--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله بركاته أخواني أخواتي يقول الله سبحانه وتعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ . آل عمران
هذه الآية تحتاج منا إلى وقفات أربع كل وقفة لها معنى ودلالة: أول هذه الوقفات قوله سبحانه وتعالى "كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ" نحن متفقون مسلمين وكفاراً أننا سنموت لكن انظروا إلى الكلمات التالية وهي الوقفة الثانية، من منا يا أخوان قرأ هذه الآية بيقين وخاف وتوقف عن الذنب فالله سبحانه وتعالى يقول أن كل نفس ستموت، وقال تعالى (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة) إذا سألنا طالب الثانوية العامة كيف تحضيرك للامتحان؟ يقول مستعد، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.. إذاً هذا عنده يقين أن هناك امتحان واجتهد له.. كم منا يا أخواني شمّر إذا قرأ هذه الآية أو دمع دمعة واحدة وفكر وتذكر مصائبه: غيبة نميمة كذب ظلم، لا يوجد يقين.. اليقين الذي يمنعنا عن المعاصي مهزوز، والوقفة الثالثة قوله تعالى "فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَاز".. أسأل الله العلي العظيم الرحمن الرحيم المنان الكريم أن أكون أنا وإياكم يا رب يا عليم ومن نحب من المسلمين من الفائزين يوم القيامة.
السؤال الآن لماذا نسينا الموت؟ ولماذا الله سبحانه وتعالى ختم هذه الآية بقوله تعالى "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور" وهي الوقفة الرابعة كأنه يقول لنا انتبهوا، إن تركتم العنان لأنفسكم في هذه الدنيا نسيتم الموت، وإذا نسيتم الموت نسيتم التوبة، المسألة مترابطة.
إذاً عرفنا لماذا نسوّف؟ لأننا نسينا الموت. لماذا نسينا الموت؟ لأننا شغلنا بالدنيا. يجب أن تكون الآخرة أكبر همنا والدنيا طريق نمشي فيه إلى الآخرة إلى الفردوس الأعلى حتى لو كان هذا الطريق مليئاً بالشوك لابد أن نمهده حتى نصل إلى الفردوس الأعلى. يا أخوان يجب أن تكون عندنا همة فلا نكون كالطالب البليد تسأله أي الكليات تريد أن تلتحق؟ يقول الكلية الفلانية، ولكن هذه الكلية تحتاج إلى مجموع عال جداً فكم مجموعك في الفصل الأول فيقول 60% فترد عليه مستغرباً كيف ستتمكن من الحصول على أكثر من 90% في الفصل الثاني لتدخل هذه الكلية فيرد عليك يساعدني الله، فتستغرب وتقول له ولكن أنت لا تساعد نفسك ليساعدك الله.. أخواني من يريد الكلية المرموقة لابد أن يعمل، ومن يريد الجنة لابد لها من عمل وصبر فقد وعدنا ربنا وعداً ووعد ربي حق بأن نكون من السابقين ولماذا لا نكون؟ وما الذي يقربني من السابقين؟ الشيطان أدحره، نفسي أؤدبها، هواي أسيطر عليه وأكون مع محمد صلى الله عليه وسلم أو مع السابقين.. ربي سبحانه وتعالى ماذا قال؟ (وَالسَّابقُونَ السَّابقُونَ) (الواقعة:10). لماذا لا نكون أنا وأنت منهم؟ هل فينا نقص عنهم؟ هم بشر عبدوا الله على بصيرة.. لماذا الإحباط؟ إذا قلت لشخص أسأل الله لك الفردوس الأعلى.. يقول: تكفينا الجنة ولو على الأعراف!. وهذا البليد في الفصل عندما تسأله عن طموحه أريد أن أنجح فقط. لا بد من الهمة العالية لأن نكون مع محمد صلى الله عليه وسلم.. فلا نقبل إلا مرافقته صلى الله عليه وسلم.
قال له غلامه: يا رسول الله ادع الله أن أكون معك في الجنة. فأجاب صلى الله عليه وسلم: اعنّي على نفسك بكثرة السجود.. وإذا أعنته على نفسي بكثرة السجود فسوف تقل أخطائي وسوف أكون من السابقين.. يا رب وعدتنا ووعدك الحق اعنّي وإياهم ومن نحب من المسلمين ومن يؤمن بك بأن نكون من السابقين.. فلا نريد إلا مصاحبة محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة.
