الهجرة والنصرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الهجرة والنصرة

    الهجرة والنصرة للنبي محمد
    صلى الله عليه و سلم/الجزء الاول

    الحمد لله الغالب على أمره و الناصر لعبده صلى الله عليه و سلم و من تبعه إلى يوم الدين حمداً لا يحصيه و لا يحيطه إلا علمه سبحانه وتعالى الحمد لله الذي جعل الهجرة فتحا ونصرا ونقطة بداية لتكوين نواة الدولة الإسلامية ونشر الدعوة المحمدية وإرغاما لمن جحد وكفر –إبليس و حزبه- من شياطين الإنس والجن الذين مكروا مكرا كبارا وعتوا في الأرض عتوا كبيرا لوأد الدعوة وقتل الدعاة أما بعد :

    تهجرنا السنون وترحل عنا وتبزغ علينا سنون ونحن لا ندري أن ذلك يمضي من عمرنا ويقطع سيف الوقت ما شاء من أجسادنا العضو تلو العضو و تر سم على جباهنا الأيام وتوهن العظم ونحن في غفلة عما خلقنا الله له ألا وهو العبادة والتي تقتضي الدعوة إلى الله في كل وقت وحين للناس جميعا فعلينا ترتيب أوراق عمرنا الترتيب الصحيح ونصحح نوايانا و أهدافنا ونتخذ من دروس الهجرة نبراسا يضيء لنا دروب الدعوة إلى الله على نهج وسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة و التسليم ، ففي الهجرة تمت لرسولنا سنة إخوانه من الأنبياء ممن قبله عليهم الصلاة و السلام ، فما من نبي من الأنبياء عليهم السلام إلا و هاجر من بلده ، فلقد هاجر إبراهيم و إسرائيل ( يعقوب ) عليهما السلام إلى مصر ، و هاجر موسى و هارون عليهما السلام من مصر و هاجر لوط عليه السلام من القرى الظالم أهلها . ( 1 ) .

    فمتى غلب المنكر في بلدٍ و كان الخروج فراراً بالدين و أوذي على الحق مؤمنٌ و رأى الباطلُ قاهراً للحق ، و أن يُخلى بينه و بين دينه ، و أن يظهر عبادة ربه آمناً مطمئناً ، و احتياطاً لدينه ، كانت مشروعية الخروج من الوطن حتى لو كان الوطن مكة على فضلها ، كانت تلك الهجرة التي لا تنقطع إلى يوم القيامة ( 2 ) .

    إن أعداء الله و الدين – دين الإسلام الذي جاء به الأنبياء جميعهم عليهم السلام – لن يهدأ لهم بال و لن تنام لهم عين ٌ و لن تنفك عزائمهم من ملاحقة الأنبياء و أتباعهم إلى يوم القيامة ، و ما على الدعاة إلا الاستمرارية في الدعوة ، سواءً هاجروا أم لم يهاجروا ، و ذلك حسبما تقتضيه طبيعة المرحلة كأن تكون دعوة البعض منهم سلمية هادفة و بصمت و عزيمة و صبر ، إن كان الداعي واقفاً على ثغر من ثغور الإسلام ، لا يحل محله آخر و لقد ضرب لنا كثير من العلماء الأجلاء النجباء أمثلة حية في عصرنا الحاضر .


    و إذا كانت الهجرة مستمرة ٌ إلى أن يرث الله الأرض و من عليها فلا بد لها من توافر شروط و أهمها السرية التامة و الكامنة ،- قال تعالى " خذوا حذركم " الآية - الذي يجب أن يتخذه الدعاة في مسيرتهم الدعوية حتى لا تكون حركاتهم مكشوفة فيتعقبهم العدو و يتربص بهم الدوائر و يقضي عليهم و يبطل دعوتهم و هي في مهدها .

    لقد اتخذ – صلى الله عليه و سلم – جميع الأسباب المادية و المعنوية من السرية التامة و تجهيز الراحلة و المؤن الغذائية و محو آثار الأقدام ، حتى كأنه لم يترك للتوكل باباً ، ثم توكل على الله حق التوكل و كأنه لم يعتمد أو يتخذ الأسباب المادية سبباً في هجرته .

    ولقد تجلى هذا الشرط ( السرية التامة و الكاملة ) في هجرته صلى الله عليه و سلم بسلام و لم يكن ليهاجر صلى الله عليه و سلم إلا بعد أن يُؤَمِنَ على حياة أصحابه فأمرهم بالهجرة قبله ( فلم يبق في مكة منهم إلا أبو بكر و علي و صهيب و زيد بن حارثة و قليل من المستضعفين الذين لم تمكنهم حالهم من الهجرة (3) .

