الخاتمه الكبرى
بسم الله وبحمده
(كلُّ نفسٍ ذائقة الموت )
ولا أحد يضمن لنفسه في الدنيا لحظة
فأنت قد تموت الآن في هذه اللحظة
عندها تبدأ رحلتك الكُبرَى إلى دار القرار في جنَّةٍ أو نار
لِتحصد نتائج أفعالك في دنياك
ففي اللحظات الأولى من هذه القصَّة
واللحظات الأخيرة من الدنيا
يرَى الإنسان ما يُسعده أو يُرعبه
بحسب غَلَبَة حسناته وذنوبه
ثمَّ تخرج الروح ويبدأ التكريم أو التعذيب
ويتمُّ الاختبار الأخير في البرزخ
ثمَّ يكون روضةً من رياض الجنَّة مدَّ البصر
فينام صاحبه سعيدًا منعَّما
أو يكون حفرةً من النيران إلى يوم القيامة
وفي ذلك البرزخ بين الدنيا والآخرة
يُعذَّب الذي يمشي بالنميمة والذي لا يستتر من بوله
فكيف بالذين لا يصلُّون الفجر في وقتها قبل طلوع الشمس؟
وكيف بأصحاب الهوائيات والأطباق التلفزيونية؟
وكيف بهاتكات الحجاب؟
وكيف بالمتكبِّرين؟
الذين إذا جاءهم الحقّ رفضوه بلا سببٍ مقبولٍ شرعا
ويوم القيامة يوم يقوم الناس لربِّ العالمين
شاخصةً أبصارهم، ذاهلةً عقولهم، فَزِعِين خائفين
إلاَّ عباد الله المؤمنين المتَّقين الصالِحين
(ألا إنَّ أولياء الله لا خوفٌ عليهِم ولا هم يحزنون،
الذين آمَنوا وكانوا يتَّقون )
ويوم القيامة خمسون ألف سنة تمرُّ على الناس بقدْر أعمالهم
حتَّى تكون على عباد الله المتَّقين كساعةٍ من نهار
وفي ذلك اليوم العظيم والهول الجسيم
يوم البعث والحساب والجزاء، يوم القارعة والطامَّة الكُبرَى
يقف الناس حفاةً عراةً تحت شمسٍ قريبةٍ شديدة
والعرق يحيط بهم على قدْر تقصيرهم
حتَّى يصل إلى رقابهم وأنوفهم
ويصيبهم من الغمِّ والكرب الشديد
ما لا يطيقون وما لا يحتمِلون
إلاَّ عباد الله المتَّقين الذين استحقُّوا كَرَمَ ربِّهم ورحمته
فيُلبسهم الملابس الجميلة، ويُجلِسهم المجالِس الكريمة
تحتَ ظِلِّ عرشه
ويسقيهم شَرْبةً من حوض نبيّه لا عَطَشَ بعدها أبدا
فاحرص أنْ تكون منهم وأنْ تُحِبّهم وتجالسهم
وفي تلك السنين الطويلة الشديدة
وذلك الكرب العظيم يوم الحسرة والندامة
يُعذَّب تارك الزكاة بكلِّ أمواله
في يومٍ كان مقداره 50000 سنة
وللمسبلين من الرجال يكون ما أسفل الكعبين في النار
في يومٍ كان مقداره 50000 سنة
ويتعلَّق الأبناء بآبائهم الذين ضيَّعوهم
فأهملوا تربيتهم ونُصحهم وتوجيههم
فيا للكرب الشديد
(قل هل ننبِّئكم بالأخسرين أعمالا؟
الذين ضَلَّ سعيهم في الحياة الدنيا
وهم يحسبون أنَّهم يُحسنون صنعا )
ويُعطَى آكل الربا سلاحًا لِيحارب الله به فيا لتعاسته وخسارته
ومَن أكَلَ حرامًا مُلئ بطنه نارًا أو جمرًا من الجحيم
{ولا يدخل الجنَّة لحمٌ غذِّي بحرام؛ النار أولى به}
ومِن الحرام ما جاء بطَريقٍ أو سببٍ غير مشروع
بكذبٍ أو تحايلٍ أو غصبٍ أو ظُلمٍ
أو بغير رِضَى صاحبه وطيبة نفسه
{وأكثر الناس شبعًا في الدنيا أطولهم جوعًا يوم القيامة}