يقولون: إننا لم ننس الموت! سأثبت لكم أننا نسينا الموت! بأن أسأل نفسي وإياكم خمسة أسئلة وكل منا يصحّح لنفسه:
السؤال الأول: من منا يا أخوان إذا لبس الثوب الأبيض بكى أو تباكى؟ لأنه تذكر الكفن وقال: يا رب يا كريم يا حليم يا منان لا توصلني للكفن إلا وقد كفيت لساني عن ما يغضبك وغضضت بصري عما حرمت و أعنتني على الخشوع وأعنتني على المحافظة على الصلاة.. من منا يفعل ذلك عندما نغير ونلبس ملابسنا يومياً عدة مرات؟.. والله لو تبنا في اليوم كلما لبسنا ملابسنا لحمانا ربنا من كل ذنب لأن ربي هو التواب الرحيم فلنلح عليه بالمسألة لعل التواب يتوب علينا.
السؤال الثاني: من منا إذا خلع ثيابه ونظر إلى نفسه عرياناً بكى أو تباكى؟ لأنه تذكر ذلك المقص الذي يقص الثوب من النصف وإذا أنتهي من قص الثوب قص السروال وبعدها اللباس الداخلي لأنهم آنذاك لن يخلعوا ملابسه.. لأنه على خشبة، إذا تذكر النعش تفقد نفسه وسألها عن معاصيه!!
السؤال الثالث: كم منا يا أخوان إذا قال الإمام بعد الصلاة المكتوبة.. الصلاة على فلان بن فلان.. حاول أن ينظر إلى الجنازة.. وتخيل نفسه ملفوفاً فيها ويقول: يا رب لا توصلني لهذا المكان إلا وقد تبت علي. وهو يتذكر ذنوبه واحداً واحداً ويبكي أو يتباكى ويطلب من ربه التوبة.
السؤال الرابع: من منا إذا ذهب إلى المقبرة ينقطع عن الكلام حتى من معه يسألونه ما بك؟ وهو لا يريد أن يتكلم.. انقطع الإرسال لديه.. اقشعرّ بدنه، قام شعر رأسه.. انتفض ما بداخله.. لماذا؟ لأنه نظر إلى قبر من القبور ثم سأل نفسه هل أنا مستعد أم لا؟
هل رأيتم حال المقابر اليوم؟ لقد رأيت من يدخّن في المقبرة، و من يمازح في المقبرة. وأنت واقف في المقبرة تنظر إلى تلك القبور بين محاسبة وخوف ورجاء وخشوع يأتي إليك أحدهم ويقول: السلام عليكم كيف حالك؟ هل بعت أرضك الفلانية؛ أنت في وادي وهو في آخر.. أخواني هل الموت لا يخيفنا إلى هذه الدرجة لا نستطيع أن نخشع ولو لدقائق.. أخواني والله إني امقت كل من يأتي ويسألني عن دنيا وأنا في المقبرة.. بين قبور قد ملئت وأخرى تنتظر وقد نكون أنا أو أنت الذي عليه الدور. من منا يا أخوان إذا دخل المقبرة للتعزية يستغل بعض الوقت ويذهب إلى أحد القبور الخالية وينظر إليه وإلى اللحد ويسترجع أموره ومن ثم يتفقد الذي له وما عليه ويحاسب نفسه ويخرج.
