المطلوب من المدخن عند الإقلاع
لن يستفيد المدخن من العلاج إذا لم تكن لديه الرغبة الأكيدة في ترك التدخين، وأن يكون لدى المعالج الإحساس بذلك، وعلى المعالج ألا يبدأ العلاج إلا بعد التأكد من جديه المدخن في الإقلاع ويطلب منه بعد ذلك ما يلي:-
أ ) إخلاص نية الإقلاع لله تعالى.
2)الإرادة.
3)التخلص من الدخان بكل أنواعه.
4) تغيير العادات المرتبطة بالتدخين.
5) جلسة صادقة مع النفس.
6)إتباع أسلوب غذائي.
7) الحذر من السمنة.
8)عقد نية عدم العودة للتدخين مرة أخرى.
مراحل التخلص من التدخين
والمدخن عادة ما يمر بعدة مراحل في طريق تخلصه من التدخين:
أولا: مرحلة ما قبل التفكير في الإقلاع.
ويحتاج فيها المدخنون إلى التشجيع وتوفير الحوافز، والمقصود بذلك هو تشجيع المدخن على الإقلاع بإظهار فوائده الصحية والاقتصادية والشرعية، وان تقوم وزاره الصحة بهذا الدور بما تقدمه من ندوات ومحاضرات للتوعية في مختلف القطاعات والمحافل، وبتوسيع دائرة التوعية بأضرار التدخين وفوائد الإقلاع عنه بكل الوسائل المتاحة لها مثل ( نشرات .. كتيبات .. كتب .. أفلام .. برامج كمبيوتر .. الخ )، بالإضافة إلى عمل المسابقات ورصد الحوافز المادية والمعنوية اللازمة.
ثانيا : مرحلة التفكير في الإقلاع.
وفيها يحتاج المدخن إلى المعلومات التي تساعده على التخلص من التدخين، وهى متوفرة على مختلف أشكالها ووسائلها إما بالأجهزة المتوفرة ، أو ببعض الوسائل الأخرى مثل (لاصقات النيكوتين .. اللبان .. بعض الأقراص .. الخ ).
ثالثا: مرحلة الاستعداد والعمل.
وفي هذه المرحلة يحتاج المدخن إلى وضع برنامج وتحديد موعد للبدء في الإقلاع،
أولا: إخلاص نية الإقلاع لله تعالى
( إذا كانت نية الإقلاع عن التدخين لوجه الله تعالى، تضاءلت حدة العلامات الانسحابية، وتبددت آثارها، لاعتقاد المدخن أن هذا العمل بمثابة تقرب إلى الله تعالى وعباده له.
فإذا كانت نية الإقلاع من أجل الصحة فسوف تتحسن صحته إنشاء الله.
وإذا كانت من اجل المال فسوف يتوفر لديه المال.
وان كانت النية من اجل الأبناء والزوجة وما يسببه لهم التدخين من مشاكل فسوف يتحسن ذلك الأمر بلا شك.
وإن كانت من اجل المجتمع الذي يرفض هذه العادة فسوف يتحقق له ما يريد.
وأما إن كانت نية الإقلاع لوجه الله تعالي، فسوف تتحقق له كل المكاسب السابقة بالإضافة إلى غاية ما يصبوا إليه الإنسان وهو أن يرضى الله عز وجل عنه.
قال تعالى:
( إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) ( سورة الفرقان الآية 70 )
فإذا حسنت نية المقلع وكانت لوجه الله تعالى تبدلت سيئاته إلى حسنات قال الله تعالى:
( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) ( سورة البقرة الآية 261 )
ثانيا: الإرادة
(.. كانت أمنيتي في الحياة أن أتخلص منه .. لكن ما عندي إرادة ..)
(مفيش حاجه اسمها مكافحة التدخين…ده كله تضييع وقت… أهم حاجه هي الإرادة والعزيمة..)