يومٌ طوله خمسون ألف سنة
وهكذا وبعد انتظارٍ طويل
تحلُّ الشفاعة ويبدأ الحساب وتتطاير الصحف
وفيها كلُّ كلمةٍ قلتَها وكلُّ فِعلٍ ونِيَّةٍ ورغبةٍ ورهبةٍ وهمٍّ وظنّ
فحاسِب نفسك عليها الآن
قبل أن تُحاسَب عليها في ذلك اليوم الشديد
{ليس أحدٌ يُحاسَب يوم القيامة إلاّ هلَك}
{وليس أحدٌ يُناقَش الحساب يوم القيامة إلاّ عذِّب}
فلا تكُن كالذين قال الله فيهم
(وغرَّتكم الأماني حتَّى جاء أمرُ الله وغرَّكم بالله الغرور )
فمحاسبة النفس واتهامها بالخطأ والتقصير وتقويمها
مِن صفات العقلاء الأتقياء الصالحين
ثمَّ يُسحَب الكفَّار ومِنهم تارك الصلاة وجاحد الزكاة
على وجوههم بالسلاسل إلى الجحيم خالِدين فيها أبدا
ولو قالوا: لا إله إلاَّ الله، ليلاً ونهارا
ويُنصب الصراط فوق جهنَّم وهو جسرٌ دحضٌ مَزَلَّةٌ
أدقُّ من الشعر وأحدُّ من السيف طوله عشرات السنين
يعبُرُ فوقه المؤمنون إلى أرضِ الأعراف بين الجنَّة والنار
تدفعهم حسناتهم وتُثقلهم ذنوبهم
فينطلقون فوقه بقدرِ مسارعتهم إلى الخيرات وفِعْل الواجبات
وبقدرِ ابتعادهم عن الذنوب والشبهات
فأوَّلهم يجتازه كطرف العين أو كلمح البرق
وبعضهم كالريح أو كالطير أو كالخيل أو يجري أو يمشي
أو يزحفُ على بطنه ويسقط ويتعلَّق وتلفحه النار وتخدشه الكلاليب
جزاء تفريطه وتقصيره في حقِّ ربِّه
وحقِّ نفسه وأهله ورعيَّته
فيا لَه مِن هولٍ عظيم وكَربٍ شديد ومشهدٍ فضيع مخيف
فوق جهنَّم لِسنين طويلة
والناس عنه غافلون متساهلون أو معاندون
(ألا يظنُّ أولَئِك أنَّهم مبعوثون، ليومٍ عظيم،
يوم يقوم الناس لِربِّ العالمين؟ )
ومِنهم من تُسقِطه أعماله في الجحيم، ويا للهول الجسيم!
فأيُّ بؤسٍ وشقاءٍ ينتظر هَؤلاء؟!
فالجحيم شيءٌ فضيع، مخيف، مفْزِع، مرعِب، مهين
لا يمكن تصوُّر لحظةٍ منه ولا بأقصَى درجات العذاب والهوان
والذلّ والبؤس والشقاء والجوع والعطش والألَم والمرض في الدنيا
فكيف بمن سيبقَى فيها أيّامًا وشهورًا وسنينا؟!
طعامهم الزقُّوم وشرابهم عصارة أهل الجحيم
وفضلاتهم وصديدهم
وماؤهم الحميم المغلي بحرارة الجحيم
فيشوي وجوههم قبل شربه ويقطِّعُ أمعاءهم بعد شُربه
وهم مُجبرون على الأكل والشرب لشدَّة جوعهم وعطشهم
فيتعذَّبون به دون أن يخفِّف جوعهم وعطشهم
بل هو يزيدهم جوعًا وعطشًا وألَمًا وعذابا
ثم يخرج من النار من كان في قلبه مثقال خردلةٍ من إيمان
بعد أن يُعذَّب بذنوبه وتقصيره في حقِّ ربِّه
وحقِّ نفسه وأهله ورعيَّته
ويجتمع المؤمنون في أرضِ الأعراف يتقاصُّون فيها مظالمهم
ويدخل الفقراء الجنَّة قبل الأغنياء بخمسمائة عام
يُحاسَبُ فيها الغنيُّ حتَّى يتمنَّى أنَّه كان فقيرا
فما فائدة أن تكون غنيًّا مترَفًا منعَّمًا في الدنيا
ثم يسبقك الفقير إلى الجنَّة ويتنعَّم فيها 500 عام
قبل أن تدخلها أنت؟!