السؤال الخامس: كم منا إذا رأى النار بكى أو تباكى وتذكر ذنوبه وقال يا رب نجني من جهنم؟
أخواني ما هو حالنا مع الموت؟
حالنا مع الموت على ثلاثة أمور الأمر الأول: يردد بعض الناس أنا لا أرغب في الموت الآن لماذا؟ لأنني غير مستعد؟ إذاً متى ستستعد؟ فيرد عليك بسرعة: الله غفور رحيم، لكن لا أريد أن أموت الآن. أتاني شاب عمرة سبعة عشر عاماً قررت له عملية في الصمام الأورطي، عندما أدخل المستشفى ويوم العملية الساعة الخامسة فجراً اتصل بي المستشفى قالوا مريضك هرب قلت: خير.. بعد أسبوعين قابلت المريض عند غرفة العمليات قال: عرفتني يا دكتور قلت: نعم أنت الذي هربت من غرفة العمليات. فقلت: لماذا هربت قال: والله خفت أن أموت. ولماذا خفت أن تموت؟ قال: لست مستعداً. ولماذا لم تستعد؟ قال وبكل صراحة: النفس والهوى والشيطان. قلت طيب متى تريد أن تموت. قال: ماذا تقول قلت: متى ترغب أن تموت؟ قال: أتهزأ بي يا دكتور قلت: والله هذا السؤال خرج من لساني عفوياً و لكن أريد أن أسألك سؤالاً جاداً متى ستستعد حتى يأتي إليك ملك الموت قال: ما هو بيدي. قلت: إذا كان ما هو بيدك هل تضمن أن تخرج من هذا الباب؟ قال: لا . قلت: اسمع هذه القصة وهذا هو الأمر الثاني: تعاملنا مع الموت. تذهب إلى شخص وتقول له: اتق الله.. صلّ يا أخي. يقول: سأبدأ الصلاة من يوم الجمعة وأنتظم بالصلاة، والبعض يقول اليوم الأول في الشهر القادم أبدأ الصلاة، ومنهم من يضع خطة طويلة الأمد يقول لما أنهي الجامعة وأرتاح أنتظم في الصلاة.
قصة عجيبة حدثت لي ذهبت لأزور أحد المعارف في مكتبه وأنصحه بالصلاة عصر الثلاثاء وبعد أن جادلته وجادلني قال لي: أبا محمد إن كان ما أتى بك إلي هذا الموضوع انسه.. لن أصلي. قلت: اتق الله! قال أبداً. قد تموت الآن أو قد تموت غداً قبل أن تخرج من بيتك، قال: أنا الآن في الأربعين ووالدي بلغ التسعين من عمره وجدي بلغ مائة، إن شاء الله إذا وصلت الستين سوف أصلي، جادلته فلم يسمع كلامي، حاولت معه فلم يسمع.. فتركته. وفي يوم الأربعاء الساعة العاشرة ليلاً اتصل بي أحد الاخوة وقال: إنّ فلاناً ( الذي كنت عنده يوم الثلاثاء) قد توفي وسوف نصلي عليه غداً، سألته كيف توفي؟ قال: ذهب اليوم عصراً إلى المنطقة الشرقية ومات في الطريق، أراد عشرين سنة فلم يمهله المولى عشرين ساعة. إخواني أسألكم بالله كم واحد منا الآن يسوّف في التوبة.
الأمر الثالث: منذ عشر سنين كنت ذاهباً إلى لندن أقلعت الطائرة الساعة الثانية عشرة إلا ربع ظهراً وكانت في تلك الأيام الطائرة لا يوجد فيها مصلى وكنا نصلي عند المخارج أو في أي مكان فعندما أقلعت الطائرة جاءني شاب عمره ستة عشر سنة قال: يا عمي أتصلي الظهر قلت توكل على الله فبدأنا الصلاة عند أحد مخارج الطوارئ وعندما بدأت أقرأ الفاتحة بدأت الطائرة تهتز من المطبات الهوائية فطلبت منا المضيفة الجلوس وقطع الصلاة فأتممنا الصلاة بسرعة و سلّمنا. كان هناك شابان جالسان أمام المخرج وبينهما كرسي فارغ، فجلست بينهما وكانا في حدود العشرين عاماً فتعرفت عليهما وقلت: أين تذهبان؟ قالا: إلى لندن. دراسة أم سياحة؟ فرد أحدهما بل سياحة تكلمت معهما دقيقتين قلت لهم يا أخوان وأنا وجهي إلى الشاب الجالس بجانب النافذة و ظهري للآخر قلت له يا أخي أريد أن أسألك سؤالاً: لو أن ملك الموت أتاك الآن وأخبرك أنك ستموت بعد يومين فما هو موقفك؟هل ستستمر في السياحة بلندن؟ أو ترجع بالطائرة إلى بلدك وقلت: تخيل أن ملك الموت جاء إليك وأنت تزني أو تشرب الخمر..ما رأيك قال: لا أريد أن يأتي إليّ إلا وأنا أصلي وأصوم وفي عبادة قلت له: أتضمن أن تعيش لبرهة أو ليوم أو يومين أو تموت في لندن فيأتوا بك وأنت ميت على سكر أو ميت بزنى وعلى جنابة قال: صحيح كلامك، وعندما انتهيت نظرت إلى الثاني وإذ أرى عينيه قد امتلأتا دموعاً. بعد ذلك ودعتهم واعتذرت منهم وذهبت إلى مقعدي.