    لقد خرج صلى الله عليه و سلم من بيته ليلاً تاركاً علياً رضي الله عنه و كرم الله وجهه مُسَجَّاً في فراشه (صلى الله عليه و سلم ) و كانت قريش قد ندبت من شبابها ليقفوا بأسلحتهم على باب بيت النبي صلى الله عليه و سلم ينتظرون خروجه فخرج صلى الله عليه و سلم عليهم و هو يقرأ" و جعلنا من بين أيديهم سداً و من خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون " سورة يس الآية 9 .

    فألقى الله النوم عليهم حتى لم يره أحد و خرج صلى الله عليه و سلم متجهاً جنوب مكة و هذا من خطته و تعتيمه على العدو ، ثم اتجه صلى الله عليه و سلم نحو الغار ( غار جبل ثور) فأقام فيه و لكن قريشاً سارعت في طلبه صلى الله عليه و سلم ووصلت إلى الغر و لكن عناية الله و لطفه و حفظه و غلبته و نصرته كانت للرسول صلى الله عليه و سلم ، فلو نظر أحد من المشركين تحت قدميه لأبصر النبي صلى الله عليه و سلم و صاحبه أبو بكر رضي الله عنه ، و هذا مما أخاف أبا بكر ، و لكن يقين الرسول صلى الله عليه و سلم بربه كانت أشد رسوخاً من الجبال فقال له مطمئناً

    ´لا تحزن إن الله معنا " التوبة الآية 40 .

    و في هذا اطمئنان للداعي و أتباعه إن صدقوا مع الله و اتخذوا الأسباب التي شرعها الله لهم و لم يقل صلى الله عليه و سلم إن الله معي ، فمعية الله تشمل المُخْلِصينَ و المُخْلَصِينَ ، قال تعالى " إنَّا لننصُرُ رُسُلَنا و الذين آمنوا " الآية ،..." و كذلك حقاً علينا نصر المؤمنين " الآية ، " و إنَّ جُنْدَنا لَهُم الغالِبُون " الآية .

    و لقد صار أعدى الأعداء أمية بن خلف يُبْعِدُ لهم اختفاء المطلوبين في مثل هذا الغار فأقاما فيه ثلاث ليالٍ حتى ينقطع الطلب ْ،و لمَّا انقطع الطلب خرجا وسارا متَّبِعينَ طريق الساحل( 4).



    في كل زمان و مكان نرى الهجرة متطلب في حق المؤمن بل إن المؤمن يهاجر في كل لحظة عمّا حرم الله إلى ما أحل الله ، و إلى ما يُرضي الله سبحانه ، و غض البصر هجرة و حفظ الجوارح و منها اللسان هجرة ، و لقد قال سيدي الشيخ محمد الحامد رحمه الله ( الحوقلة في الغيبة غيبة ) ( 5 ) .

    و تحمل أذى الناس و الصبر عليهم هجرة ، و هجرة المعاصي هجرة ٌ ، و هجرة ما نهى الله عنه كذلك هجرة ٌ ( و المهاجر من هجر ما حرم الله ) .

    و الجدير بالذكر أن الإسراء و المعراج كان قبل الهجرة ، و الجدير بنا أن نسري ليلاً بأرواحنا لنركع ركعات ٍ تعرج بها روحنا إلى بارئها رب السماوات و الأرض ، فنطير في ملكوت الله لنسجد لله تعالى بين يديه بخشوع و خضوع و ذلة و انكسار، مع التوبة و الاستغفار فيكون ذلك قوة لأرواحنا و أجسادنا على طاعة الله .

    " و يزدكم قوة إلى قوتكم " الآية .

    إن الإسراء إلى المسجد الأقصى قبل الهجرة و ضمه إلى المسجد الحرام ثم إلحاق المسجد النبوي الشريف بهما بعد الهجرة إيذاناً بأن المساجد لله تعالى ، فلا دعوة في المسجد إلا لله وحده ، و أن على المسلمين الحفاظ على هذا الإرث المحمدي إلى أن تقوم الساعة ، فكلما اتجه المؤمن بقلبه إلى الكعبة المشرفة ذكَّرَهُ ذلك بالمسجد الأقصى الأسير تحت براثن يهود .

    فهجرة المؤمن مستمرة و دائمة ، حتى يستكمل إيمانه ليعيش في صلاة و ذكر ٍ دائمين في حركاته و سكناته و خطراته ، فبذلك تكون سعادته الأبدية .

    ولا تنتهي الهجرة إلا بلقاء الله و القرب منه و نيل رضوانه الأكبر جزاء ما لاقى من مشقة ٍ و عنت من أعدائه في هذه الدنيا بدءاً من الشيطان و حزبه ، و انتهاءً بالنفس الأمارة بالسوء و الهوى و سوء الظن و كل خاطر كان لغير الله فيه نصيب.