وأين نعيم الدنيا كلّها أمام لحظةٍ وموضع قدمٍ في الجنَّة؟!
لذلك قال النبي e
{قد أفلح من أسلَم ورُزِقَ كفافًا وقنَّعه الله بما آتاه}
{ويلٌ للمكثرين} {هَلَكَ المكثرون}
{إنَّ المكثرين هم الأرذلون}
{هم الأخسرون} {هم الأسفلون يوم القيامة
إلاَّ من قال بالمال هكذا وهكذا وكسبه من طَيِّب}
يعني أنفقه في كلِّ جانبٍ في الخير
{إيَّاك والتنعُّم فإنَّ عباد الله ليسوا بالمتنعِّمين}
{حلوة الدنيا مرَّة الآخرة، ومرَّة الدنيا حلوة الآخرة}
{من أحبَّ دنياه أضرَّ بآخِرته، ومن أحبَّ آخِرته أضرَّ بدنياه
فآثِروا ما يبقَى على ما يفنَى}
فالجنَّة . . . وما أدراك ما الجنَّة؟!
فيها ما لا يمكن تصوُّره من النعيم العظيم الدائم أبدا
حورٌ وقصورٌ وأشجارٌ وأنهار
ووِلدانٌ خدمٌ مخلَّدون في طُفولَتهم الجميلة
إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤًا منثورًا لشدَّة جمالهم وكثرتهم
} وإذا رأيتَ ثَمَّ رأيتَ نعيمًا ومُلْكًا كبيرا {
في جِنانٍ خَضِرةٍ نضِرةٍ وعيونٍ تجري وأنوارٍ تتلألأ
وجمالٍ عظيم وسعادةٍ خالصة وشبابٍ دائمٍ أبدًا
ولهم فيها ما يشتهون
بلا جوع ولا عطش ولا برد ولا حرّ ولا شمس
ولا خوف ولا هَمّ ولا مرَض ولا ألَم ولا تعب
ولا شيء يكرهونه
في حياةٍ دائمةٍ أبديَّةٍ بلا موت
أدناهم له مثل 10 أمثال الدنيا
وأعلاهم الذين غَرَسَ الله Y كرامتهم بيده وقال
} أعددتُ لعبادي الصالِحين ما لا عينٌ رأت ولا أُذُنٌ سَمِعَت
ولا خَطَرَ على قلب بشر {
من الكرامة والنعيم في الفردوس الأعلَى من الجنَّة
وبينهما 100 درجة بين كلِّ درجتين كما بين السماء والأرض
ثمَّ {إذا صار أهل الجنَّة إلى الجنَّة وأهلُ النار إلى النار
جيء بالموت حتَّى يُجعَلَ بين الجنَّة والنار ثمَّ يُذبح،
ثمَّ ينادي منادٍ: يا أهل الجنَّة لا موت ويا أهل النار لا موت}
ومِنهم تارك الصلاة وجاحد الزكاة في عذابٍ خالِصٍ أبديّ
} يا أيُّها الإنسان ما غرَّك بربِّك الكريم؟! {
ومِن العجيب بعد هذا العِلْم
أن يحرِصَ أكثرنا على أن يكون رفيعًا في الدنيا الدنيئة
ولا يفوته شيءٌ من نعيمها الزائف وشهواتها ولَهْوِها ولَعِبها
وهو سيموت ويتركها، وقد يموت الآن!!
ثمَّ هو لا يحرص على أن يكون في أعلى درجات الجنَّة
وهي حياةٌ أبديَّةٌ بلا موت ونعيمٌ خالِصٌ بلا حدود!
فكيف ينسَى مصالحه الأبديَّة ويُضحِّي بسعادته وأمنه
في سبيل شهواته وشيطانه وغيره؟!
وكيف ينسَى والموت يطلبه
والقيامة والصراط والجنَّة والجحيم أمامه؟!!
