عندما يتحدّث القرآن عن السّحب والأمطار
هل تعرف أيّها الضّيف الكريم كيف يتكوَّن السَّحابُ وينزلُ المطر ؟
يقول خُبَراءُ الأحوال الجوّيَّة : تبدأ العمليَّة بتبَخُّر ماء البَحر بفِعْل حرارة الشَّمس . وهذا البُخار ، الذي يتكوَّن من ذرَّاتٍ صغيرة جدّا من الماء ، تَحملُه الرّياحُ إلى الأعلى حيث الجوّ بارد ، فيَتكثَّف ويتحوَّل إلى سحاب .
لكنَّ هذا السَّحاب لا يُنزِلَ مطرًا ، لأنَّ ذرَّات الماء التي يحتوي عليها خفيفةٌ جدّا بحيث لا تَستطيعُ أن تَسقُط على الأرض .
مِن أين يأتي المطر إذًا ؟
اكتشف العُلماء حديثًا أنَّ هناك سُحُبًا ذات شُحنات كهربائيَّة مُوجِبَة ، وسُحُبًا أخرى ذات شُحنات كهربائيَّة سالِبة . وكلُّ نَوع من هذه السُّحب لا يستطيعُ بِمُفرَدِه أن يُنتج مطرًا ، لأنَّ ذرَّات مائِه مَشْحونة من نَفس الصّنْف (+ + أو --) وبالتَّالي تتباعد عن بعضِها .
فيأتي عندئذٍ دَورُ الرّياح لِتَقوم بِدَفْع السُّحُب ذات الشُّحنات الكهربائيَّة الموجِبَة نحو السُّحُب ذات الشُّحنات الكهربائيَّة السَّالِبة (أو العكس) ، فتصْطَدم ببعضِها ، ويحدُث تلاقُح وتلاصُق بين ذرَّات الماء الموجِبَة والأخرى السَّالِبَة ، فيزداد حَجْمُ هذه الذَّرَّات وتتحوَّل من ذرَّات صغيرة جدّا إلى قَطرات ماء كبيرة ، فتسقُط على الأرض على شكل مَطر .
وعادةً ما يُصاحبُ عمليَّةَ التَّصادم والتَّلاقح بين السُّحُب : الرَّعد ، والبرق ، وأحيانًا الصَّواعق ، وكلُّها ناتجة عن عمليَّة التَّفريغ الكهربائي السَّريع بين السُّحُب المشحونة سالبًا والأخرى المشحونة موجِبًا .
فما رأيكَ سيّدي الكريم أنَّ القرآن أشار إلى كلّ هذه الحقائق منذ حوالي 1400 سنة !
يقول الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ 43 } (24- النّور 43) .
ففي هذه الآية ذكَر الله سُبحانه أنَّه يُزْجي سحابًا ، أي يسُوقه بواسطة الرّياح ، ثمَّ يُؤلّفُ بينه ، وهنا نلاحظُ دقَّة التَّعبير القرآني لأنَّ السُّحُب مختلفة الشُّحنة الكهربائيَّة ، فعندما تجتمع تتآلفُ فعْلاً وتتداخلُ في بعضها البعض، وتلتحمُ ذرَّاتُ الماء ببعضها لِتُكَوّن قطرات كبيرة . وعند ذلك يَخرجُ الودق ، أي ينزل المطر ، مِنْ خلال هذا الرُّكام من السُّحُب .
ثمَّ ذكَر تعالى أنَّه يُنَزّلُ مِنْ جِبَالٍ في السَّماء بَرَدًا ، أي كُرَيَّات من الثّلْج ، لِيُصيب به مَنْ يشاء من عباده ويَصْرفه عمَّنْ يشاء .
وهذه حقيقةٌ عِلْميَّة أخرى لم يتمَّ اكتشافُها إلاَّ حديثًا . فقد ذكَر خُبَراءُ الأحوال الجوّيَّة أنَّ هناك نوعًا من السُّحُب يتراكَمُ في السَّماء بعضُه فوق بعض حتَّى يُصبح كالجِبَال ، لها قاعدة عريضة في الأسفل وقمَّة في الأعلى .
في مستوى القاعدة ، تكونُ درجة الحرارة معتدلة ، وبالتَّالي غير كافية لتكْثِيف ذرَّات الماء لِتُصبح قطرات . لكن في الوسط ، يكون الجوُّ باردًا بحيثُ تتكاثفُ الذَّرَّات وتلتصقُ ببعضها ويكبرُ حجمُها ، ثمَّ تتساقط على شكل مَطر .
فإذا هَبَّ تيَّارٌ هوائي نحو القمَّة ، حيثُ تصلُ درجةُ الحرارة إلى خمسين درجة تحت الصّفر ، فإنَّه يحملُ معه قطرات الماء إلى الأعلى ، فتتجمَّد وتتحوَّل إلى كُرات صغيرة من الثّلج ، وهي ما يُسمَّى بالبَرَد . ثمَّ ينزلُ هذا البَرَد ، فيُصيبُ أرضًا ولا يُصيبُ أرضًا أخرى مجاورة .