أخواني بعد هذا كله هل عرفنا لماذا لا نتوب وعرفنا لماذا نسوف بالتوبة؟؟ لأننا نسينا الموت!!. وهل عرفنا لماذا نسينا الموت؟ لأن الحياة الدنيا أشغلتنا وانشغلنا بها!!
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو متى نتوب؟
يجب أن نتوب الآن ولا ندع فرصة للشيطان في التسويف نتوب الآن لأنه ليس هناك أحد يضمن أن يعيش ثانية واحدة وأنا وأنت لا نريد أن نموت على منكر.. لا نريد أن نموت في دورة مياه أو على غيبه أو نموت وآخر عهدنا في الدنيا صلاة لم نخشع فيها أو صلاة فجر صليناها بعد الشروق.. يجب أن نتوب الآن.. فربّي يقول: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (الزمر:54)
ويقول (وَاتَّبعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (الزمر:55)
طالب عمره ستة عشر سنة في المرحلة الثانوية، وبعد كلمة ألقيتها في المدرسة أخذني هذا الطالب على انفراد وقال: يا دكتور أبي مشلول وأمي تنام مع أبي في الدور الأرضي واخوتي ينامون في الغرفة المقابلة وأنا أنام وحدي في الدور الأول وإذا نام الجميع جاءت إليّ الشغالة وفتحت الباب ودخلت علي في فراشي تراودني عن نفسي وإذا هممت أن أزني بها تذكرت الموت وخفت من أن ربي يحرمني من الحور العين فبردت همتي ومن ثم طردتها.. إخواني بالله عليكم من منا إذا أراد أن يغتاب تذكر الموت الآن وتوقف، من منا إذا هم بعمل معصية وقف لأنه تذكر الموت، شاب عمره ستة عشر سنة يخاف أن يموت على معصية.. ونحن يا أخوان نعصي ونكرر المعصية وننسى الموت. قد نموت في حالة ارتكاب المعصية وشاب عمره ستة عشر سنة والمرأة تحتضنه وتدعوه فيطردها لأنه تذكر الموت.
إخواني الأمر خطير يجب أن نتوب الآن قبل أن نكون على الصراط ونرى الصحيفة مفلسة لا شيء فيها ويكون المصير هو النار، في صورة الزمر صور الله هذا المشهد كيف أن نفس العاصي تناجي ربها لعل وعسى فقال تعالى: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) (الزمر:56)
ومن ثم انظروا إلى هذه الآية العظيمة الأخيرة فهي تهز جبال أتعجب كيف لا تهز قلوبنا؟!. كيف نرجع ونغتاب ونذنب انظروا إلى الآية وتخيلوا المفلس على الصراط وقد طارت حسناته والنار من تحته وهو لا محال فيها، بقي له أمل واحد نفس تناجي ربها (أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فأَكُونَ مِنَ الْمُحْسنينَ) (الزمر:58) ربي ارجعن أريد أن أتوب فيرد الله سبحانه وتعالى عليه وعلى أمثاله ويقول (بَلَى قدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (الزمر:59)
انتهت قضيتك لابد أن تكب في النار على وجهك.