{كن في الدنيا كأنَّك غريب أو عابر سبيل}
{وعُدَّ نفسك في أهل القبور}
بسم الله وبحمده
(كلُّ نفسٍ ذائقة الموت )
ولا أحد يضمن لنفسه في الدنيا لحظة
فأنت قد تموت الآن في هذه اللحظة
عندها تبدأ رحلتك الكُبرَى إلى دار القرار في جنَّةٍ أو نار
لِتحصد نتائج أفعالك في دنياك
ففي اللحظات الأولى من هذه القصَّة
واللحظات الأخيرة من الدنيا
يرَى الإنسان ما يُسعده أو يُرعبه
بحسب غَلَبَة حسناته وذنوبه
ثمَّ تخرج الروح ويبدأ التكريم أو التعذيب
ويتمُّ الاختبار الأخير في البرزخ
ثمَّ يكون روضةً من رياض الجنَّة مدَّ البصر
فينام صاحبه سعيدًا منعَّما
أو يكون حفرةً من النيران إلى يوم القيامة
وفي ذلك البرزخ بين الدنيا والآخرة
يُعذَّب الذي يمشي بالنميمة والذي لا يستتر من بوله
فكيف بالذين لا يصلُّون الفجر في وقتها قبل طلوع الشمس؟
وكيف بأصحاب الهوائيات والأطباق التلفزيونية؟
وكيف بهاتكات الحجاب؟
وكيف بالمتكبِّرين؟
الذين إذا جاءهم الحقّ رفضوه بلا سببٍ مقبولٍ شرعا
ويوم القيامة يوم يقوم الناس لربِّ العالمين
شاخصةً أبصارهم، ذاهلةً عقولهم، فَزِعِين خائفين
إلاَّ عباد الله المؤمنين المتَّقين الصالِحين
(ألا إنَّ أولياء الله لا خوفٌ عليهِم ولا هم يحزنون،
الذين آمَنوا وكانوا يتَّقون )
ويوم القيامة خمسون ألف سنة تمرُّ على الناس بقدْر أعمالهم
حتَّى تكون على عباد الله المتَّقين كساعةٍ من نهار
وفي ذلك اليوم العظيم والهول الجسيم
يوم البعث والحساب والجزاء، يوم القارعة والطامَّة الكُبرَى
يقف الناس حفاةً عراةً تحت شمسٍ قريبةٍ شديدة
والعرق يحيط بهم على قدْر تقصيرهم
حتَّى يصل إلى رقابهم وأنوفهم
ويصيبهم من الغمِّ والكرب الشديد
ما لا يطيقون وما لا يحتمِلون
إلاَّ عباد الله المتَّقين الذين استحقُّوا كَرَمَ ربِّهم ورحمته
فيُلبسهم الملابس الجميلة، ويُجلِسهم المجالِس الكريمة
تحتَ ظِلِّ عرشه
ويسقيهم شَرْبةً من حوض نبيّه لا عَطَشَ بعدها أبدا
فاحرص أنْ تكون منهم وأنْ تُحِبّهم وتجالسهم
وفي تلك السنين الطويلة الشديدة
وذلك الكرب العظيم يوم الحسرة والندامة
يُعذَّب تارك الزكاة بكلِّ أمواله
في يومٍ كان مقداره 50000 سنة
وللمسبلين من الرجال يكون ما أسفل الكعبين في النار
في يومٍ كان مقداره 50000 سنة
ويتعلَّق الأبناء بآبائهم الذين ضيَّعوهم
فأهملوا تربيتهم ونُصحهم وتوجيههم
فيا للكرب الشديد
(قل هل ننبِّئكم بالأخسرين أعمالا؟
الذين ضَلَّ سعيهم في الحياة الدنيا
وهم يحسبون أنَّهم يُحسنون صنعا )
ويُعطَى آكل الربا سلاحًا لِيحارب الله به فيا لتعاسته وخسارته
ومَن أكَلَ حرامًا مُلئ بطنه نارًا أو جمرًا من الجحيم
{ولا يدخل الجنَّة لحمٌ غذِّي بحرام؛ النار أولى به}
ومِن الحرام ما جاء بطَريقٍ أو سببٍ غير مشروع
بكذبٍ أو تحايلٍ أو غصبٍ أو ظُلمٍ
أو بغير رِضَى صاحبه وطيبة نفسه
