من المشكلات الشائعة في معظم بيوتنا هذه الأيام مشكلة غياب فقه استئذان الخدم والأطفال على الوالدين والإخوة والأخوات والأرحام داخل البيوت ، وقد ترتب على غياب فقه الاستئذان وتعلم آدابه أن الأطفال يختزنون في لاشعورهم بعض المواقف والخبرات السيئة التي تؤثر في سلوكهم واتزانهم العاطفي والانفعالي والاجتماعي في كبرهم ، ومن دون الخوض في هذه المواقف المؤسفة التي قرأنا وسمعنا عنها كثيرًا ، رأيت أن هذا الموضوع يحتاج إلى تركيز وتأصيل شرعي واجتماعي . فقد علمنا الله سبحانه وتعالى عامة آداب الاستئذان عند دخول البيوت فقال سبحانه : " أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" [النور: 27] ، فمن الخير للجميع الاستئذان عند دخول البيوت ، والآداب العامة في هذا الأمر عدم الدخول إلا بعد الاستئناس " حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا " وهو سكون نفس أهل البيت ، واطمئنان قلوبهم واستعدادهم لدخول الطارق ، فإن القادم على بيت غريب مستوحش لا يدري أحوال أهل البيت ، وهل سيؤذن له بالدخول والترحيب به أم لا ، فعليه أن يستأنس أولاً ، أي يلتمس ما يؤنس ويزيل وحشته وعدم تهيؤ أهل البيت ويكون ذلك بالاستئذان ، ويكون الاستئناس بإعلام الطارق أهل البيت إعلامًا تامًا أنه قادم عليهم ، ويتم ذلك بالطرق على الأبواب , أو بالمكالمات الهاتفية , أو المواعيد المسبقة ، وبذلك يطلب القادم العلم برأي صاحب البيت في دخوله وأنه يطلب إليه ما يؤنسه ويزيل وحشته ، ويعلمهم إعلامًا مؤكدًا بقدومه ، وأن يؤنسهم وقت وصوله بعمل ما , كأن يدق الباب دقًا لطيفًا ، وقال بعض العلماء أن الاستئذان ثلاث مرات فمن لم يؤذن له بعدهن فليرجع ، إلا إذا أيقن أن من في البيت لم يسمع ، فإنه يجوز له الزيادة على الثلاث الطرقات والاستئذان واجب على كل طارق ولو كان أعمى لأن من عورات البيوت ما يدرك بالسمع ، وإذا قال له أهل البيت ارجع فليرجع من دون تأثر " َفإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ{28} " [النور: 28] .
لذا وجب علينا جميعًا تعلم هذه القواعد العامة في دخول البيوت وتعليمها لأطفالنا وأبنائنا وخدمنا ، وعند الاستئذان يجب عدم النظر إلى داخل البيوت أو الوقوف في مواجهة الباب ، وهناك آداب لاستئذان الخدم والأطفال داخل البيوت كما قال تعالى :" َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{58} " [النور: 58] ، فعلينا أن نعلم خدمنا وأطفالنا عدم الدخول علينا من دون إذن بآداب الاستئذان في هذه الأوقات الثلاثة ، لأنها أوقات التخفف من الملابس ، والنوم والراحة ، والتكشف ، وهي من قبل صلاة الفجر ، لأنه وقت النوم في الفراش واليقظة من المضاجع ، وتغيير ثياب النوم ، وارتداء ثياب اليقظة ، ويحتمل انكشاف العورات. والوقت الثاني : حين تعودون من العمل وتخلعون ثياب العمل والخروج من البيت وتستعدون للنوم وقت القيلولة والظهيرة ولأن الإنسان قد يدع ثيابه في تلك الحال مع زوجه . والوقت الثالث : من بعد