أخواني.. الله سبحانه وتعالى ينجي صنفاً واحداً أسأل الله سبحانه وتعالى أن أكون أنا وإياكم وأهلينا ومن نحب من المسلمين منهم.. قال تعالى: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الزمر:61) اتقوا ربهم بماذا؟ بالتوبة. أخي لا يوجد سبيل إلا التوبة فلنتب الآن فباب التوبة مازال مفتوحاً ورحمة ربي أوسع وربي هو التواب الرحيم الغفور المنان الرحمن الرحيم الذي يحيي العظام وهي رميم0 وسوف تحيى قلوبنا بأمر الله إذا اتجهنا إليه بالتوبة النصوح ويقول ربي (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:17).. أخواني يجب أن لا نكون من الذين تقفل الأبواب في وجوههم ولا تقبل توبتهم لأنهم على الصراط يقول الله سبحانه وتعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) (النساء:18) .. أخواني لابد أن نتوب الآن ونحن في الدنيا.. قبل أن نبح
أعجبك الموضوع...لا تقل شكرا...ولكن قل ...اللهم أغفر له و أرحمه وتجاوز عن سيئاته وأجعله من المحسنين لصاحب هذا العمل والسلام عليكم ورحمة الله بركاته
السلام عليكم ورحمة الله بركاته أخواني أخواتي يقول الله سبحانه وتعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ . آل عمران
هذه الآية تحتاج منا إلى وقفات أربع كل وقفة لها معنى ودلالة: أول هذه الوقفات قوله سبحانه وتعالى "كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ" نحن متفقون مسلمين وكفاراً أننا سنموت لكن انظروا إلى الكلمات التالية وهي الوقفة الثانية، من منا يا أخوان قرأ هذه الآية بيقين وخاف وتوقف عن الذنب فالله سبحانه وتعالى يقول أن كل نفس ستموت، وقال تعالى (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة) إذا سألنا طالب الثانوية العامة كيف تحضيرك للامتحان؟ يقول مستعد، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.. إذاً هذا عنده يقين أن هناك امتحان واجتهد له.. كم منا يا أخواني شمّر إذا قرأ هذه الآية أو دمع دمعة واحدة وفكر وتذكر مصائبه: غيبة نميمة كذب ظلم، لا يوجد يقين.. اليقين الذي يمنعنا عن المعاصي مهزوز، والوقفة الثالثة قوله تعالى "فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَاز".. أسأل الله العلي العظيم الرحمن الرحيم المنان الكريم أن أكون أنا وإياكم يا رب يا عليم ومن نحب من المسلمين من الفائزين يوم القيامة.
السؤال الآن لماذا نسينا الموت؟ ولماذا الله سبحانه وتعالى ختم هذه الآية بقوله تعالى "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور" وهي الوقفة الرابعة كأنه يقول لنا انتبهوا، إن تركتم العنان لأنفسكم في هذه الدنيا نسيتم الموت، وإذا نسيتم الموت نسيتم التوبة، المسألة مترابطة.
إذاً عرفنا لماذا نسوّف؟ لأننا نسينا الموت. لماذا نسينا الموت؟ لأننا شغلنا بالدنيا. يجب أن تكون الآخرة أكبر همنا والدنيا طريق نمشي فيه إلى الآخرة إلى الفردوس الأعلى حتى لو كان هذا الطريق مليئاً بالشوك لابد أن نمهده حتى نصل إلى الفردوس الأعلى. يا أخوان يجب أن تكون عندنا همة فلا نكون كالطالب البليد تسأله أي الكليات تريد أن تلتحق؟ يقول الكلية الفلانية، ولكن هذه الكلية تحتاج إلى مجموع عال جداً فكم مجموعك في الفصل الأول فيقول 60% فترد عليه مستغرباً كيف ستتمكن من الحصول على أكثر من 90% في الفصل الثاني لتدخل هذه الكلية فيرد عليك يساعدني الله، فتستغرب وتقول له ولكن أنت لا تساعد نفسك ليساعدك الله.. أخواني من يريد الكلية المرموقة لابد أن يعمل، ومن يريد الجنة لابد لها من عمل وصبر فقد وعدنا ربنا وعداً ووعد ربي حق بأن نكون من السابقين ولماذا لا نكون؟ وما الذي يقربني من السابقين؟ الشيطان أدحره، نفسي أؤدبها، هواي أسيطر عليه وأكون مع محمد صلى الله عليه وسلم أو مع السابقين.. ربي سبحانه وتعالى ماذا قال؟ (وَالسَّابقُونَ السَّابقُونَ) (الواقعة:10). لماذا لا نكون أنا وأنت منهم؟ هل فينا نقص عنهم؟ هم بشر عبدوا الله على بصيرة.. لماذا الإحباط؟ إذا قلت لشخص أسأل الله لك الفردوس الأعلى.. يقول: تكفينا الجنة ولو على الأعراف!. وهذا البليد في الفصل عندما تسأله عن طموحه أريد أن أنجح فقط. لا بد من الهمة العالية لأن نكون مع محمد صلى الله عليه وسلم.. فلا نقبل إلا مرافقته صلى الله عليه وسلم.
قال له غلامه: يا رسول الله ادع الله أن أكون معك في الجنة. فأجاب صلى الله عليه وسلم: اعنّي على نفسك بكثرة السجود.. وإذا أعنته على نفسي بكثرة السجود فسوف تقل أخطائي وسوف أكون من السابقين.. يا رب وعدتنا ووعدك الحق اعنّي وإياهم ومن نحب من المسلمين ومن يؤمن بك بأن نكون من السابقين.. فلا نريد إلا مصاحبة محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة.
