أمور ثلاثة تتم بها إقامة الصلاة
يروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرج
الإمام مسلم حين سئل : أي العمل أفضل؟ فقال : الإيمان بالله ، قيل ثم أي ؟ قال الصلاة
لوقتها ))
فالصلاة كفارة لما سبقها من الذنوب ، ومتى كفرت الذنوب أصبح العبد موضع عناية الله
ورحمته ،لأن موانع الرحمة قد زالت من القلب والبدن
وفى ذلك يقول صلى الله عليه وسلم فيما أخرج مسلم وغيره (( ما من مسلم تحضره صلاة
مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم
تؤت كبيرة وذلك الدهر كله)) لأن الكبيرة لا يكفرها إلا التوبة .
والصلاة مصدر الأمن والإيمان ، وحماية من القلق والجزع ، ودافع إلى السخاء والجود
النابع من الحب والله تعالى يحكم بذلك فيقول ((إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر
جذوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون ))
المعراج
وإذا تأملنا آيات القرآن في الصلاة وجنا التعبير القرآني عنها يقول دائما "أقم الصلاة"
"وأقيموا الصلاة" "الذين يقيمون الصلاة" أمر الله سبحانه وتعالى بإقامة الصلاة والإقامة
معنى زائد على نفس حركات الصلاة ، ولو كانت حركات الصلاة من الركوع والسجود
والقراءة والقيام وحدها كافية لقال سبحانه صلوا ولم يقل أقيموا الصلاة
فلا بد لكل مسلم أن يعرف معنى إقامة الصلاة حتى يستفيد بثمراتها وخيراتها لا أن يصلى
صلاة حرفية بجسده ولسانه وحدهما فهذه ليست بصلاة على الإطلاق
وإقامة الصلاة تكون بثلاثة أمور لا بد منها حتى تكون صلاة قائمة لها قدرها وقبولها عند
الله سبحانه وتعالى :-
أولا : أن يعرف معنى الصلاة والنية فيها
ثانيا : أن نفهم بعقولنا معاني ما نقرأها فيها من القرآن والأذكار
ثالثا : أن نفهم معنى حركات الصلاة من القيام والركوع والسجود والجلوس ، ولماذا
نسجد مرتين ونركع مرة واحدة ، وتكون هذه المعاني مقارنة لها حين نقوم بها
الصلاة عبارة عن انخلاع الإنسان انخلاعا تاما وكاملا من دنياه كلها وخواطره كلها
ومشاغله ومشاكله الدنيوية،والتوجه بقلبه وروحه وعقله إلى الله دون أن ينوى بصلاته أى
غرض دنيوي ولا ينوى بها إلا مرضاة الله
هذه هي الصلاة ولهذا كان الاستعداد لها بالوضوء والتطهر مقدمة تعين على هذه النية
أما فهم حركات الصلاة والنية فيها ، فإذا قمت ووقفت في مصلاك تنوى بذلك التخلي عن
جمع الأشياء ، و إخراج ما في القلب سوى الله، وأما تكبيرة الاحترام فمعناها التعبير عن
هذا التخلي عن الدنيا فتقول : الله اكبر من أي شيء سواه ،فإذا أقبل على الثناء على الله
بقراءة الفاتحة قال "الحمد لله رب العالمين"يعنى الشكر لله رب كل العوالم السماوية
والأرضية "الرحمن" الذي فاضت رحمته على كل شيء حتى على الكافرين
"الرحيم"بالمؤمنين "إياك نعبد وإياك نستعين"لا نعبد غيره ولا نستعين بسواه "اهدنا
الصراط المستقيم "أي الطريق الواضح الذي لا بدعة فيه "صراط الذين أنعمت عليهم غير
المغضوب عليهم ولا الضالين " أي طريق من رضيت عنهم لا طريق من غضبت عليهم
ولا طريق من ضلوا عن سبيلك .
حينئذ يشعر القلب بتعظيم الله تعالى والخضوع بين يديه فيعبر عن هذا التعظيم والخضوع
بالركوع ، فيركع جسدك وروحك بين كبرياء الله قائلا "الله أكبر "مما وقع في نفسي من
التعظيم له ويقول "سبحان ربى العظيم" تعبيرا عن هذا المعنى ومعناه تنزيه عظمة الله عن
العظمة التي نشاهدها في الكون فعظمته لا يحيط بها عقل .