    لقد خرج سراقة بن مالك المدلجي يتتبع أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم ويتطلع إلى نيل الجوائز التي وضعتها قريش لمن يأتي بمحمد صلى الله عليه وسلم أو يدل عليه فركب فرسه وسار حتى أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم فلما دنا منه عثرت به فرسه فخر عنها ثم ركبها ثانيا وسار حتى صار يسمع قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات فساخت قائمتا فرس سراقة في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخر عنها ثم زجرها حتى نهضت فلم تكد تخرج يديها حتى سطع لأثرهما غبار ساطع في السماء مثل الدخان فعلم سراقة أن عمله ضائع سدى وداخله رعب عظيم فناداهما بالأمان وقالا له أخف عنا ( 6 ) ووعده الرسول صلى الله عليه وسلم بسواري كسرى وكتب أبو بكر رضي الله عنه بذلك كتابا ودفعه إلى سراقة واحتفظ به سراقة إلى أن جاء ذلك اليوم الذي لبس به سواري كسرى .



    لقد كان أهل المدينة حينما سمعوا بخروج الرسول صلى الله عليه و سلم و قدومه عليهم يخرجون ليستقبلوا الرسول صلى الله عليه و سلم – لا يردهم عن ذلك إلا حر الظهيرة ، ذات يوم طال انتظارهم فلما رجعوا و إذا بيهودي واقف على أطم من آطامهم ( 7 ) لأمر ينظر إليه فبصر برسول الله فنادى بأعلى صوته يا معشر العرب هذا جدكم (أي حظكم ) الذي تنتظرون فتَلَقَّوا رسول الله بظهر الحرة (8 )فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف بقباء ، و الذي حققه المرحوم محمود باشا الفلكي أن ذلك كان في اليوم الثاني من ربيع الأول الذي يوافق 20 سبتمبر 622 للميلاد و هذا أول تاريخ جديد لظهور الإسلام بعد أن مضى عليه ثلاث عشرة سنة و هو مُضَيَّقٌ عليه من مشركي قريش .

    ولغرض التأريخ ، إتخذ المسلمون في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام الهجرة كبداية للتأريخ (من محرم سنتها) ، و أقام الرسول صلى الله عليه و سلم بقباء ليالي أسس فيها مسجد على التقوى من أول يوم و صلى فيه ثم تحول صلى الله عليه و سلم إلى المدينة (9) .

    فخرجت المدينة على بكرة أبيها ممن أسلم يستقبلون الرسول صلى الله عليه و سلم بالنشيد الخالد الذي يفرح القلب و يثلج الصدر فرحين بفضل الله و نعمته أن أكرمهم بالسعادة و السرور و النظر إلى وجه الرسول صلى الله عليه و سلم قائلين:

    طلع البدر علينا من ثنِيَّاتِ الوداع
    وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
    أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع



    نعم لقد أضاء في المدينة بدخول الرسول صلى الله عليه و سلم كل شيء فهو السراج المنير الذي فتح الله به عيوناً عمياً و أسمع آذاناً صماً و خضعت له قلوباً غلفاً كان الران عليها أمثال الجبال فصارت بإتباعه مصابيح الهدى فأصبحت تنظر بنور الله و صدقت فراستها ( أيدخل أحدكم علينا و في عينيه آثار الزنا ) و قول عمر المشهور يا سارية الجبل الجبل .

    لقد أصبح للإسلام في المدينة المنورة دولة و رجالاً فتح الله بهم الدنيا و لقد حافظ المهاجرون و الأنصار على دينهم بإتباعهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم فما غيروا و لا بدَّلوا فجاء الفتح المبين العظيم فتح مكة المكرمة .

    و انتشر الإسلام في ربوع الجزيرة العربية في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و تابع الخلفاء الراشدون على النهج الذي تَلَقَّوْهُ من المعلم للبشرية جمعاء (صلى الله عليه و سلم ) .

    حتى فتحوا العالم و كانوا خير قادة لخير أمة تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر و تؤمن بالله فكان ذلك يزيد في إيمان المؤمن إيماناً و هدىً على هدى حتى يستقيم أمر المؤمن كما أمر الله تعالى ( فاستقم كما أمرت ) الآية .



    *دروس مستفادة من الهجرة :

    مقدمة :

    إن دروس الهجرة أجلُّ و أعظم من أن تكتب في عجالة و لكن جهد المقل خير من عدمه والله الموفق وولي السداد ، فالهجرة درس عظيم بل فتح عظيم لا يستهان بجزء من جزئية الموضوع: فعلى الأمة عندما تحلك بها الظروف و يتربص بها الأعداء أن يرجعوا إلى الهجرة فيدرسوها دراسة مستفيضة و يطبقونها تطبيقاً حرفياً و كاملا ً حسبما تقتضيه طبيعة المرحلة الراهنة ما دام للكفر و الطاغوت جولة و صولة و دولة على الإسلام و المسلمين .

