هو محمَّد بن عبد الله بن عبد المطَّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النَّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وقد ذكرتُ هذا النَّسَب بِطُولِه لأنَّ عدنان هو ، بلا اختلاف ، من سُلالة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السَّلام . وبالتَّالي ، فالنَّبيُّ محمَّد هو أيضًا من سُلالة إسماعيل ، عليهما الصَّلاة والسَّلام .
وهذا يؤكّده القرآن الكريم ، حيثُ يقول الله سبحانه وتعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ 126 وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 127 رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 128 رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 129 } (2- البقرة 126-129) .
فالنَّبيُّ إبراهيم عليه السَّلام ، عندما أمرهُ الله تعالى بتَرْكَ زَوْجته هاجر وولَده الرَّضيع إسماعيل بمكَّة ، وكانَتْ صحراء لا شجَر فيها ولا ماء ولا أُناس ، دعَا اللهَ أن يجعلَها بلَدًا خصبًا ويَرزق أهلها من الخيرات . فاستجاب اللهُ دعاءَه ، وكلُّ النَّاس يسمعُ اليومَ بمكَّة وخيراتها .
ولَمَّا كَبُر إسماعيل ، أمر الله تعالى إبراهيمَ عليه السَّلام بإعادة رفْع أُسُس وقواعد الكعبة الشَّريفة . ففَعل هو وابنُه ، ودعا الاثنانِ اللهَ أن يجعلَ من ذُرّيَّتهما أُمَّةً مُسلِمة ، ويبعثَ من أهل مكَّة رسولاً . فاستجاب اللهُ دعاءهما ، وبعثَ محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم نبيّا من ذُرّيَّتهما ، وهو أيضًا من أهل مكَّة .
يقول الله تعالى في سورة أخرى : { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ 1 هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ 2 } (62- الجمعة 1-2) .
وكان لإبراهيمَ ولدٌ آخر اسمُه إسحاق . ومِن ذُرّيَّة إسحاق جاء كلُّ أنبياء بني إسرائيل ، عليهم السَّلام . وقد ذكرْنَا أنَّ يعقوبَ بن إسحاق يُسمَّى أيضًا إسرائيل ، وإليه ينتسبُ بَنُو إسرائيل .
وُلِدَ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم بمكَّة يوم الاثنين 12 ربيع الأوَّل (الشّهر الثَّالث قمري) سنة 570 م ، وتوفّي بالمدينة (في السّعوديَّة) ودُفن بها وعمره 63 سنة .
مات أبوه عبدُ الله وهو ما زال في بطن أمّه ، ثمَّ ماتت أمُّه آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، وهو ابن ستّ سنين ، ولم يكُن أبَوَاهُ رُزِقا بأطفال غيره . فعاش يتيمًا في كفالة جدّه عبد المطَّلب ، سيّد قبيلة قريش آنذاك . ولَمَّا بلغ ثماني سنين ، ماتَ جدُّه أيضًا ، فكَفَلَه عمُّه أبو طالب .
يقول الله تعالى في القرآن الكريم مخاطبًا محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم : { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى 6 } (93- الضّحى 6) .
اشتُهِر في قَوْمه بالصّدق والأمانة وحُسْن الخُلُق ، حتَّى لَقَّبوه بالأمين . يقول الله تعالى مادحًا أخلاقه : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ 4 } (68- القلم 4) . وهذه الصّفات ساعَدَتْه كثيرًا في دَعْوَته إلى الله فيما بعد .
لم يتعلَّم محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم القراءة ولا الكتابة لِحِكْمةٍ أرادها الله تعالى . يقول سبحانه مخاطبًا إيَّاه : { وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ 48 } (29- العنكبوت 48) .
لَمَّا بلغ سِنَّ الخامسة والعشرين ، تزوَّج من السَّيدة خديجة بنت خُوَيْلِد ، أشرف نساء مكَّة وأكثرهنَّ مالاً . وكانت سمعَتْ عن أمانته وحُسْن أخلاقه ، فعرضَتْ عليه الزَّواج ، فكلَّمَ عمَّه حمزة بن عبد المطَّلب ، فخَطبها له من أبيها .
وكانت نِعْمَ الزَّوجة له ، وأوَّل مَن أسلَم ، ولم تزلْ تشدُّ من أزره وتُثبّتُه حين نزل عليه الوحيُ وكذَّبَهُ النَّاسُ ، حتَّى تُوُفّيَت ، رضي الله عنها . فبقيَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يذكُرها ويذكرُ فضائلها طولَ حياته .
أنجبت السَّيّدة خديجة لِمُحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم : القاسِم ، ثمَّ زينب ، ثمَّ عبد الله ، ثمَّ أمّ كلثوم ، ثمَّ فاطمة ، ثمَّ رُقَيَّة . فماتَ القاسِم بمكَّة صغيرًا ، ثمَّ مات عبد الله .
ولم يُرزَق النَّبيُّ بعد ذلك بأطفال ، غير إبراهيم من زوجته السَّيّدة مارية القبطيَّة . ولَم يَلْبَثْ إبراهيمُ أن مات أيضًا بالمدينة ، وهو ابنُ ثمانية عشر شهرًا .
