اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد واله وصحبه ملءالسموات والاراضيين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمـــة
عالـم الأعشاب و النباتات، هبة الكريم المفضال إلى سائر المخلوقات، فوق هذه الأرض الطيبة الكريمة و على رأسها الإنسان، فقط يجب على الإنسان أن يقبل الهبة الإلهية من الكريم المنان، و قبولها متوقف على معرفتها، و معرفتها من معرفة منشئها و مهديها، فكيف تعرف المنحة دون أن تعرف المانح، و كيف تريد أن تعرف مولاك دون أن تعرف خلقه، و دع الذين يقولون أن الطبيعة كريمة و معطاءة، و قل ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك، و قل رب سبحانك ما أجل شأنك و أعظم سلطانك.
لكي لا نطيل الكلام في أوحال التوحيد و لو أن العلوم كلها من علم الواحد، فالخوض في عالم الأعشاب و النباتات علم لا ينكره إلا جاهل أو جاحد، و لو أنه لم يعط حظه إلى الآن، و مع ذلك لم تصرف عنه همم الخاصة في كل زمان و مكان ...
لسنا بحاجة إلى تكرار ما قاله الجميع، أن علوم التداوي قديمة قدم الإنسان، و تطورت مع تطوره قبل أن تتضارب و تتعارض تبعا للمعتقدات و الحضارات و البلدان، و لكن بعد رجوع الأعشاب الطبية إلى الطليعة و أصبحت محط اهتمام المهتمين و ملاذ المضطرين تناولتها أيادي السوء من المنتحلين، فكان على الجميع أن يتدخل، على كل إنسان أن يتدخل، لحماية هذا الموروث الرباني الطبيعي العلاجي الشفائي الغذائي الدوائي الموجود...
لكي نحافظ على الموروث الطبيعي يجب علينا أن نتقدم إليه بالعلم لكي لا نقع في مثل ما وقع فيه أسلافنا، و لا أقول من وصفاتهم الدقيقة في ذلك الوقت المبكر و التي بقيت ألوية خفاقة خلال قرون طويلة، و لكن لأننا لم نتعلم كيفية نقلها و لا كيفية حملها و لا التعامل معها عبر السنين، فوقعنا، و لم تقع معنا و لكنها رجعت إلى طي الكتمان، حتى شاء الكريم المنان رحمة بهذا الإنسان، فأنطقها الذي أنشأ كل شيء مسبحة بكرمه و جوده.
موروث البشرية هذا: عالم الأعشاب و النباتات، و نحن في هذا البحث البسيط السذج نقصد فيه الأعشاب و النباتات الطبية، و نحن مع ذلك لا نهين و لا نستهين بالأساليب المتطورة بالأدوية المصنعة و لا ما وصل إليه البحث العلمي، و لكننا نقول أن البحث العلمي هو الذي رفع هذا المؤشر الطبيعي و جعل التعامل معه من الضرورة بمكان و جعلت لذلك اختصاصات لا يمكن أن نستفيد منها إلا بعد مرور عشرات السنين، في وقت غارت فيه المعلومة الصحيحة بين عشرات الادعاءات الكاذبة و التوجهات المرتجلة..
هذا هو مقصدي بالله في هذا البحث البسيط و المتواضع أسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، شاء سبحانه بفضله و جوده أن أسميه:
دليــل الأعشــاب
و لما تراكمت علي أبوابه قسمته إلى جزأين، هذا أولهما، قسمته إلى فصول ثلاثة:
الفصل الأول:
عمدت فيه إلى تقريب العشبة من القريب منها و الواقف عليها سواء بضرورة الاستعمال أو من أبواب التجارة بالإجمال، و كل ما يحتاج إليه المرء في المعرفة الشاملة عن العشبة و ما يتعلق بها و من جهة أخرى في كيفية استعمالها علميا قصد التطبيب بشتى الوسائل الناجعة المعروفة و المصادق عليها من الجامعات و الجمعيات الصحية المعتدة في العالم.