    و الإسلام مكتوف اليدين منزوع السلاح مذبوحة كرامته من الوريد إلى الوريد فالهجرة عند الدعاة السائرين إلى الله تبدأ قبل أن يخطو المؤمن خطوة ً تحسب عليه إن لم تكن مدروسة دراسةً مستفيضةً حيث يجب أن تكون الهمة العالية و النية الصادقة مع العلم و المشورة لأهل الحل و العقد و العقل من الأشياخ المخلصين و إدراك الحمل الثقيل الذي يقوم بحمله أبطال الدعوة ( يا أيها المدثر ، قم فأنذر ، و ربك فكبِّر و ثيابك فطهِّر والرجز فاهجر و لا تمنن تستكثر و لربك فاصبر ) . سورة المدثر .

    (و الله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله علي أو أهلك دونه ) .

    و في هذا تمام الهجرة و تطبيق شرع الله على أرضه و إصلاحها أو الموت و الشهادة ، و تلك عزيمة أولي العزم من الرسل عليهم الصلاة و السلام .

    و لا يرضى المؤمن الصادق و الدعاة إلا أن يكون الدين كاملاً حتى تتم نعمة الله على عباده ، فإكمال العبد لدينه - بالنية و العمل و المجاهدة – تتمة ٌ لنعمة الله عليه ، " اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا

  • #2
    الهجرة والنصرة للنبي محمد
    صلى الله عليه و سلم/الجزء الثانى

    ومن دروس الهجرة :

    1. الإيمان بالله مع اليقين القوي و طاعة الله و رسوله و تنفيذ أمرهما دون التردد و التواء الأحكام و تحريفها عما أراد الله منها.

    2. التخطيط للهجرة بدقة و تفويت الفرص على أعداء الله .

    3. السرية الكاملة و انتقاء الأمناء من الأمة في السير على الطريق .

    4. الأخذ بالأسباب الدنيوية مع التوكل على الله حق التوكل واليقين الكامل أن الله ناصره

    5. القيام بالخدمة لهذا الدين وأن تطلب الأمر الروح والجسد " فدائية علي –كرم الله وجهه- أو المال والنفس كأبي بكر رضي الله عنه

    6. الفرح بإسناد بعض المهام للأفراد لأن ذلك من السعادة في الدنيا والآخرة فلقد بكى أبو بكر رضي الله عنه فرحا بصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء الهجرة فالجميل بالمهاجر أن يقوم على خدمة ربه ورسوله ودينه تحت قيادة موحدة .

    7. التضحية بترك الأوطان و الأموال و الأهلون في سبيل الله ثم العمل على إلحاق الأهل فلقد لحق أهل رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد أن وصل الرسول صلى الله عليه و سلم المدينة لأن الدعوة كانت مرتبطة ارتباطاً شديداً بشخص الرسول صلى الله عليه و سلم في تلك المرحلة ، فهو القائد و النبي المرسل عليه سحائب الصلوات و التسليمات من الأزل إلى أبد الآبدين .

    8. خداع العدو و ذلك لتأمين سلامة المهاجر و التعتيم الكامل و سرية مراحل الانتقال من موقع إلى آخر فقد خرج صلى الله عليه و سلم جنوباً (جنوب مكة ) وهو صلى الله عليه وسلم يريد المدينة والتي تقع شمال مكة والحرب خدعة لعدم اللحاق به من قبل العدو

    9. استطلاع أخبار العدو لحظة بلحظة ويوما بيوم وساعة بساعة

    10. اليقين بالله أن المهاجر سوف ينصره الله على عدوه ويرغمه ويوسعه الله على المهاجر في دنياه " ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيراً وسعة " الآية

    11. من دروس الهجرة المحافظة على أفراد الدعوة وتأمينهم ثم هجرة القائد

    12. من دروس الهجرة إكرام الله للمهاجر الذي يضحي تضحية القائد صلى الله عليه وسلم فلقد أكرم الله أبا بكر بأن أثبت له الصحبة في كتابه " إذ يقول لصاحبه" الآية وكان الثاني من الإثنين وكان الأول الرسول صلى الله عليه وسلم وطمأنه الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بقوله " إن الله معنا " ولم يقل إن معي ربي سيهدين فكانت معية الله لأبي بكر حتى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فأعانه الله في حروب الردة وحفظ الإسلام والدعوة ولذلك قالوا إن أبا بكر ورث الرسالة من الرسول صلى الله عليه وسلم فحفظ للأمم التمكين لها وورث عمر بن الخطاب النبوة فانتشر في زمانه العدل والفتوحات الإسلامية

    13. إن من أفضل الهجرة في زمنٍ ساد فيه الاستقرار النسبي و أمن الناس على دينهم و عرضهم - أمناً شكلياً – هي هجرة المعاصي . عن أم أنس رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله أوصني ، قال : " اهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة و حافظي على الفرائض فإنها أفضل الجهاد و أكثري من ذكر الله فإنك لا تأتين الله بشيء أحب إليه من كثرة ذكره " . رواه الطبراني بإسناد جيد .