يجب شرح مفهوم الإرادة للمدخن، لأن بعض المدخنين يذكر أنه ضعيف الإرادة أو ليس لدية إرادة للإقلاع، وهو مفهوم يحتاج إلى إيضاح، فكل إنسان عاقل لدية العزيمة والإرادة ولكن عليه أن يحسن توجيهها لما يريد عمله، فمثلا (الطالب في الصف الأول الابتدائي لا يمكن أن ينتقل إلي الصف الثاني، إلا بعد الذهاب إلي المدرسة لمدة عام كامل، ويؤدي الامتحانات ويجتازها، فينتقل بالتالي إلى الصف الثاني، فهل كان له ذلك بدون إرادة ؟
أي أن التلميذ لا يصل إلى الصف الثاني الابتدائي إلا إذا كانت لديه إرادة وعزيمة.
والعامل لا يعمل ولا يتقن عمله بدون إرادة، والتاجر كيف يتاجر بدون إرادة ؟ والطبيب والمهندس والمدرس وكل المثقفين لم يحصلوا على الشهادات العلمية إلا بالإرادة، ومع هذا نسمع كثيرا منهم يقولون أن إرادتهم ضعيفة، أو بأن ليس لديهم إرادة، فالإرادة موجودة فعلا لدى كل إنسان عاقل وطبيعي ولكن فقط عليه توجيهها لما يريد تحقيقه من إنجازات، وعلى المدخن أن يبدأ في توجيه وتنمية هذه الإرادة للإقلاع عن التدخين.
وفى ذلك يقول الشاعر الأستاذ محمد يحيى حجاج:
قـال الفـتي متوجـسا :أين الشـفا ؟
وسألـته: أترى الخبيـث مــحرما ؟
ورأيـت في عيـنيه نـور قــناعـة
وذهـبت مـن بـعد الـصـلاة مـع
قال الـطبـيـب له: شفـاؤك هـين
فاعـزم علــى ألا تـكـون مدخـنا أتــراه ســهلا أو تـراه مؤمنا ؟
لــم يـبد رأيـا أو يحرك سـاكنا
وسمـعت صوتا للــصلاة مـؤذنا
الفتى لنـرى طبيـبا مستنيرا متقنا
إن كنت من أهـل العـزيمة مؤمنا
لا تـبق مـفتونا ولا تــك فـاتنا
ثالثا: التخلص من الدخان بكل أنواعه
(إيه رأيك أخلص من الدخان ..وأشرب شيشة ..يقال إن الشيشة أخف م الدخان..)
على المدخن أن يتخلص فورا مما معه من منتجات التبغ ( سجائر- شيشة - غليون ……)
فقد ثبت أن التخلص الفوري، والإقلاع الكلي المباشر، هو أفضل طرق التخلص من التدخين وعليه ألا يغير نوع الدخان إلى نوع آخر، أو من نوع سجائر إلي نوع أقل منه في تركيز النيكوتين أو القطران.
فأعراض سحب النيكوتين الشديدة قد تستمر لمدة خمسة أيام، وبعدها تتضاءل وتزول هذه الأعراض، أما طريقة الإقلال فهي تزيد فترة الإقلاع وتصبح مملة وفي النهاية يجب التوقف النهائي أيضا عن التدخين.
لكن توجد بعض من حالات الإدمان الشديد على التبغ التي قد تحتاج للإقلاع التدريجي لشدة تعلقها بالدخان، فلا مانع من التدرج والإقلال في مثل هذه الحالات فقط بحيث تكون فترة الإقلاع أقل ما يمكن.
رابعا: تغيير العادات المرتبطة بالتدخين
( أنا أقدر أسيب الدخان.. المشكلة إن بعد الأكل لازم أحبس.. )
التدخين مرتبط ببعض العادات اليومية عند معظم المدخنين، مثل شرب الشاي، أو بعد الأكل، أو في السيارة، أو قبل النوم، أو عند التفكير والتركيز، أو في العمل، أو في الحمام، وعلى المدخن أن يضع في ذهنه بأنه سوف يأكل ويشرب ولكن بدون تدخين، وسوف يفكر ويكتب بدون تدخين، وسوف يعمل في مصنعه أو متجره بدون تدخين، وسوف يذاكر دروسه بدون تدخين، و .. .. , وهكذا تكون حياته طبيعية ولكن بدون تدخين.