الفصل الثاني:
قربت فيه القارئ الواقف على استعمال العشبة الطبية، و كذلك العشاب المحترف من بعض الأمراض و الأعراض، و كيفية تشخيصها، و معرفة بعض وظائف الأعضاء، و أفضل ما وقفت عليه التجارب الميدانية المشهودة، حتى يمكن للمرء أن يتقرب ما أمكن من العلة، و بعد ذلك يمكن أن يعرف ما يمكن أن ينفع العلة من الأعشاب الكثيرة المتنوعة.
الفصل الثالث:
ذكرت فيه جملة مهمة من الأعشاب الطبية الموجودة و المعروفة، تناولت كل منها على انفراد مبتدئا بالأسماء المعروفة بها علميا و عالميا و إقليميا و محليا، مصحوبة بصورة مبينة و وصف مدقق و ذكر للمواد الفعالة فيها و ما تختص به هذه المواد، ثم ما تنفع فيه من أمراض و أعراض، كما أنني لم أغفل على طريقة قطف العشبة و الجزء الذي يجب قطفه و الطريقة التي يجب بها التجفيف و التخزين، و كذلك الطريقة التي يجب بها أن تستعمل.
استعنت بالله على جمع المعلومات من كل المراجع المتوفرة من الكتب الأجنبية و العربية و كل ما يوجد في الأنترنت من مختلف القنوات الإلكترونية في هذا المجال عسى أن يتوفر للقارئ و المستعمل غايته، و للتاجر العشاب آفاق من تنوع و توجه، و للمغرب، هذا البلد الكريم بوجود أهل الصفاء و النقاء، توجه آخر فلاحي و اقتصادي و طبي، و هو في أشد الحاجة إلى ذلك، و للعبد الفقير إلى مولاه الغني الكبير، كاتب هذه الكلمات، بإمكانياته المقزمة، سبيلا إلى مرضاة مولاه، و هو حسبي، لا إله إلا هو عليه توكلت و إليه أنيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمـــة
عالـم الأعشاب و النباتات، هبة الكريم المفضال إلى سائر المخلوقات، فوق هذه الأرض الطيبة الكريمة و على رأسها الإنسان، فقط يجب على الإنسان أن يقبل الهبة الإلهية من الكريم المنان، و قبولها متوقف على معرفتها، و معرفتها من معرفة منشئها و مهديها، فكيف تعرف المنحة دون أن تعرف المانح، و كيف تريد أن تعرف مولاك دون أن تعرف خلقه، و دع الذين يقولون أن الطبيعة كريمة و معطاءة، و قل ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك، و قل رب سبحانك ما أجل شأنك و أعظم سلطانك.
لكي لا نطيل الكلام في أوحال التوحيد و لو أن العلوم كلها من علم الواحد، فالخوض في عالم الأعشاب و النباتات علم لا ينكره إلا جاهل أو جاحد، و لو أنه لم يعط حظه إلى الآن، و مع ذلك لم تصرف عنه همم الخاصة في كل زمان و مكان ...
لسنا بحاجة إلى تكرار ما قاله الجميع، أن علوم التداوي قديمة قدم الإنسان، و تطورت مع تطوره قبل أن تتضارب و تتعارض تبعا للمعتقدات و الحضارات و البلدان، و لكن بعد رجوع الأعشاب الطبية إلى الطليعة و أصبحت محط اهتمام المهتمين و ملاذ المضطرين تناولتها أيادي السوء من المنتحلين، فكان على الجميع أن يتدخل، على كل إنسان أن يتدخل، لحماية هذا الموروث الرباني الطبيعي العلاجي الشفائي الغذائي الدوائي الموجود...