    14. نصرة الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و سلم في جميع مراحل الهجرة قال تعالى : " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه و أيده بجنود لم تروها و جعل كلمة الذين كفروا السفلى و كلمة الله هي العليا و الله عزيز حكيم " التوبة .

    ( إلا تنصروه فقد نصره الله ) الآية . هذا إعلام من الله عز و جل أنه المتكفل بنصر رسوله و إعزاز دينه أعانوه أو لم يعينوه و أنه قد نصره عند قلة الأولياء و كثرة الأعداء فكيف به اليوم و هو في كثرة من العدد و العدة .

    ( إذ أخرجه الذين كفروا ) الآية . من مكة حين مكروا به و أرادوا تبييته و هموا بقتله .

    ( ثاني اثنين ) الآية . أي هو أحد الإثنين ، و الاثنان أحدهما رسول الله صلى الله عليه و سلم و الآخر أبو بكر الصديق رضي الله عنه .... المرجع : تفسير البغوي .



    { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا } بالعصمة والمعونة فهي معية مخصوصة وإلا فهو تعالى مع كل واحد من خلقه . روى الشيخان . وغيرهما عن أنس قال : حدثني أبو بكر قال : «كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت آثار المشركين فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم رفع قدمه لأبصرنا تحت قدمه . فقال عليه الصلاة والسلام : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله تعالى ثالثهما» . وروى البيهقي وغيره . «أنه لما دخلا الغار أمر الله تعالى العنكبوت فنسجت على فم الغار وبعث حمامتين وحشيتين فباضتا فيه وأقبل فتيان قريش من كل بطن رجلاً بعصيهم وسيوفهم حتى إذا كانوا قدر أربعين ذراعاً تعجل بعضهم فنظر في الغار ليرى أحداً فرأى حمامتين فرجع إلى أصحابه فقال : ليس في الغار أحد ولو كان قد دخله أحد ما بقيت هاتان الحمامتان» . وجاء في رواية قال بعضهم : إن عليه لعنكبوتاً قبل ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم فانصرفوا ، وأول من دخل الغار أبو بكر رضي الله تعالى عنه ، فقد أخرج ابن مردويه عن جندب بن سفيان قال : لما انطلق أبو بكر رضي الله تعالى عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغار قال أبو بكر : لا تدخل يا رسول الله حتى استبرئه فدخل الغار فأصاب يده شيء فجعل يمسح الدم عن أصبعه وهو يقول :

    ما أنت إلا أصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت

    / روى البيهقي في الدلائل . وابن عساكر «أنه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً تبعه أبو بكر فجعل يمشي مرة أمامه ومرة خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن يساره . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هذا يا أبا بكر؟ فقال : يا رسول الله أذكر الرصد فأكون أمامك واذكر الطلب فأكون خلفك ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك لا آمن عليك فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه فلما رأى ذلك أبو بكر حمله على كاهله وجعل يشتد به حتى أتى فم الغار فأنزله ثم قال : والذي بعثك بالحق لا تدخل حتى أدخله فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك فدخل فلم ير شيئاً فحمله فأدخله وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعي فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقمه قدمه فجعلن يضربنه ويلسعنه وجعلت دموعه تنحدر وهو لا يرفع قدمه حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم » . وفي رواية «أنه سد كل خرق في الغار بثوبه قطعه لذلك قطعاً وبقي خرق سده بعقبه» رضي الله تعالى عنه { فَأَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ } وهي الطمأنينة التي تسكن عندها القلوب { عَلَيْهِ } أي على النبي صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن أبي حاتم . وأبو الشيخ . وابن مردويه . والبيهقي في الدلائل . وابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن الضمير للصاحب . وأخرج الخطيب في تاريخه عن حبيب بن أبي ثابت نحوه ، وقيل : وهو الأظهر لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم ينزعج حتى يسكن ولا ينافيه تعين ضمير { وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } له عليه الصلاة والسلام لعطفه على { نَصَرَهُ الله } لا على { أَنَزلَ } حتى تتفكك الضمائر على أنه إذا كان العطف عليه كما قيل به يجوز أن يكون الضمير للصاحب أيضاً كما يدل عليه ما أخرجه ابن مردويه من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر رضي الله تعالى عنه : " يا أبا بكر إن الله تعالى أنزل سكينته عليك وأيدك " الخ وأن أبيت فأي ضرر في التفكيك إذا كان الأمر ظاهراً .