ويحتاج تحويل العادة السيئة إلى عادة حسنة المرور بمرحلتين :
المرحلة الأولى: الترك ( التخلية ).
المرحلة الثانية:استبدالها بعادة أخرى حسنة ( التحلية ).
ويندرج تحت المرحلة الأولى الترك ( التخلية ) مراحل جزئية منها:
1 ) كراهية العادة السيئة:
ويستعان في ذلك بما يسببه إدمان التدخين من أضرار صحية وبيئية واجتماعية وكونه محرم شرعا ويستعان في ذلك بما سبق ذكره في هذه النواحي.
الندم على فعلها:
أن يشعر بالندم على اعتياده المعاصي والبعد عن طاعة الله تعالى.
قال تعالى:
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا(27)يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا(28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا (29)) سورة الفرقان الآيات( 27, 28, 29 )
2) هجر المعصية:
قال تعالى:
( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40)فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(41) )
(سورة النازعات آية 40, 41) .
3 ) التوبة الصادقة:
قال تعالى:
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53)وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ(54)وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ(55) ) (سورة الزمر الآيات 53-55 .)
وأما المرحلة الثانية وهى مرحلة التحلية أو استبدال هذه العادة بعادة أخرى مفيدة، فإن النفس بطبيعة تكوينها تميل إلى استبدال المعصية بالطاعة، وهذا موقوف على رغبة الفرد في تحويل عاداته السيئة إلى عادات حسنة يرضى الله تعالى عنها.
يقول حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي ( إذا كانت النفس بالعادة تستلذ بالباطل وتميل إليه وإلى المقبح فكيف لا تستلذ الحق لو ردت إليه مدة والتزمت المواظبة عليه، بل إن ميل النفس إلى هذه الأمور الشنيعة خارج عن الطبع، فإنه يضاهي الميل إلى أكل الطين، فقد يغلب على بعض الناس ذلك بالعادة، فأما ميله إلى الحكمة وحب الله تعالى ومعرفته وعبادته فهو كالميل إلى الطعام والشراب فإنه مقتضى طبع القلب، ذلك أنه أمر رباني وميله إلى مقتضيات الشهوة غريب عن ذاته وعارض على طبعه ).
خامسا: جلسة صادقة مع النفس
(.. فعلا بحبها … لكن مشاكلها كثيرة…)
هذه الحالة هي حالة حب غير متكافئ بين المدخن والدخان، وهو عشق من جانب واحد، جانب الإنسان، الذي كرمه الله ورفع من شأنه على كافة المخلوقات، قال تعالى:
( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) ( سورة الإسراء الآية 70 )
فالمدخن يعطي التدخين الكثير من صحته وماله وقته، بينما لا يعطي التدخين للمدخن إلا المشاكل المعروفة ( الصحية والاقتصادية والاجتماعية والشرعية ).
وحبذا لو جلس المدخن منفردا مع نفسه يحاسبها على هذه العلاقة الغريبة بينه وبين الدخان، فهل من العدل أن يقابل هذا الوفاء من المدخن بذلك الجفاء من الدخان.
قال تعالى:
( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)َ فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا(9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا(10)) ( سورة الشمس الآية (7-10)
وربما كان لهذه الجلسة الصادقة مع النفس أثر كبير في تغيير السلوك والطباع، وهى لاشك ضرورية لكل إنسان لتقييم علاقاته جميعها، وأهمها علاقته بالله عز وجل ومدى طاعته لله والامتثال لأوامره والبعد عن ما نهى عنه.
(والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم)
سادسا: إتباع أسلوب غذائي
(..طبعا المساعدة مهمة…يعني ما هو نوع الطعام والشراب المساعد.. في فترة التخلص من الدخان …؟)
على المقلع أن يكثر من تناول الماء والسوائل بوجه عام، وأن يكثر من تناول الخضراوات والفواكه والبقول والحليب لأنها ذات تأثير قلوي في الدم لا تثير الرغبة في التدخين.
ويبتعد في هذه الأيام عن تناول اللحوم والدواجن والأسماك والأكلات الدسمة بوجه عام حيث ثبت أنها تثير الرغبة في التدخين لتكوينها قاعدة حمضية في الدم.
ويكون ذلك بالطبع خلال فترة الإقلاع الأولى عن التدخين ( بضع أيام فقط).
سابعا: الحذر من السمنة
يحس المدخن برغبة شديدة في تناول المزيد من الطعام، وهي تعتبر أيضا من علامات سحب النيكوتين، فعليه أن يحذر من ذلك حتى لا يصاب بالسمنة وزيادة الوزن، فربما كان مريضا بالسكر أو ارتفاع نسبة الكولسترول، أو ارتفاع دهون الدم.
ويمكنه بتناول الطعام المتوازن كما وكيفا ان يتجنب حدوث هذه المضاعفات.
وعليه ممارسة الرياضة البدنية، ان لم يكن هناك مانع من ذلك، كأمراض القلب وكل ما يمنع من مزاولة الرياضة، لأن الرياضة تساعد على تقليل نسبة الدهون بوجه عام وتجديد خلايا الجسم وتزيد من كفاءة الرئتين.
ثامنا: عقد نية عدم العودة للتدخين مرة أخرى
يحس المدخن بعد الإقلاع بسعادة غامرة، وتختلف حالته النفسية عند حضوره للعيادة في أول يوم عنه بعد تمام الإقلاع، خصوصا بعد مرور الأيام الخمسة الأولى، عندما تقل علامات السحب ويحس المدخن بالنشاط ولذة الإقلاع عن التدخين، فعليه أن يعقد النية بعدم العودة مرة أخرى للتدخين.
العلامات الانسحابية
( الدخان.. نفسي أخلص منه .. إنما الصداع.. الصداع..)
علي المقلع عن التدخين أن يعرف أن ما يحسة في فترة الإقلاع هو ما يسمى بالعلامات الانسحابية، وتحدث نتيجة انخفاض كمية النيكوتين في الدم، وتشتد في الأيام الخمسة الأولى وهذا مما يطمئن المقلع على أنها لن تستمر لمدة طويلة0
· وهذه الأعراض عديدة وقد تشمل ( الصداع، أو الأرق، أو قلة النوم، أو زيادة النوم، زيادة العصبية، سرعة الغضب، وفي بعض الحالات يحس المقلع بأنه يفتقد لشيء ما، أو أن رأسه خال وغير ذلك ).
· والجدير بالذكر أن بعض المدخنين لا يشعرون بهذه الأعراض عند الإقلاع على الإطلاق.
· وتزداد حدة هذه العلامات في اليوم الأول والثاني والثالث، وتقل في اليوم الرابع والخامس.
أما الرغبة فهي ترتبط بمدى تصميم المدخن على الابتعاد تماما عن التدخين والأسلوب الذي يتبعه في مجاهدة نفسه وتهذيبها بالبعد عن أماكن التدخين أو جلسات المدخنين أو كل ما يسبب لديه الرغبة في التدخين، ولاشك في أنه سوف يحس بالفراق وقد قيل في ذلك:
(( كل شيء يولد صغيرا ثم يكبر.. إلا الموت .. فإنه يولد كبيرا ثم يصغر ))
والإقلاع عن التدخين يمثل أحد حالات الفراق، ففي بداية الإقلاع يكون المقلع متأثرا بشكل كبير، ثم يقل هذا الإحساس بعد ذلك إلى أن يتلاشى.