{وأكثر الناس شبعًا في الدنيا أطولهم جوعًا يوم القيامة}
يومٌ طوله خمسون ألف سنة
وهكذا وبعد انتظارٍ طويل
تحلُّ الشفاعة ويبدأ الحساب وتتطاير الصحف
وفيها كلُّ كلمةٍ قلتَها وكلُّ فِعلٍ ونِيَّةٍ ورغبةٍ ورهبةٍ وهمٍّ وظنّ
فحاسِب نفسك عليها الآن
قبل أن تُحاسَب عليها في ذلك اليوم الشديد
{ليس أحدٌ يُحاسَب يوم القيامة إلاّ هلَك}
{وليس أحدٌ يُناقَش الحساب يوم القيامة إلاّ عذِّب}
فلا تكُن كالذين قال الله فيهم
(وغرَّتكم الأماني حتَّى جاء أمرُ الله وغرَّكم بالله الغرور )
فمحاسبة النفس واتهامها بالخطأ والتقصير وتقويمها
مِن صفات العقلاء الأتقياء الصالحين
ثمَّ يُسحَب الكفَّار ومِنهم تارك الصلاة وجاحد الزكاة
على وجوههم بالسلاسل إلى الجحيم خالِدين فيها أبدا
ولو قالوا: لا إله إلاَّ الله، ليلاً ونهارا
ويُنصب الصراط فوق جهنَّم وهو جسرٌ دحضٌ مَزَلَّةٌ
أدقُّ من الشعر وأحدُّ من السيف طوله عشرات السنين
يعبُرُ فوقه المؤمنون إلى أرضِ الأعراف بين الجنَّة والنار
تدفعهم حسناتهم وتُثقلهم ذنوبهم
فينطلقون فوقه بقدرِ مسارعتهم إلى الخيرات وفِعْل الواجبات
وبقدرِ ابتعادهم عن الذنوب والشبهات
فأوَّلهم يجتازه كطرف العين أو كلمح البرق
وبعضهم كالريح أو كالطير أو كالخيل أو يجري أو يمشي
أو يزحفُ على بطنه ويسقط ويتعلَّق وتلفحه النار وتخدشه الكلاليب
جزاء تفريطه وتقصيره في حقِّ ربِّه
وحقِّ نفسه وأهله ورعيَّته
فيا لَه مِن هولٍ عظيم وكَربٍ شديد ومشهدٍ فضيع مخيف
فوق جهنَّم لِسنين طويلة
والناس عنه غافلون متساهلون أو معاندون
(ألا يظنُّ أولَئِك أنَّهم مبعوثون، ليومٍ عظيم،
يوم يقوم الناس لِربِّ العالمين؟ )
ومِنهم من تُسقِطه أعماله في الجحيم، ويا للهول الجسيم!
فأيُّ بؤسٍ وشقاءٍ ينتظر هَؤلاء؟!
فالجحيم شيءٌ فضيع، مخيف، مفْزِع، مرعِب، مهين
لا يمكن تصوُّر لحظةٍ منه ولا بأقصَى درجات العذاب والهوان
والذلّ والبؤس والشقاء والجوع والعطش والألَم والمرض في الدنيا
فكيف بمن سيبقَى فيها أيّامًا وشهورًا وسنينا؟!
طعامهم الزقُّوم وشرابهم عصارة أهل الجحيم
وفضلاتهم وصديدهم
وماؤهم الحميم المغلي بحرارة الجحيم
فيشوي وجوههم قبل شربه ويقطِّعُ أمعاءهم بعد شُربه
وهم مُجبرون على الأكل والشرب لشدَّة جوعهم وعطشهم
فيتعذَّبون به دون أن يخفِّف جوعهم وعطشهم
بل هو يزيدهم جوعًا وعطشًا وألَمًا وعذابا
ثم يخرج من النار من كان في قلبه مثقال خردلةٍ من إيمان
بعد أن يُعذَّب بذنوبه وتقصيره في حقِّ ربِّه
وحقِّ نفسه وأهله ورعيَّته
ويجتمع المؤمنون في أرضِ الأعراف يتقاصُّون فيها مظالمهم
ويدخل الفقراء الجنَّة قبل الأغنياء بخمسمائة عام
يُحاسَبُ فيها الغنيُّ حتَّى يتمنَّى أنَّه كان فقيرا
فما فائدة أن تكون غنيًّا مترَفًا منعَّمًا في الدنيا
ثم يسبقك الفقير إلى الجنَّة ويتنعَّم فيها 500 عام
قبل أن تدخلها أنت؟!