يقولون: إننا لم ننس الموت! سأثبت لكم أننا نسينا الموت! بأن أسأل نفسي وإياكم خمسة أسئلة وكل منا يصحّح لنفسه:
السؤال الأول: من منا يا أخوان إذا لبس الثوب الأبيض بكى أو تباكى؟ لأنه تذكر الكفن وقال: يا رب يا كريم يا حليم يا منان لا توصلني للكفن إلا وقد كفيت لساني عن ما يغضبك وغضضت بصري عما حرمت و أعنتني على الخشوع وأعنتني على المحافظة على الصلاة.. من منا يفعل ذلك عندما نغير ونلبس ملابسنا يومياً عدة مرات؟.. والله لو تبنا في اليوم كلما لبسنا ملابسنا لحمانا ربنا من كل ذنب لأن ربي هو التواب الرحيم فلنلح عليه بالمسألة لعل التواب يتوب علينا.
السؤال الثاني: من منا إذا خلع ثيابه ونظر إلى نفسه عرياناً بكى أو تباكى؟ لأنه تذكر ذلك المقص الذي يقص الثوب من النصف وإذا أنتهي من قص الثوب قص السروال وبعدها اللباس الداخلي لأنهم آنذاك لن يخلعوا ملابسه.. لأنه على خشبة، إذا تذكر النعش تفقد نفسه وسألها عن معاصيه!!
السؤال الثالث: كم منا يا أخوان إذا قال الإمام بعد الصلاة المكتوبة.. الصلاة على فلان بن فلان.. حاول أن ينظر إلى الجنازة.. وتخيل نفسه ملفوفاً فيها ويقول: يا رب لا توصلني لهذا المكان إلا وقد تبت علي. وهو يتذكر ذنوبه واحداً واحداً ويبكي أو يتباكى ويطلب من ربه التوبة.
السؤال الرابع: من منا إذا ذهب إلى المقبرة ينقطع عن الكلام حتى من معه يسألونه ما بك؟ وهو لا يريد أن يتكلم.. انقطع الإرسال لديه.. اقشعرّ بدنه، قام شعر رأسه.. انتفض ما بداخله.. لماذا؟ لأنه نظر إلى قبر من القبور ثم سأل نفسه هل أنا مستعد أم لا؟
هل رأيتم حال المقابر اليوم؟ لقد رأيت من يدخّن في المقبرة، و من يمازح في المقبرة. وأنت واقف في المقبرة تنظر إلى تلك القبور بين محاسبة وخوف ورجاء وخشوع يأتي إليك أحدهم ويقول: السلام عليكم كيف حالك؟ هل بعت أرضك الفلانية؛ أنت في وادي وهو في آخر.. أخواني هل الموت لا يخيفنا إلى هذه الدرجة لا نستطيع أن نخشع ولو لدقائق.. أخواني والله إني امقت كل من يأتي ويسألني عن دنيا وأنا في المقبرة.. بين قبور قد ملئت وأخرى تنتظر وقد نكون أنا أو أنت الذي عليه الدور. من منا يا أخوان إذا دخل المقبرة للتعزية يستغل بعض الوقت ويذهب إلى أحد القبور الخالية وينظر إليه وإلى اللحد ويسترجع أموره ومن ثم يتفقد الذي له وما عليه ويحاسب نفسه ويخرج.