هذا تواضع واجب لله في الركوع، ومن تواضع لله رفعه ،فهذا معنى الرفع من الركوع،
ويحس العبد بفضل الله عليه في رفعه بعد أن كان راكعا ، فيبادر إلى الحمد والثناء بقوله
"سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد "وحين يحس بفضل الله عليه ورفعه بعد تواضعه
يزداد تواضعا فيسجد وينوى أن يضع نفسه بين يدي ربه أسفل من كل سفل وتحت كل
تحت ، ولهذا كان العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد ، ولهذا كان ذكر السجود
"سبحان ربى الأعلى " فهو الأعلى وأنا الأسفل ويتفضل الله عليه فبرفعه من السجود فلا
يستطيع القيام فيجلس بالعجز والفاقة إلى الله غارقا في مشاهدة العظمة الإلهية ويبحث
المصلى عن وسيلة يعبر بها عن خضوعه الكامل لله فلا يجد غير أن يسجد مرة ثانية
اعترافا لله بنعمته عليه في الفهم والتقريب فإذا تم له ذلك قواه الله على القيام لركعة ثانية
على غرار الركعة الأولى.
هذه الصلاة بمعانيها ومعاني حركاتها لابد أن نلاحظها فكان الرسول صلى الله عليه وسلم
يرشد أصحابه إلى أن يعتقدوا أن هذه الصلاة التي يصليها العبد هي آخر صلاة له وربما
مات بعدها حتى يتقنها ويقيمها ويخلص فيها
فقال صلوات الله وسلامه عليه فيما أخرج الطيرانى ((صل صلاة مودع لا يصلى بعدها
غيرها ))
بقى أن نعلم جيدا أن الكثير من الناس ينوون بصلاة النافلة الأجر والثواب من الله تعالى
وليست هذه هي النية المطلوبة من الإنسان ،وإنما النية الصحيحة لصلاة النافلة هي جبر ما
يكون قد حصل في الصلاة من خلل أو نقص وذلك لحديث أبى هريرة رضي الله عنه الذي
أخرجه أبو يعلى والطبراني ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أول ما يحاسب به
المرء من عبادته الصلاة فان كانت تامة كتبت تامة وان كانت ناقصة قال انظروا هل
لعبدي من نافلة أكملت بها .
وكان السلف من الصحابة والتابعين عجبا في صلواتهم قالت أم المؤمنين عائشة فيما
أخرجه النسائي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته كأحدنا ، فإذا حان وقت الصلاة
مضى كان لم يعرفنا ولم نعرفه وكان على بن الحسين رضي الله عنه إذا مشى إلى الصلاة
اصفر لونه وارتعدت يديه ، فلما سئل قال أتدرون بين يدي من أقف ؟؟
وعروة بن الزبير رضي الله عنه أصيب في رجله وقرر الطبيب قطعها فاختار أن يقطعها
وهو في صلاته حتى لا يحس بالألم لأنه منخلع عن الدنيا وما فيها.
قال تعالى (( قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون))
تقبل الله منا ومنكم وأحسن ولكم الختام
يروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرج
الإمام مسلم حين سئل : أي العمل أفضل؟ فقال : الإيمان بالله ، قيل ثم أي ؟ قال الصلاة
لوقتها ))
فالصلاة كفارة لما سبقها من الذنوب ، ومتى كفرت الذنوب أصبح العبد موضع عناية الله
ورحمته ،لأن موانع الرحمة قد زالت من القلب والبدن
وفى ذلك يقول صلى الله عليه وسلم فيما أخرج مسلم وغيره (( ما من مسلم تحضره صلاة
مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم
تؤت كبيرة وذلك الدهر كله)) لأن الكبيرة لا يكفرها إلا التوبة .
والصلاة مصدر الأمن والإيمان ، وحماية من القلق والجزع ، ودافع إلى السخاء والجود
النابع من الحب والله تعالى يحكم بذلك فيقول ((إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر
جذوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون ))
المعراج
وإذا تأملنا آيات القرآن في الصلاة وجنا التعبير القرآني عنها يقول دائما "أقم الصلاة"
"وأقيموا الصلاة" "الذين يقيمون الصلاة" أمر الله سبحانه وتعالى بإقامة الصلاة والإقامة
معنى زائد على نفس حركات الصلاة ، ولو كانت حركات الصلاة من الركوع والسجود
والقراءة والقيام وحدها كافية لقال سبحانه صلوا ولم يقل أقيموا الصلاة
فلا بد لكل مسلم أن يعرف معنى إقامة الصلاة حتى يستفيد بثمراتها وخيراتها لا أن يصلى
صلاة حرفية بجسده ولسانه وحدهما فهذه ليست بصلاة على الإطلاق
وإقامة الصلاة تكون بثلاثة أمور لا بد منها حتى تكون صلاة قائمة لها قدرها وقبولها عند
الله سبحانه وتعالى :-
أولا : أن يعرف معنى الصلاة والنية فيها
ثانيا : أن نفهم بعقولنا معاني ما نقرأها فيها من القرآن والأذكار
ثالثا : أن نفهم معنى حركات الصلاة من القيام والركوع والسجود والجلوس ، ولماذا
نسجد مرتين ونركع مرة واحدة ، وتكون هذه المعاني مقارنة لها حين نقوم بها
الصلاة عبارة عن انخلاع الإنسان انخلاعا تاما وكاملا من دنياه كلها وخواطره كلها
ومشاغله ومشاكله الدنيوية،والتوجه بقلبه وروحه وعقله إلى الله دون أن ينوى بصلاته أى
غرض دنيوي ولا ينوى بها إلا مرضاة الله
هذه هي الصلاة ولهذا كان الاستعداد لها بالوضوء والتطهر مقدمة تعين على هذه النية
أما فهم حركات الصلاة والنية فيها ، فإذا قمت ووقفت في مصلاك تنوى بذلك التخلي عن
جمع الأشياء ، و إخراج ما في القلب سوى الله، وأما تكبيرة الاحترام فمعناها التعبير عن
هذا التخلي عن الدنيا فتقول : الله اكبر من أي شيء سواه ،فإذا أقبل على الثناء على الله
بقراءة الفاتحة قال "الحمد لله رب العالمين"يعنى الشكر لله رب كل العوالم السماوية
والأرضية "الرحمن" الذي فاضت رحمته على كل شيء حتى على الكافرين
"الرحيم"بالمؤمنين "إياك نعبد وإياك نستعين"لا نعبد غيره ولا نستعين بسواه "اهدنا
الصراط المستقيم "أي الطريق الواضح الذي لا بدعة فيه "صراط الذين أنعمت عليهم غير
المغضوب عليهم ولا الضالين " أي طريق من رضيت عنهم لا طريق من غضبت عليهم
ولا طريق من ضلوا عن سبيلك .