وأين نعيم الدنيا كلّها أمام لحظةٍ وموضع قدمٍ في الجنَّة؟!
لذلك قال النبي e
{قد أفلح من أسلَم ورُزِقَ كفافًا وقنَّعه الله بما آتاه}
{ويلٌ للمكثرين} {هَلَكَ المكثرون}
{إنَّ المكثرين هم الأرذلون}
{هم الأخسرون} {هم الأسفلون يوم القيامة
إلاَّ من قال بالمال هكذا وهكذا وكسبه من طَيِّب}
يعني أنفقه في كلِّ جانبٍ في الخير
{إيَّاك والتنعُّم فإنَّ عباد الله ليسوا بالمتنعِّمين}
{حلوة الدنيا مرَّة الآخرة، ومرَّة الدنيا حلوة الآخرة}
{من أحبَّ دنياه أضرَّ بآخِرته، ومن أحبَّ آخِرته أضرَّ بدنياه
فآثِروا ما يبقَى على ما يفنَى}
فالجنَّة . . . وما أدراك ما الجنَّة؟!
فيها ما لا يمكن تصوُّره من النعيم العظيم الدائم أبدا
حورٌ وقصورٌ وأشجارٌ وأنهار
ووِلدانٌ خدمٌ مخلَّدون في طُفولَتهم الجميلة
إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤًا منثورًا لشدَّة جمالهم وكثرتهم
} وإذا رأيتَ ثَمَّ رأيتَ نعيمًا ومُلْكًا كبيرا {
في جِنانٍ خَضِرةٍ نضِرةٍ وعيونٍ تجري وأنوارٍ تتلألأ
وجمالٍ عظيم وسعادةٍ خالصة وشبابٍ دائمٍ أبدًا
ولهم فيها ما يشتهون
بلا جوع ولا عطش ولا برد ولا حرّ ولا شمس
ولا خوف ولا هَمّ ولا مرَض ولا ألَم ولا تعب
ولا شيء يكرهونه
في حياةٍ دائمةٍ أبديَّةٍ بلا موت
أدناهم له مثل 10 أمثال الدنيا
وأعلاهم الذين غَرَسَ الله Y كرامتهم بيده وقال
} أعددتُ لعبادي الصالِحين ما لا عينٌ رأت ولا أُذُنٌ سَمِعَت
ولا خَطَرَ على قلب بشر {
من الكرامة والنعيم في الفردوس الأعلَى من الجنَّة
وبينهما 100 درجة بين كلِّ درجتين كما بين السماء والأرض
ثمَّ {إذا صار أهل الجنَّة إلى الجنَّة وأهلُ النار إلى النار
جيء بالموت حتَّى يُجعَلَ بين الجنَّة والنار ثمَّ يُذبح،
ثمَّ ينادي منادٍ: يا أهل الجنَّة لا موت ويا أهل النار لا موت}
ومِنهم تارك الصلاة وجاحد الزكاة في عذابٍ خالِصٍ أبديّ
} يا أيُّها الإنسان ما غرَّك بربِّك الكريم؟! {
ومِن العجيب بعد هذا العِلْم
أن يحرِصَ أكثرنا على أن يكون رفيعًا في الدنيا الدنيئة
ولا يفوته شيءٌ من نعيمها الزائف وشهواتها ولَهْوِها ولَعِبها
وهو سيموت ويتركها، وقد يموت الآن!!
ثمَّ هو لا يحرص على أن يكون في أعلى درجات الجنَّة
وهي حياةٌ أبديَّةٌ بلا موت ونعيمٌ خالِصٌ بلا حدود!
فكيف ينسَى مصالحه الأبديَّة ويُضحِّي بسعادته وأمنه
في سبيل شهواته وشيطانه وغيره؟!
وكيف ينسَى والموت يطلبه
والقيامة والصراط والجنَّة والجحيم أمامه؟!!
{كن في الدنيا كأنَّك غريب أو عابر سبيل}
{وعُدَّ نفسك في أهل القبور}
تعليق