وقد ذكرتُ هذا النَّسَب بِطُولِه لأنَّ عدنان هو ، بلا اختلاف ، من سُلالة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السَّلام . وبالتَّالي ، فالنَّبيُّ محمَّد هو أيضًا من سُلالة إسماعيل ، عليهما الصَّلاة والسَّلام .
وهذا يؤكّده القرآن الكريم ، حيثُ يقول الله سبحانه وتعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ 126 وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 127 رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 128 رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 129 } (2- البقرة 126-129) .
فالنَّبيُّ إبراهيم عليه السَّلام ، عندما أمرهُ الله تعالى بتَرْكَ زَوْجته هاجر وولَده الرَّضيع إسماعيل بمكَّة ، وكانَتْ صحراء لا شجَر فيها ولا ماء ولا أُناس ، دعَا اللهَ أن يجعلَها بلَدًا خصبًا ويَرزق أهلها من الخيرات . فاستجاب اللهُ دعاءَه ، وكلُّ النَّاس يسمعُ اليومَ بمكَّة وخيراتها .
ولَمَّا كَبُر إسماعيل ، أمر الله تعالى إبراهيمَ عليه السَّلام بإعادة رفْع أُسُس وقواعد الكعبة الشَّريفة . ففَعل هو وابنُه ، ودعا الاثنانِ اللهَ أن يجعلَ من ذُرّيَّتهما أُمَّةً مُسلِمة ، ويبعثَ من أهل مكَّة رسولاً . فاستجاب اللهُ دعاءهما ، وبعثَ محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم نبيّا من ذُرّيَّتهما ، وهو أيضًا من أهل مكَّة .
يقول الله تعالى في سورة أخرى : { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ 1 هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ 2 } (62- الجمعة 1-2) .
وكان لإبراهيمَ ولدٌ آخر اسمُه إسحاق . ومِن ذُرّيَّة إسحاق جاء كلُّ أنبياء بني إسرائيل ، عليهم السَّلام . وقد ذكرْنَا أنَّ يعقوبَ بن إسحاق يُسمَّى أيضًا إسرائيل ، وإليه ينتسبُ بَنُو إسرائيل .
وُلِدَ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم بمكَّة يوم الاثنين 12 ربيع الأوَّل (الشّهر الثَّالث قمري) سنة 570 م ، وتوفّي بالمدينة (في السّعوديَّة) ودُفن بها وعمره 63 سنة .
مات أبوه عبدُ الله وهو ما زال في بطن أمّه ، ثمَّ ماتت أمُّه آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، وهو ابن ستّ سنين ، ولم يكُن أبَوَاهُ رُزِقا بأطفال غيره . فعاش يتيمًا في كفالة جدّه عبد المطَّلب ، سيّد قبيلة قريش آنذاك . ولَمَّا بلغ ثماني سنين ، ماتَ جدُّه أيضًا ، فكَفَلَه عمُّه أبو طالب .
يقول الله تعالى في القرآن الكريم مخاطبًا محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم : { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى 6 } (93- الضّحى 6) .
اشتُهِر في قَوْمه بالصّدق والأمانة وحُسْن الخُلُق ، حتَّى لَقَّبوه بالأمين . يقول الله تعالى مادحًا أخلاقه : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ 4 } (68- القلم 4) . وهذه الصّفات ساعَدَتْه كثيرًا في دَعْوَته إلى الله فيما بعد .
لم يتعلَّم محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم القراءة ولا الكتابة لِحِكْمةٍ أرادها الله تعالى . يقول سبحانه مخاطبًا إيَّاه : { وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ 48 } (29- العنكبوت 48) .
لَمَّا بلغ سِنَّ الخامسة والعشرين ، تزوَّج من السَّيدة خديجة بنت خُوَيْلِد ، أشرف نساء مكَّة وأكثرهنَّ مالاً . وكانت سمعَتْ عن أمانته وحُسْن أخلاقه ، فعرضَتْ عليه الزَّواج ، فكلَّمَ عمَّه حمزة بن عبد المطَّلب ، فخَطبها له من أبيها .
وكانت نِعْمَ الزَّوجة له ، وأوَّل مَن أسلَم ، ولم تزلْ تشدُّ من أزره وتُثبّتُه حين نزل عليه الوحيُ وكذَّبَهُ النَّاسُ ، حتَّى تُوُفّيَت ، رضي الله عنها . فبقيَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يذكُرها ويذكرُ فضائلها طولَ حياته .
أنجبت السَّيّدة خديجة لِمُحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم : القاسِم ، ثمَّ زينب ، ثمَّ عبد الله ، ثمَّ أمّ كلثوم ، ثمَّ فاطمة ، ثمَّ رُقَيَّة . فماتَ القاسِم بمكَّة صغيرًا ، ثمَّ مات عبد الله .
ولم يُرزَق النَّبيُّ بعد ذلك بأطفال ، غير إبراهيم من زوجته السَّيّدة مارية القبطيَّة . ولَم يَلْبَثْ إبراهيمُ أن مات أيضًا بالمدينة ، وهو ابنُ ثمانية عشر شهرًا .