صلاة العشاء لأنه وقت خلع ثياب اليقظة ولبس ثياب النوم والخلوة بالزوج في هذه الأوقات يعلم الخدم والأطفال ألا يهجموا على أهل البيت في هذه الأحوال ، تنظيمًا للدخول والخروج إلى ومن حجرات النوم وأجنحته في البيت , ولما يخشى من انكشاف العورات ونحو ذلك من مقدمات النوم والراحة والمعاشرة الزوجية الخاصة , فهي ساعات الخلوة والانفراد ووضع الملابس ، وإهمال الآباء لهذه الآداب يؤدي إلى مشكلات أسرية نفسية واجتماعية وأخلاقية خطيرة ، هذا تنظيم رب العباد العليم الخبير , وهناك استئذان عام داخل البيوت للخدم وجميع الأبناء خلاف الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم كما قال تعالى : " وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [النور: 59] . حيث يستأذن الابن قبل الدخول على أمه وأبيه وأرحامه في كل الأوقات ، ويطرق الباب بلطف وأدب وإذا لم يؤذن له فلا يفتح الباب ، وكذلك تستأذن البنت على أمها وأبيها وأخيها ويستأذن الوالد على بنته وابنه ، والوالدة على ابنها وبنتها احترامًا للخصوصيات وسترًا للعورات ، وكم من مآس حدثت بسبب الخلل في آداب الاستئذان العامة داخل البيوت ، والآداب نفسها تنطبق على الخادمات , فلا يدخل عليهن من دون استئذان ، فقد روي أن أسماء بنت أبي مرثد دخل عليها غلام كبير لها في وقت كرهت دخوله فيه ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حال نكرهها ، فنزلت الآية ، وأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم المسلم أن يستأذن على أمه حتى لا يراها عريانة .
هذه بعض آداب الاستئذان على البيوت وفيها ، وهي آداب رفيعة فيها ذوق متميز وتنظيم فريد يجب علينا تعلمه وتعليمه أبنائنا وخدمنا ويبدأ الآباء بتطبيقه ، وعلى مناهج العلوم الشرعية والتربية الأسرية واللغة العربية وعلم النفس الاهتمام بهذه الآداب وألا يراها البعض شكًا في أفراد الأسرة بعضهم في بعض لذلك قال الله تعالى في نهاية الآيات : " ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " [النور: 27] ، " وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [النور: 58-59] ، ، " هُوَ أَزْكَى لَكُمْ " [النور: 28] "وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ " [النور: 28] ، " كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ " [النور: 58] ، وكل هذه الفوائد وصفات الله الواردة في آيات الاستئذان تبين أهمية الموضوع وأن التفريط فيه خطرا وخطأ كبيراً ، والتمسك به مفيد ومنظم لحركة الآباء والأبناء والخدم داخل البيوت ، وهذا يستدعي أن نتعلم آداب اللباس داخل البيت ، وآداب اللباس وقت النوم ، وآداب ستر العورات بين أفراد الأسرة ، وهذا ما فرطت فيه بعض الأسر فدخلت في مشكلات ليست بالهينة , وعلينا الانتباه لملابس الخادمات داخل البيوت أمام الرجال والأبناء , والانتباه لملابس البنات والأمهات أمام الخدم من الرجال والسائقين والعمال الذين يدخلون البيوت للصيانة وقضاء الحاجات .