لن يستفيد المدخن من العلاج إذا لم تكن لديه الرغبة الأكيدة في ترك التدخين، وأن يكون لدى المعالج الإحساس بذلك، وعلى المعالج ألا يبدأ العلاج إلا بعد التأكد من جديه المدخن في الإقلاع ويطلب منه بعد ذلك ما يلي:-
أ ) إخلاص نية الإقلاع لله تعالى.
2)الإرادة.
3)التخلص من الدخان بكل أنواعه.
4) تغيير العادات المرتبطة بالتدخين.
5) جلسة صادقة مع النفس.
6)إتباع أسلوب غذائي.
7) الحذر من السمنة.
8)عقد نية عدم العودة للتدخين مرة أخرى.
مراحل التخلص من التدخين
والمدخن عادة ما يمر بعدة مراحل في طريق تخلصه من التدخين:
أولا: مرحلة ما قبل التفكير في الإقلاع.
ويحتاج فيها المدخنون إلى التشجيع وتوفير الحوافز، والمقصود بذلك هو تشجيع المدخن على الإقلاع بإظهار فوائده الصحية والاقتصادية والشرعية، وان تقوم وزاره الصحة بهذا الدور بما تقدمه من ندوات ومحاضرات للتوعية في مختلف القطاعات والمحافل، وبتوسيع دائرة التوعية بأضرار التدخين وفوائد الإقلاع عنه بكل الوسائل المتاحة لها مثل ( نشرات .. كتيبات .. كتب .. أفلام .. برامج كمبيوتر .. الخ )، بالإضافة إلى عمل المسابقات ورصد الحوافز المادية والمعنوية اللازمة.
ثانيا : مرحلة التفكير في الإقلاع.
وفيها يحتاج المدخن إلى المعلومات التي تساعده على التخلص من التدخين، وهى متوفرة على مختلف أشكالها ووسائلها إما بالأجهزة المتوفرة ، أو ببعض الوسائل الأخرى مثل (لاصقات النيكوتين .. اللبان .. بعض الأقراص .. الخ ).
ثالثا: مرحلة الاستعداد والعمل.
وفي هذه المرحلة يحتاج المدخن إلى وضع برنامج وتحديد موعد للبدء في الإقلاع،
أولا: إخلاص نية الإقلاع لله تعالى
( إذا كانت نية الإقلاع عن التدخين لوجه الله تعالى، تضاءلت حدة العلامات الانسحابية، وتبددت آثارها، لاعتقاد المدخن أن هذا العمل بمثابة تقرب إلى الله تعالى وعباده له.
فإذا كانت نية الإقلاع من أجل الصحة فسوف تتحسن صحته إنشاء الله.
وإذا كانت من اجل المال فسوف يتوفر لديه المال.
وان كانت النية من اجل الأبناء والزوجة وما يسببه لهم التدخين من مشاكل فسوف يتحسن ذلك الأمر بلا شك.
وإن كانت من اجل المجتمع الذي يرفض هذه العادة فسوف يتحقق له ما يريد.
وأما إن كانت نية الإقلاع لوجه الله تعالي، فسوف تتحقق له كل المكاسب السابقة بالإضافة إلى غاية ما يصبوا إليه الإنسان وهو أن يرضى الله عز وجل عنه.
قال تعالى:
( إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) ( سورة الفرقان الآية 70 )
فإذا حسنت نية المقلع وكانت لوجه الله تعالى تبدلت سيئاته إلى حسنات قال الله تعالى:
( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) ( سورة البقرة الآية 261 )
ثانيا: الإرادة
(.. كانت أمنيتي في الحياة أن أتخلص منه .. لكن ما عندي إرادة ..)
(مفيش حاجه اسمها مكافحة التدخين…ده كله تضييع وقت… أهم حاجه هي الإرادة والعزيمة..)