لكي نحافظ على الموروث الطبيعي يجب علينا أن نتقدم إليه بالعلم لكي لا نقع في مثل ما وقع فيه أسلافنا، و لا أقول من وصفاتهم الدقيقة في ذلك الوقت المبكر و التي بقيت ألوية خفاقة خلال قرون طويلة، و لكن لأننا لم نتعلم كيفية نقلها و لا كيفية حملها و لا التعامل معها عبر السنين، فوقعنا، و لم تقع معنا و لكنها رجعت إلى طي الكتمان، حتى شاء الكريم المنان رحمة بهذا الإنسان، فأنطقها الذي أنشأ كل شيء مسبحة بكرمه و جوده.
موروث البشرية هذا: عالم الأعشاب و النباتات، و نحن في هذا البحث البسيط السذج نقصد فيه الأعشاب و النباتات الطبية، و نحن مع ذلك لا نهين و لا نستهين بالأساليب المتطورة بالأدوية المصنعة و لا ما وصل إليه البحث العلمي، و لكننا نقول أن البحث العلمي هو الذي رفع هذا المؤشر الطبيعي و جعل التعامل معه من الضرورة بمكان و جعلت لذلك اختصاصات لا يمكن أن نستفيد منها إلا بعد مرور عشرات السنين، في وقت غارت فيه المعلومة الصحيحة بين عشرات الادعاءات الكاذبة و التوجهات المرتجلة..
هذا هو مقصدي بالله في هذا البحث البسيط و المتواضع أسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، شاء سبحانه بفضله و جوده أن أسميه:
دليــل الأعشــاب
و لما تراكمت علي أبوابه قسمته إلى جزأين، هذا أولهما، قسمته إلى فصول ثلاثة:
الفصل الأول:
عمدت فيه إلى تقريب العشبة من القريب منها و الواقف عليها سواء بضرورة الاستعمال أو من أبواب التجارة بالإجمال، و كل ما يحتاج إليه المرء في المعرفة الشاملة عن العشبة و ما يتعلق بها و من جهة أخرى في كيفية استعمالها علميا قصد التطبيب بشتى الوسائل الناجعة المعروفة و المصادق عليها من الجامعات و الجمعيات الصحية المعتدة في العالم.
الفصل الثاني:
قربت فيه القارئ الواقف على استعمال العشبة الطبية، و كذلك العشاب المحترف من بعض الأمراض و الأعراض، و كيفية تشخيصها، و معرفة بعض وظائف الأعضاء، و أفضل ما وقفت عليه التجارب الميدانية المشهودة، حتى يمكن للمرء أن يتقرب ما أمكن من العلة، و بعد ذلك يمكن أن يعرف ما يمكن أن ينفع العلة من الأعشاب الكثيرة المتنوعة.
الفصل الثالث:
ذكرت فيه جملة مهمة من الأعشاب الطبية الموجودة و المعروفة، تناولت كل منها على انفراد مبتدئا بالأسماء المعروفة بها علميا و عالميا و إقليميا و محليا، مصحوبة بصورة مبينة و وصف مدقق و ذكر للمواد الفعالة فيها و ما تختص به هذه المواد، ثم ما تنفع فيه من أمراض و أعراض، كما أنني لم أغفل على طريقة قطف العشبة و الجزء الذي يجب قطفه و الطريقة التي يجب بها التجفيف و التخزين، و كذلك الطريقة التي يجب بها أن تستعمل.
استعنت بالله على جمع المعلومات من كل المراجع المتوفرة من الكتب الأجنبية و العربية و كل ما يوجد في الأنترنت من مختلف القنوات الإلكترونية في هذا المجال عسى أن يتوفر للقارئ و المستعمل غايته، و للتاجر العشاب آفاق من تنوع و توجه، و للمغرب، هذا البلد الكريم بوجود أهل الصفاء و النقاء، توجه آخر فلاحي و اقتصادي و طبي، و هو في أشد الحاجة إلى ذلك، و للعبد الفقير إلى مولاه الغني الكبير، كاتب هذه الكلمات، بإمكانياته المقزمة، سبيلا إلى مرضاة مولاه، و هو حسبي، لا إله إلا هو عليه توكلت و إليه أنيب
تعليق