السؤال الخامس: كم منا إذا رأى النار بكى أو تباكى وتذكر ذنوبه وقال يا رب نجني من جهنم؟
أخواني ما هو حالنا مع الموت؟
حالنا مع الموت على ثلاثة أمور الأمر الأول: يردد بعض الناس أنا لا أرغب في الموت الآن لماذا؟ لأنني غير مستعد؟ إذاً متى ستستعد؟ فيرد عليك بسرعة: الله غفور رحيم، لكن لا أريد أن أموت الآن. أتاني شاب عمرة سبعة عشر عاماً قررت له عملية في الصمام الأورطي، عندما أدخل المستشفى ويوم العملية الساعة الخامسة فجراً اتصل بي المستشفى قالوا مريضك هرب قلت: خير.. بعد أسبوعين قابلت المريض عند غرفة العمليات قال: عرفتني يا دكتور قلت: نعم أنت الذي هربت من غرفة العمليات. فقلت: لماذا هربت قال: والله خفت أن أموت. ولماذا خفت أن تموت؟ قال: لست مستعداً. ولماذا لم تستعد؟ قال وبكل صراحة: النفس والهوى والشيطان. قلت طيب متى تريد أن تموت. قال: ماذا تقول قلت: متى ترغب أن تموت؟ قال: أتهزأ بي يا دكتور قلت: والله هذا السؤال خرج من لساني عفوياً و لكن أريد أن أسألك سؤالاً جاداً متى ستستعد حتى يأتي إليك ملك الموت قال: ما هو بيدي. قلت: إذا كان ما هو بيدك هل تضمن أن تخرج من هذا الباب؟ قال: لا . قلت: اسمع هذه القصة وهذا هو الأمر الثاني: تعاملنا مع الموت. تذهب إلى شخص وتقول له: اتق الله.. صلّ يا أخي. يقول: سأبدأ الصلاة من يوم الجمعة وأنتظم بالصلاة، والبعض يقول اليوم الأول في الشهر القادم أبدأ الصلاة، ومنهم من يضع خطة طويلة الأمد يقول لما أنهي الجامعة وأرتاح أنتظم في الصلاة.
قصة عجيبة حدثت لي ذهبت لأزور أحد المعارف في مكتبه وأنصحه بالصلاة عصر الثلاثاء وبعد أن جادلته وجادلني قال لي: أبا محمد إن كان ما أتى بك إلي هذا الموضوع انسه.. لن أصلي. قلت: اتق الله! قال أبداً. قد تموت الآن أو قد تموت غداً قبل أن تخرج من بيتك، قال: أنا الآن في الأربعين ووالدي بلغ التسعين من عمره وجدي بلغ مائة، إن شاء الله إذا وصلت الستين سوف أصلي، جادلته فلم يسمع كلامي، حاولت معه فلم يسمع.. فتركته. وفي يوم الأربعاء الساعة العاشرة ليلاً اتصل بي أحد الاخوة وقال: إنّ فلاناً ( الذي كنت عنده يوم الثلاثاء) قد توفي وسوف نصلي عليه غداً، سألته كيف توفي؟ قال: ذهب اليوم عصراً إلى المنطقة الشرقية ومات في الطريق، أراد عشرين سنة فلم يمهله المولى عشرين ساعة. إخواني أسألكم بالله كم واحد منا الآن يسوّف في التوبة.
الأمر الثالث: منذ عشر سنين كنت ذاهباً إلى لندن أقلعت الطائرة الساعة الثانية عشرة إلا ربع ظهراً وكانت في تلك الأيام الطائرة لا يوجد فيها مصلى وكنا نصلي عند المخارج أو في أي مكان فعندما أقلعت الطائرة جاءني شاب عمره ستة عشر سنة قال: يا عمي أتصلي الظهر قلت توكل على الله فبدأنا الصلاة عند أحد مخارج الطوارئ وعندما بدأت أقرأ الفاتحة بدأت الطائرة تهتز من المطبات الهوائية فطلبت منا المضيفة الجلوس وقطع الصلاة فأتممنا الصلاة بسرعة و سلّمنا. كان هناك شابان جالسان أمام المخرج وبينهما كرسي فارغ، فجلست بينهما وكانا في حدود العشرين عاماً فتعرفت عليهما وقلت: أين تذهبان؟ قالا: إلى لندن. دراسة أم سياحة؟ فرد أحدهما بل سياحة تكلمت معهما دقيقتين قلت لهم يا أخوان وأنا وجهي إلى الشاب الجالس بجانب النافذة و ظهري للآخر قلت له يا أخي أريد أن أسألك سؤالاً: لو أن ملك الموت أتاك الآن وأخبرك أنك ستموت بعد يومين فما هو موقفك؟هل ستستمر في السياحة بلندن؟ أو ترجع بالطائرة إلى بلدك وقلت: تخيل أن ملك الموت جاء إليك وأنت تزني أو تشرب الخمر..ما رأيك قال: لا أريد أن يأتي إليّ إلا وأنا أصلي وأصوم وفي عبادة قلت له: أتضمن أن تعيش لبرهة أو ليوم أو يومين أو تموت في لندن فيأتوا بك وأنت ميت على سكر أو ميت بزنى وعلى جنابة قال: صحيح كلامك، وعندما انتهيت نظرت إلى الثاني وإذ أرى عينيه قد امتلأتا دموعاً. بعد ذلك ودعتهم واعتذرت منهم وذهبت إلى مقعدي.