يجب شرح مفهوم الإرادة للمدخن، لأن بعض المدخنين يذكر أنه ضعيف الإرادة أو ليس لدية إرادة للإقلاع، وهو مفهوم يحتاج إلى إيضاح، فكل إنسان عاقل لدية العزيمة والإرادة ولكن عليه أن يحسن توجيهها لما يريد عمله، فمثلا (الطالب في الصف الأول الابتدائي لا يمكن أن ينتقل إلي الصف الثاني، إلا بعد الذهاب إلي المدرسة لمدة عام كامل، ويؤدي الامتحانات ويجتازها، فينتقل بالتالي إلى الصف الثاني، فهل كان له ذلك بدون إرادة ؟
أي أن التلميذ لا يصل إلى الصف الثاني الابتدائي إلا إذا كانت لديه إرادة وعزيمة.
والعامل لا يعمل ولا يتقن عمله بدون إرادة، والتاجر كيف يتاجر بدون إرادة ؟ والطبيب والمهندس والمدرس وكل المثقفين لم يحصلوا على الشهادات العلمية إلا بالإرادة، ومع هذا نسمع كثيرا منهم يقولون أن إرادتهم ضعيفة، أو بأن ليس لديهم إرادة، فالإرادة موجودة فعلا لدى كل إنسان عاقل وطبيعي ولكن فقط عليه توجيهها لما يريد تحقيقه من إنجازات، وعلى المدخن أن يبدأ في توجيه وتنمية هذه الإرادة للإقلاع عن التدخين.
وفى ذلك يقول الشاعر الأستاذ محمد يحيى حجاج:
قـال الفـتي متوجـسا :أين الشـفا ؟
وسألـته: أترى الخبيـث مــحرما ؟
ورأيـت في عيـنيه نـور قــناعـة
وذهـبت مـن بـعد الـصـلاة مـع
قال الـطبـيـب له: شفـاؤك هـين
فاعـزم علــى ألا تـكـون مدخـنا أتــراه ســهلا أو تـراه مؤمنا ؟
لــم يـبد رأيـا أو يحرك سـاكنا
وسمـعت صوتا للــصلاة مـؤذنا
الفتى لنـرى طبيـبا مستنيرا متقنا
إن كنت من أهـل العـزيمة مؤمنا
لا تـبق مـفتونا ولا تــك فـاتنا
ثالثا: التخلص من الدخان بكل أنواعه
(إيه رأيك أخلص من الدخان ..وأشرب شيشة ..يقال إن الشيشة أخف م الدخان..)
على المدخن أن يتخلص فورا مما معه من منتجات التبغ ( سجائر- شيشة - غليون ……)
فقد ثبت أن التخلص الفوري، والإقلاع الكلي المباشر، هو أفضل طرق التخلص من التدخين وعليه ألا يغير نوع الدخان إلى نوع آخر، أو من نوع سجائر إلي نوع أقل منه في تركيز النيكوتين أو القطران.
فأعراض سحب النيكوتين الشديدة قد تستمر لمدة خمسة أيام، وبعدها تتضاءل وتزول هذه الأعراض، أما طريقة الإقلال فهي تزيد فترة الإقلاع وتصبح مملة وفي النهاية يجب التوقف النهائي أيضا عن التدخين.
لكن توجد بعض من حالات الإدمان الشديد على التبغ التي قد تحتاج للإقلاع التدريجي لشدة تعلقها بالدخان، فلا مانع من التدرج والإقلال في مثل هذه الحالات فقط بحيث تكون فترة الإقلاع أقل ما يمكن.
رابعا: تغيير العادات المرتبطة بالتدخين
( أنا أقدر أسيب الدخان.. المشكلة إن بعد الأكل لازم أحبس.. )
التدخين مرتبط ببعض العادات اليومية عند معظم المدخنين، مثل شرب الشاي، أو بعد الأكل، أو في السيارة، أو قبل النوم، أو عند التفكير والتركيز، أو في العمل، أو في الحمام، وعلى المدخن أن يضع في ذهنه بأنه سوف يأكل ويشرب ولكن بدون تدخين، وسوف يفكر ويكتب بدون تدخين، وسوف يعمل في مصنعه أو متجره بدون تدخين، وسوف يذاكر دروسه بدون تدخين، و .. .. , وهكذا تكون حياته طبيعية ولكن بدون تدخين.