    واستظهر بعضهم الأول وادعى أنه المناسب للمقام ، وإنزال السكينة لا يلزم أن يكون لدفع الانزعاج بل قد يكون لرفعته ونصره صلى الله عليه وسلم ، والفاء للتعقيب الذكرى وفيه بعد ، وفسرها بعضهم على ذلك الاحتمال بما لا يحوم حوله شائبة خوف أصلاً ، والمراد بالجنود الملائكة النازلون يوم بدر .

    والأحزاب . وحنين ، وقيل : هم ملائكة أنزلهم الله تبارك وتعالى ليحرسوه في الغار . ويؤيده ما أخرجه أبو نعيم عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنه «أن أبا بكر رأى رجلاً يواجه الغار فقال : يا رسول الله إنه لرآنا قال : كلا إن الملائكة تستره الآن بأجنحتها فلم ينشب الرجل أنقعد يبول مستقبلهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر لو كان يرانا ما فعل هذا» ، والظاهر أنهما على هذا كانا في الغار بحيث يمكن رؤيتهما عادة ممن هو خارج الغار ، واعترض هذا القول بأنه يأباه وصف الجنود بعدم رؤية المخاطبين لهم إلا أن يقال : المراد من هذا الوصف مجرد تعظيم أمر الجنود ، ومن جعل العطف على { أَنَزلَ } التزم القول المذكور لاقتضائه لظاهر حال الفاء أن يكون ذلك الإنزال متعقباً على ما قبله وذلك مما لا يتأتى على القول الأول في الجنود { وَجَعَلَ كَلِمَةَ الذين كَفَرُواْ السفلى } أي كلمتهم التي اجتمعوا عليها في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الندوة حيث نجاه ربه سبحانه على رغم أنوفهم وحفظه من كيدهم مع أنهم لم يدعوا في القوس منزعاً في إيصال الشر إليه ، وجعلوا الدية لمن يقتله أو يأسره عليه الصلاة والسلام ، وخرجوا في طلبه عليه الصلاة والسلام رجالاً وركباناً فرجعوا صفر الأكف سود الوجوه ، وصار له بعض من كان عليه عليه الصلاة والسلام . فقد أخرج ابن سعد . وأبو نعيم . والبيهقي كلاهما في الدلائل عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : «لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم . وأبو بكر التفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم فقال : يا نبي الله هذا فارس قد لحق بنا فقال صلى الله عليه وسلم : اللهم اصرعه فصرع عن فرسه فقال : يا نبي الله مرني بما شئت قال : فقفت مكانك لا تتركن أحداً يلحق بنا فكان أول النهار جاهداً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر النهار مسلحة» وكان هذا الفارس سراقة ، وفي ذلك يقول لأبي جهل :

    أبا حكم والله لو كنت شاهدا ... لأمر جوادي إذ تسيخ قوائمه

    علمت ولم تشكك بأن محمدا ... رسول ببرهان فمن ذا يقاومه

    وصح من حديث الشيخين وغيرهما «أن القوم طلبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأبا بكر ، وقال أبو بكر : ولم يدركنا منهم إلا سراقة على فرس له فقلت : يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا فقال : { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا } حتى إذا دنا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو ثلاثة قلت : يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا وبكيت قال : لم تبكي؟ قلت : أما والله ما أبكي عل نفسي ولكن أبكي عليك فدعا عليه عليه الصلاة والسلام وقال : اللهم أكفناه بما شئت فساخت فرسه إلى بطنها في أرض صلدة ووثب عنها وقال : يا محمد إن هذا عملك فادع الله تعالى أن ينجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهماً فانك ستمر بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا حاجة لي فيها ودعا له فانطاق ورجع إلى أصحابه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا المدينة» الحديث ، ويجوز تفسير الكلمة بالشرك وهو الذي أخرجه ابن المنذر .

    خبر سراقة بن مالك أثناء الهجرة

    قال ابن إسحاق : و حدثني الزهري أن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم حدثه عن أبيه عن عمه سراقة بن مالك بن جعشم ، قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة مهاجراً إلى المدينة ، جعلت قريش فيه مئة ناقة لمن رده عليهم .

    قال فبينا أنا جالس في نادي قومي إذ أقبل رجل منا ، حتى وقف علينا ، فقال والله لقد رأيت ركبة ثلاثة مروا علي آنفاً ، إني لأراهم محمداً و أصحابه . قال فأومأت عليه بعيني : أن اسكت ثم قلت : قليلاً إنما هم بنو فلان يبتغون ضالة لهم ، قال : لعله ثم سكت .قال ثم مكثت ثم قمت فدخلت بيتي ، ثم أمرت بفرسي فقيد لي إلى بطن الوادي ، و أمرت بسلاحي ، فأخرج لي من دبر حجرتي ، ثم أخذت قداحي التي أستقسم بها ، ثم انطلقت ، فلبست لامتي ثم أخرجت قداحي ، فاستقسمت بها ؛ فخرج السهم الذي أكره " لا يضره " قال وكنت أرجو أن أرده على قريش فآخذ المئة الناقة . قال فركبت على أثره فبينما فرسي يشتد بي عثر بي ، فسقطت عنه .