أخواني بعد هذا كله هل عرفنا لماذا لا نتوب وعرفنا لماذا نسوف بالتوبة؟؟ لأننا نسينا الموت!!. وهل عرفنا لماذا نسينا الموت؟ لأن الحياة الدنيا أشغلتنا وانشغلنا بها!!
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو متى نتوب؟
يجب أن نتوب الآن ولا ندع فرصة للشيطان في التسويف نتوب الآن لأنه ليس هناك أحد يضمن أن يعيش ثانية واحدة وأنا وأنت لا نريد أن نموت على منكر.. لا نريد أن نموت في دورة مياه أو على غيبه أو نموت وآخر عهدنا في الدنيا صلاة لم نخشع فيها أو صلاة فجر صليناها بعد الشروق.. يجب أن نتوب الآن.. فربّي يقول: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (الزمر:54)
ويقول (وَاتَّبعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (الزمر:55)
طالب عمره ستة عشر سنة في المرحلة الثانوية، وبعد كلمة ألقيتها في المدرسة أخذني هذا الطالب على انفراد وقال: يا دكتور أبي مشلول وأمي تنام مع أبي في الدور الأرضي واخوتي ينامون في الغرفة المقابلة وأنا أنام وحدي في الدور الأول وإذا نام الجميع جاءت إليّ الشغالة وفتحت الباب ودخلت علي في فراشي تراودني عن نفسي وإذا هممت أن أزني بها تذكرت الموت وخفت من أن ربي يحرمني من الحور العين فبردت همتي ومن ثم طردتها.. إخواني بالله عليكم من منا إذا أراد أن يغتاب تذكر الموت الآن وتوقف، من منا إذا هم بعمل معصية وقف لأنه تذكر الموت، شاب عمره ستة عشر سنة يخاف أن يموت على معصية.. ونحن يا أخوان نعصي ونكرر المعصية وننسى الموت. قد نموت في حالة ارتكاب المعصية وشاب عمره ستة عشر سنة والمرأة تحتضنه وتدعوه فيطردها لأنه تذكر الموت.
إخواني الأمر خطير يجب أن نتوب الآن قبل أن نكون على الصراط ونرى الصحيفة مفلسة لا شيء فيها ويكون المصير هو النار، في صورة الزمر صور الله هذا المشهد كيف أن نفس العاصي تناجي ربها لعل وعسى فقال تعالى: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) (الزمر:56)
ومن ثم انظروا إلى هذه الآية العظيمة الأخيرة فهي تهز جبال أتعجب كيف لا تهز قلوبنا؟!. كيف نرجع ونغتاب ونذنب انظروا إلى الآية وتخيلوا المفلس على الصراط وقد طارت حسناته والنار من تحته وهو لا محال فيها، بقي له أمل واحد نفس تناجي ربها (أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فأَكُونَ مِنَ الْمُحْسنينَ) (الزمر:58) ربي ارجعن أريد أن أتوب فيرد الله سبحانه وتعالى عليه وعلى أمثاله ويقول (بَلَى قدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (الزمر:59)
انتهت قضيتك لابد أن تكب في النار على وجهك.
أخواني.. الله سبحانه وتعالى ينجي صنفاً واحداً أسأل الله سبحانه وتعالى أن أكون أنا وإياكم وأهلينا ومن نحب من المسلمين منهم.. قال تعالى: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الزمر:61) اتقوا ربهم بماذا؟ بالتوبة. أخي لا يوجد سبيل إلا التوبة فلنتب الآن فباب التوبة مازال مفتوحاً ورحمة ربي أوسع وربي هو التواب الرحيم الغفور المنان الرحمن الرحيم الذي يحيي العظام وهي رميم0 وسوف تحيى قلوبنا بأمر الله إذا اتجهنا إليه بالتوبة النصوح ويقول ربي (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:17).. أخواني يجب أن لا نكون من الذين تقفل الأبواب في وجوههم ولا تقبل توبتهم لأنهم على الصراط يقول الله سبحانه وتعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) (النساء:18) .. أخواني لابد أن نتوب الآن ونحن في الدنيا.. قبل أن نبح
أعجبك الموضوع...لا تقل شكرا...ولكن قل ...اللهم أغفر له و أرحمه وتجاوز عن سيئاته وأجعله من المحسنين لصاحب هذا العمل والسلام عليكم ورحمة الله بركاته
تعليق