والنقابات المصرية العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة، وأجمعت على ضرورة وجود رد فعل عربي ومصري قوي على العدوان، مطالبة بطرد السفير الصهيوني بالقاهرة وإغلاق سفارة الكيان ووقف كافة أشكال التطبيع والعمل على تقديم قادة الكيان لمحاكمات دولية.
وفي نواكشوط انطلقت مساء أمس مظاهرات شعبية حاشدة ضمت الآلاف تنديداً بالمجزرة التي ارتكبتها “إسرائيل” ضد سكان قطاع غزة، وشارك فيها آلاف المتظاهرين الذين تقدمهم قادة الأحزاب السياسية من الولايات والمعارضة. وقال صالح ولد حننه رئيس حزب “حاتم” في تصريح ل”الخليج” وهو يتقدم المسيرة إن أقل رد على هذا العدوان يجب أن يكون توحد الصوت الفلسطيني لمواجهة الاحتلال”.
تعليق