المصدر : أ.د. نظمي خليل أبو العطا موسى
لذا وجب علينا جميعًا تعلم هذه القواعد العامة في دخول البيوت وتعليمها لأطفالنا وأبنائنا وخدمنا ، وعند الاستئذان يجب عدم النظر إلى داخل البيوت أو الوقوف في مواجهة الباب ، وهناك آداب لاستئذان الخدم والأطفال داخل البيوت كما قال تعالى :" َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{58} " [النور: 58] ، فعلينا أن نعلم خدمنا وأطفالنا عدم الدخول علينا من دون إذن بآداب الاستئذان في هذه الأوقات الثلاثة ، لأنها أوقات التخفف من الملابس ، والنوم والراحة ، والتكشف ، وهي من قبل صلاة الفجر ، لأنه وقت النوم في الفراش واليقظة من المضاجع ، وتغيير ثياب النوم ، وارتداء ثياب اليقظة ، ويحتمل انكشاف العورات. والوقت الثاني : حين تعودون من العمل وتخلعون ثياب العمل والخروج من البيت وتستعدون للنوم وقت القيلولة والظهيرة ولأن الإنسان قد يدع ثيابه في تلك الحال مع زوجه . والوقت الثالث : من بعد صلاة العشاء لأنه وقت خلع ثياب اليقظة ولبس ثياب النوم والخلوة بالزوج في هذه الأوقات يعلم الخدم والأطفال ألا يهجموا على أهل البيت في هذه الأحوال ، تنظيمًا للدخول والخروج إلى ومن حجرات النوم وأجنحته في البيت , ولما يخشى من انكشاف العورات ونحو ذلك من مقدمات النوم والراحة والمعاشرة الزوجية الخاصة , فهي ساعات الخلوة والانفراد ووضع الملابس ، وإهمال الآباء لهذه الآداب يؤدي إلى مشكلات أسرية نفسية واجتماعية وأخلاقية خطيرة ، هذا تنظيم رب العباد العليم الخبير , وهناك استئذان عام داخل البيوت للخدم وجميع الأبناء خلاف الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم كما قال تعالى : " وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [النور: 59] . حيث يستأذن الابن قبل الدخول على أمه وأبيه وأرحامه في كل الأوقات ، ويطرق الباب بلطف وأدب وإذا لم يؤذن له فلا يفتح الباب ، وكذلك تستأذن البنت على أمها وأبيها وأخيها ويستأذن الوالد على بنته وابنه ، والوالدة على ابنها وبنتها احترامًا للخصوصيات وسترًا للعورات ، وكم من مآس حدثت بسبب الخلل في آداب الاستئذان العامة داخل البيوت ، والآداب نفسها تنطبق على الخادمات , فلا يدخل عليهن من دون استئذان ، فقد روي أن أسماء بنت أبي مرثد دخل عليها غلام كبير لها في وقت كرهت دخوله فيه ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حال نكرهها ، فنزلت الآية ، وأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم المسلم أن يستأذن على أمه حتى لا يراها عريانة .
هذه بعض آداب الاستئذان على البيوت وفيها ، وهي آداب رفيعة فيها ذوق متميز وتنظيم فريد يجب علينا تعلمه وتعليمه أبنائنا وخدمنا ويبدأ الآباء بتطبيقه ، وعلى مناهج العلوم الشرعية والتربية الأسرية واللغة العربية وعلم النفس الاهتمام بهذه الآداب وألا يراها البعض شكًا في أفراد الأسرة بعضهم في بعض لذلك قال الله تعالى في نهاية الآيات : " ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " [النور: 27] ، " وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [النور: 58-59] ، ، " هُوَ أَزْكَى لَكُمْ " [النور: 28] "وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ " [النور: 28] ، " كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ " [النور: 58] ، وكل هذه الفوائد وصفات الله الواردة في آيات الاستئذان تبين أهمية الموضوع وأن التفريط فيه خطرا وخطأ كبيراً ، والتمسك به مفيد ومنظم لحركة الآباء والأبناء والخدم داخل البيوت ، وهذا يستدعي أن نتعلم آداب اللباس داخل البيت ، وآداب اللباس وقت النوم ، وآداب ستر العورات بين أفراد الأسرة ، وهذا ما فرطت فيه بعض الأسر فدخلت في مشكلات ليست بالهينة , وعلينا الانتباه لملابس الخادمات داخل البيوت أمام الرجال والأبناء , والانتباه لملابس البنات والأمهات أمام الخدم من الرجال والسائقين والعمال الذين يدخلون البيوت للصيانة وقضاء الحاجات .
المصدر : أ.د. نظمي خليل أبو العطا موسى