حينئذ يشعر القلب بتعظيم الله تعالى والخضوع بين يديه فيعبر عن هذا التعظيم والخضوع
بالركوع ، فيركع جسدك وروحك بين كبرياء الله قائلا "الله أكبر "مما وقع في نفسي من
التعظيم له ويقول "سبحان ربى العظيم" تعبيرا عن هذا المعنى ومعناه تنزيه عظمة الله عن
العظمة التي نشاهدها في الكون فعظمته لا يحيط بها عقل .
هذا تواضع واجب لله في الركوع، ومن تواضع لله رفعه ،فهذا معنى الرفع من الركوع،
ويحس العبد بفضل الله عليه في رفعه بعد أن كان راكعا ، فيبادر إلى الحمد والثناء بقوله
"سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد "وحين يحس بفضل الله عليه ورفعه بعد تواضعه
يزداد تواضعا فيسجد وينوى أن يضع نفسه بين يدي ربه أسفل من كل سفل وتحت كل
تحت ، ولهذا كان العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد ، ولهذا كان ذكر السجود
"سبحان ربى الأعلى " فهو الأعلى وأنا الأسفل ويتفضل الله عليه فبرفعه من السجود فلا
يستطيع القيام فيجلس بالعجز والفاقة إلى الله غارقا في مشاهدة العظمة الإلهية ويبحث
المصلى عن وسيلة يعبر بها عن خضوعه الكامل لله فلا يجد غير أن يسجد مرة ثانية
اعترافا لله بنعمته عليه في الفهم والتقريب فإذا تم له ذلك قواه الله على القيام لركعة ثانية
على غرار الركعة الأولى.
هذه الصلاة بمعانيها ومعاني حركاتها لابد أن نلاحظها فكان الرسول صلى الله عليه وسلم
يرشد أصحابه إلى أن يعتقدوا أن هذه الصلاة التي يصليها العبد هي آخر صلاة له وربما
مات بعدها حتى يتقنها ويقيمها ويخلص فيها
فقال صلوات الله وسلامه عليه فيما أخرج الطيرانى ((صل صلاة مودع لا يصلى بعدها
غيرها ))
بقى أن نعلم جيدا أن الكثير من الناس ينوون بصلاة النافلة الأجر والثواب من الله تعالى
وليست هذه هي النية المطلوبة من الإنسان ،وإنما النية الصحيحة لصلاة النافلة هي جبر ما
يكون قد حصل في الصلاة من خلل أو نقص وذلك لحديث أبى هريرة رضي الله عنه الذي
أخرجه أبو يعلى والطبراني ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أول ما يحاسب به
المرء من عبادته الصلاة فان كانت تامة كتبت تامة وان كانت ناقصة قال انظروا هل
لعبدي من نافلة أكملت بها .
وكان السلف من الصحابة والتابعين عجبا في صلواتهم قالت أم المؤمنين عائشة فيما
أخرجه النسائي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته كأحدنا ، فإذا حان وقت الصلاة
مضى كان لم يعرفنا ولم نعرفه وكان على بن الحسين رضي الله عنه إذا مشى إلى الصلاة
اصفر لونه وارتعدت يديه ، فلما سئل قال أتدرون بين يدي من أقف ؟؟
وعروة بن الزبير رضي الله عنه أصيب في رجله وقرر الطبيب قطعها فاختار أن يقطعها
وهو في صلاته حتى لا يحس بالألم لأنه منخلع عن الدنيا وما فيها.
قال تعالى (( قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون))
تقبل الله منا ومنكم وأحسن ولكم الختام
تعليق