    قال : فقلت : ما هذا ؟ قال ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره " لا يضره " قال فأبيت إلا أن أتبعه . قال فركبت على أثره فبينما فرسي يشتد بي عثر بي ، فسقطت عنه .

    قال : فقلت : ما هذا ؟ قال ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره " لا يضره " قال فأبيت إلا أن أتبعه فركبت في أثره . فلما بدا لي القوم و رأيتهم عثر بي فرسي ، فذهبت يداه في الأرض و سقطت عنه ثم انتزع يديه من الأرض و تبعهما دخان كالإعصار .

    قال فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد منع مني ، و أنه ظاهر . قال فناديت القوم فقلت : أنا سراقة بن جعشم : أنظروني أكلمكم فو الله لا أريبكم و لا يأتيكم معي شيء تكرهونه . قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي بكر : " قل له وما تبتغي منا " ؟ قال فقال ذلك أبو بكر ، قال قلت : تكتب لي كتاباً يكون آية بيني و بينك .

    قال " أكتب له يا أبا بكر " فكتب لي كتاباً في عظم أو في رقعة أو في خزفة ثم ألقاه إلي فأخذته ، فجعلته في كنانتي ، ثم رجعت ، فسكت فلم أذكر شيئاً مما كان حتى إذا فتحت مكة على رسول الله صلى الله عليه و سلم و فرغ من حنين و الطائف ، خرجت و معي الكتاب لألقاه فلقيته بالجعرانية .

    قال فدخلت في كتيبة من خيل الأنصار . قال فجعلوا يقرعونني بالرماح و يقولون إليك إليك ، ماذا تريد ؟ قال فدنوت من رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو على ناقته و الله لكأني أنظر إلى ساقه في غرزه كأنها جمارة .

    قال فرفعت يدي بالكتاب ثم قلت يا رسول الله هذا كتابك لي ، أنا سراقة بن جعشم قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " يوم وفاء و بر أدنه " قال فدنوت منه فأسلم .

    و نذكر ما فعله عمر بن الخطاب حين أتى بتاج كسرى ، و سواريه ومنطقته و أنه دعا بسراقة ، و كان أزب الذراعين فحلاه حلية كسرى ، و قال له ارفع يديك ، و قل الحمد لله الذي سلب هذا كسرى الملك الذي كان يزعم أنه رب الناس و كساها أعرابياً من بني مدلج . فقال ذلك سراقة و إنما فعلها عمر لأن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – كان قد بشر بها سراقة حين أسلم ، و أخبره بأن الله سيفتح عليه بلاد فارس ، و يغنمه ملك كسرى ، فاستبعد ذلك سرقة في نفسه وقال : أكسرى ملك الملوك ؟

    فأخبره النبي صلى الله عليه و سلم أن حليته ستجعل عليه تحقيقا ً للوعد ، و لكن الله يعز بالإسلام أهله و يسبغ على محمد و أمته نعمته و فضله .

    سمعت قصة سراقة من الوالد الكريم المربي الشيخ أحمد الحصري رحمه الله في أحد دروسه في الجامع الكبير بمعرة النعمان منذ نعومة أظفاري فما أجمل أن تغرس الأفكار في فتيان و شباب الأمة حتى إذا كبروا رجعوا إلى أمهات الكتب فتترسخ الأفكار لتتولد منها أفكار تزيد الإنسان نوراً على نور.

    تعليق


    • #3
      الهجرة والنصرة للنبي محمد
      صلى الله عليه و سلم/ الجزء الثالث والاخير

      من أراد الهجرة إلى الله و رسوله عليه أن يهجر ما حرم الله و هجرة العين ( غض البصر عما حرم الله ) و هجرة اللسان ( القول الحسن ) بل ( القول الأحسن ) و اختيار الطيب من القول " قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن " الآية . حتى هجرة الخواطر التي ليس لها لله نصيب فيهجرها المؤمن و يضبط خواطره بما يرضي الله

      لقد كان من نصرة الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و سلم :

      1. أن نصره قبل أن يخرج من بيته فهيأ له من ينام في فراشه ، و صحبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه و الاستعدادات المادية .

      2. نصره الله عند خروجه من بيته فأخذ التراب و رشه على رؤوس الأربعين الذين اجتمعوا على باب الرسول صلى الله عليه و سلم و قرأ عليهم أوائل سورة يس حتى " فأغشيناهم فهم لا يبصرون " الآية .

      3. و من النصرة أن أمدهم بالمؤن الغذائية و محي آثار الأقدام و نقل الأخبار إليه .

      4. مؤانسته في الطريق .