ويحتاج تحويل العادة السيئة إلى عادة حسنة المرور بمرحلتين :
المرحلة الأولى: الترك ( التخلية ).
المرحلة الثانية:استبدالها بعادة أخرى حسنة ( التحلية ).
ويندرج تحت المرحلة الأولى الترك ( التخلية ) مراحل جزئية منها:
1 ) كراهية العادة السيئة:
ويستعان في ذلك بما يسببه إدمان التدخين من أضرار صحية وبيئية واجتماعية وكونه محرم شرعا ويستعان في ذلك بما سبق ذكره في هذه النواحي.
الندم على فعلها:
أن يشعر بالندم على اعتياده المعاصي والبعد عن طاعة الله تعالى.
قال تعالى:
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا(27)يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا(28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا (29)) سورة الفرقان الآيات( 27, 28, 29 )
2) هجر المعصية:
قال تعالى:
( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40)فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(41) )
(سورة النازعات آية 40, 41) .
3 ) التوبة الصادقة:
قال تعالى:
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53)وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ(54)وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ(55) ) (سورة الزمر الآيات 53-55 .)
وأما المرحلة الثانية وهى مرحلة التحلية أو استبدال هذه العادة بعادة أخرى مفيدة، فإن النفس بطبيعة تكوينها تميل إلى استبدال المعصية بالطاعة، وهذا موقوف على رغبة الفرد في تحويل عاداته السيئة إلى عادات حسنة يرضى الله تعالى عنها.
يقول حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي ( إذا كانت النفس بالعادة تستلذ بالباطل وتميل إليه وإلى المقبح فكيف لا تستلذ الحق لو ردت إليه مدة والتزمت المواظبة عليه، بل إن ميل النفس إلى هذه الأمور الشنيعة خارج عن الطبع، فإنه يضاهي الميل إلى أكل الطين، فقد يغلب على بعض الناس ذلك بالعادة، فأما ميله إلى الحكمة وحب الله تعالى ومعرفته وعبادته فهو كالميل إلى الطعام والشراب فإنه مقتضى طبع القلب، ذلك أنه أمر رباني وميله إلى مقتضيات الشهوة غريب عن ذاته وعارض على طبعه ).
خامسا: جلسة صادقة مع النفس
(.. فعلا بحبها … لكن مشاكلها كثيرة…)
هذه الحالة هي حالة حب غير متكافئ بين المدخن والدخان، وهو عشق من جانب واحد، جانب الإنسان، الذي كرمه الله ورفع من شأنه على كافة المخلوقات، قال تعالى:
( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) ( سورة الإسراء الآية 70 )
فالمدخن يعطي التدخين الكثير من صحته وماله وقته، بينما لا يعطي التدخين للمدخن إلا المشاكل المعروفة ( الصحية والاقتصادية والاجتماعية والشرعية ).
وحبذا لو جلس المدخن منفردا مع نفسه يحاسبها على هذه العلاقة الغريبة بينه وبين الدخان، فهل من العدل أن يقابل هذا الوفاء من المدخن بذلك الجفاء من الدخان.
قال تعالى:
( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)َ فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا(9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا(10)) ( سورة الشمس الآية (7-10)
وربما كان لهذه الجلسة الصادقة مع النفس أثر كبير في تغيير السلوك والطباع، وهى لاشك ضرورية لكل إنسان لتقييم علاقاته جميعها، وأهمها علاقته بالله عز وجل ومدى طاعته لله والامتثال لأوامره والبعد عن ما نهى عنه.
(والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم)
سادسا: إتباع أسلوب غذائي
(..طبعا المساعدة مهمة…يعني ما هو نوع الطعام والشراب المساعد.. في فترة التخلص من الدخان …؟)
على المقلع أن يكثر من تناول الماء والسوائل بوجه عام، وأن يكثر من تناول الخضراوات والفواكه والبقول والحليب لأنها ذات تأثير قلوي في الدم لا تثير الرغبة في التدخين.
ويبتعد في هذه الأيام عن تناول اللحوم والدواجن والأسماك والأكلات الدسمة بوجه عام حيث ثبت أنها تثير الرغبة في التدخين لتكوينها قاعدة حمضية في الدم.
ويكون ذلك بالطبع خلال فترة الإقلاع الأولى عن التدخين ( بضع أيام فقط).
سابعا: الحذر من السمنة
يحس المدخن برغبة شديدة في تناول المزيد من الطعام، وهي تعتبر أيضا من علامات سحب النيكوتين، فعليه أن يحذر من ذلك حتى لا يصاب بالسمنة وزيادة الوزن، فربما كان مريضا بالسكر أو ارتفاع نسبة الكولسترول، أو ارتفاع دهون الدم.
ويمكنه بتناول الطعام المتوازن كما وكيفا ان يتجنب حدوث هذه المضاعفات.
وعليه ممارسة الرياضة البدنية، ان لم يكن هناك مانع من ذلك، كأمراض القلب وكل ما يمنع من مزاولة الرياضة، لأن الرياضة تساعد على تقليل نسبة الدهون بوجه عام وتجديد خلايا الجسم وتزيد من كفاءة الرئتين.
ثامنا: عقد نية عدم العودة للتدخين مرة أخرى
يحس المدخن بعد الإقلاع بسعادة غامرة، وتختلف حالته النفسية عند حضوره للعيادة في أول يوم عنه بعد تمام الإقلاع، خصوصا بعد مرور الأيام الخمسة الأولى، عندما تقل علامات السحب ويحس المدخن بالنشاط ولذة الإقلاع عن التدخين، فعليه أن يعقد النية بعدم العودة مرة أخرى للتدخين.
العلامات الانسحابية
( الدخان.. نفسي أخلص منه .. إنما الصداع.. الصداع..)
علي المقلع عن التدخين أن يعرف أن ما يحسة في فترة الإقلاع هو ما يسمى بالعلامات الانسحابية، وتحدث نتيجة انخفاض كمية النيكوتين في الدم، وتشتد في الأيام الخمسة الأولى وهذا مما يطمئن المقلع على أنها لن تستمر لمدة طويلة0
· وهذه الأعراض عديدة وقد تشمل ( الصداع، أو الأرق، أو قلة النوم، أو زيادة النوم، زيادة العصبية، سرعة الغضب، وفي بعض الحالات يحس المقلع بأنه يفتقد لشيء ما، أو أن رأسه خال وغير ذلك ).
· والجدير بالذكر أن بعض المدخنين لا يشعرون بهذه الأعراض عند الإقلاع على الإطلاق.
· وتزداد حدة هذه العلامات في اليوم الأول والثاني والثالث، وتقل في اليوم الرابع والخامس.
أما الرغبة فهي ترتبط بمدى تصميم المدخن على الابتعاد تماما عن التدخين والأسلوب الذي يتبعه في مجاهدة نفسه وتهذيبها بالبعد عن أماكن التدخين أو جلسات المدخنين أو كل ما يسبب لديه الرغبة في التدخين، ولاشك في أنه سوف يحس بالفراق وقد قيل في ذلك:
(( كل شيء يولد صغيرا ثم يكبر.. إلا الموت .. فإنه يولد كبيرا ثم يصغر ))
والإقلاع عن التدخين يمثل أحد حالات الفراق، ففي بداية الإقلاع يكون المقلع متأثرا بشكل كبير، ثم يقل هذا الإحساس بعد ذلك إلى أن يتلاشى.
تعليق