      5. أعمى أبصار المشركين حتى لا ينظروا أسفل منهم و هما في الغار .

      6. معية الله معهما " إن الله معنا " الآية .

      7. أنزل السكينة عليه صلى الله عليه و سلم .

      8. التأييد بجنود لم يروها المشركون .

      9. جعل كلمة الذين كفروا السفلى و كلمة الله هي العليا " كلمة التوحيد " .

      10. عدم وصول العدو و النيل منه صلى الله عليه و سلم و ذلك عندما رد سراقة بن مالك .

      11. جعل عدوه يعتم و يخفي مكان وجودهما " سراقة بن مالك يخفي أخبار الرسول صلى الله عليه و سلم .

      12. وعد سراقة بن مالك بسواري كسرى و قبول سراقة بالوعد و الدفاع عنه صلى الله عليه و سلم .

      13. عدم ملاحقة المشركين و كفار قريش للرسول صلى الله عليه و سلم رغم طول طريق الهجرة .

      14. فتح له المدينة فاستقبلته استقبال الأمة لقائدها صلى الله عليه و سلم .

      15. بناء المسجد الذي أُسس على التقوى في قباء و بناء المسجد النبوي في المدينة فالمسجد كانت تعقد فيه العهود و تجتمع به الوفود و تنطلق منه الجيوش بعدما كانت الصلاة في مكة بخطر عظيم .



      ذكرى للمهاجرين إلى الله و رسوله صلى الله عليه و سلم ::

      إن المهاجرين و الأنصار رضي الله عنهم حفظوا الدين و رعوه و حَفَّظُوهُ لأبنائهم و علموهم مغازي الرسول صلى الله عليه و سلم مثلما كانوا يعلمونهم السورة من القرآن الكريم فسار الأبناء على نهج الآباء فكان فتح مكة المكرمة فهذين الأمرين – حفظ الدين و تعليم المغازي – هما عمادُ الفتح و النصرة و إلا فلا .

      إن الرسول صلى الله عليه و سلم عاد إلى مكة المكرمة فاتحاً بعد أن اعتصم بحبل الله المتين و أعد ما استطاع من قوة .

      "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " الآية " إنما الخاسرون الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ذلك هو الخسران المبين "

      فالسير السير والرجوع الرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولنعض عليها بالنواجذ . حتى يأتي الله بأمر من عنده أو بالفتح المبين الذي يشف به صدور قوم مؤمنين، ولاشك ولا ريب ألا يخفى على الدعاة المخلصين دراسة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الفاتح لمكة المكرمة منذ خروجه حتى عودته بجيش يهيب العدو ويفرح الصديق وما آل صلى الله عليه وسلم جهده وهو مهاجرٌ بدعوته إلى الله والعدة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين حمداً لا يحيطه ولا يحصيه إلا رب العالمين والصلاة والسلام على المعلم في هجرته وفتحه عليه من الله سحائب الصلوات والتسليم .

      إن من أعظم دروس الهجرة أن يقوم الدين في قلب المسلم - فيظهر ذلك على أفعاله و حركاته في كل مكان و زمان - . ثم يلي ذلك إقامة دولة الإسلام على الأرض فيكون ذلك الفتح الأعظم لدين الله ..

      لقد كان من نتائج الهجرة فتح مكة بعد عشر سنوات من الهجرة .

      * و عشر سنوات في زمن تاريخ الأمم و الحضارات زمن قليل جداً .

      ليت المهاجرين يفطنون إلى هذا الزمن فيزداد تمسكهم بدينهم ، و ليس علينا انتظار النصر و الفتح و النتائج بقدر استمرارنا على النهج القويم .

      لقد ساخت أقدام فرس سراقة أمام صدق هجرة رسول الله و الصديق أبو بكر و لسوف تعجز جيوش الأعداء في كل زمان و مكان أمام صدق هجرة الدعاة ما داموا مهاجرين لله و رسوله بصدق - لا يشوبه ضعف و لا خوار - لا يحيدون عن ذلك قيد أنملة و لسوف يأتي النصر و الفتح لهم و لو بعد حين .

      (الهجرة طريق ريادة و منهج حضارة قالها الدكتور عمر عبد الكافي )

      و أي حضارة أعظم من حضارة الإسلام و لسوف يعود الناس حتى و لو بقوا على كفرهم إلى ما جاء به الإسلام من صدق و أمانة و اقتصاد و معاملات .... وما بقاؤهم على كفرهم إلا عناداً و استكباراً عن قبول الحق فهم لا يعظمون الله بل يعظمون الصدق و الأمانة لأجل مصالحهم .

      قال تعالى " أفحكم الجاهلية يبغون و من أصدق من الله حكماً لقوم يوقنون " الآية 50 المائدة .
      م ..ن

      تعليق


      • #4

        تعليق

        يعمل...
        X