أمَّا البرقُ القويُّ ، فإنَّه يُوشكُ أن يذهب ببَصَر النَّاظر له ، ليُصيبه بالعَمَى المؤقَّت .
أليس هذا بالضَّبط ما لَخَّصَتْه الآية القرآنيَّة تلخيصًا مُدهِشًا ؟!
قد تقول : ولكنَّ الآية لم تذكُر الرّياح التي لها دَور أساسي في عمليَّة تلقيح السُّحُب وبالتَّالي نزول المطر ؟
استمع إذًا لِمَا يلي : يقول الله تعالى في آية أخرى : { الله الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ 48 } (12- الرّوم 48) .
ففي هذه الآية ، أعلَن الله تعالى بوُضوح أنَّ الرّياح هي التي تُثير السُّحُب . ثمَّ لاحِظْ أنَّ اللهَ تعالى تحدَّثَ في الآية السَّابقة عن السُّحُب يَتَراكَم بعضُها فوق بعض حتَّى تُصبح كالجبال ، فذكَر بالتَّالي نزولَ المطَر والبَرَد .
أمَّا هنا ، فقد تحدَّثَ عن السُّحُب على شكل بساط في السَّماء . وهذا النَّوعُ من السُّحُب ليسَ له قِمَم عالية ، ويكون على ارتفاعٍ مُتَوَسّط في الجَوّ ، فلا يُنتِجُ بَردًا . لذلك ، ذكَر الله في هذه الآية نزول المطر ولم يَذكُر نزول البَرَد .
أليس في هذا دليلٌ جديد على أنَّ القرآن وحيٌ من عند الله ؟!
وللرّياح دورٌ آخر تَلْقيحي ، ذكَره الله تعالى في آية أخرى فقال : { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ 22 } (15- الحجر 22) .
طبعًا ، المقصود هنا أنَّ الرّياح تُلَقّح السُّحُبَ وليس شيئًا آخر ، لأنَّ الآية ذكَرتْ مباشرةً بعد ذلك نتيجة هذا اللّقاح ، وهو نزولُ الماء من السَّماء .
فمَنْ أخبر محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ الرّياح لَواقح ، وأنَّ البَرَدَ ينزلُ فقط من جبالٍ من السُّحُب في السَّماء ، إذا كان قد أتَى بالقرآن من عنده ؟!
هل تعرف أيّها الضّيف الكريم كيف يتكوَّن السَّحابُ وينزلُ المطر ؟
يقول خُبَراءُ الأحوال الجوّيَّة : تبدأ العمليَّة بتبَخُّر ماء البَحر بفِعْل حرارة الشَّمس . وهذا البُخار ، الذي يتكوَّن من ذرَّاتٍ صغيرة جدّا من الماء ، تَحملُه الرّياحُ إلى الأعلى حيث الجوّ بارد ، فيَتكثَّف ويتحوَّل إلى سحاب .
لكنَّ هذا السَّحاب لا يُنزِلَ مطرًا ، لأنَّ ذرَّات الماء التي يحتوي عليها خفيفةٌ جدّا بحيث لا تَستطيعُ أن تَسقُط على الأرض .
مِن أين يأتي المطر إذًا ؟
اكتشف العُلماء حديثًا أنَّ هناك سُحُبًا ذات شُحنات كهربائيَّة مُوجِبَة ، وسُحُبًا أخرى ذات شُحنات كهربائيَّة سالِبة . وكلُّ نَوع من هذه السُّحب لا يستطيعُ بِمُفرَدِه أن يُنتج مطرًا ، لأنَّ ذرَّات مائِه مَشْحونة من نَفس الصّنْف (+ + أو --) وبالتَّالي تتباعد عن بعضِها .
فيأتي عندئذٍ دَورُ الرّياح لِتَقوم بِدَفْع السُّحُب ذات الشُّحنات الكهربائيَّة الموجِبَة نحو السُّحُب ذات الشُّحنات الكهربائيَّة السَّالِبة (أو العكس) ، فتصْطَدم ببعضِها ، ويحدُث تلاقُح وتلاصُق بين ذرَّات الماء الموجِبَة والأخرى السَّالِبَة ، فيزداد حَجْمُ هذه الذَّرَّات وتتحوَّل من ذرَّات صغيرة جدّا إلى قَطرات ماء كبيرة ، فتسقُط على الأرض على شكل مَطر .
وعادةً ما يُصاحبُ عمليَّةَ التَّصادم والتَّلاقح بين السُّحُب : الرَّعد ، والبرق ، وأحيانًا الصَّواعق ، وكلُّها ناتجة عن عمليَّة التَّفريغ الكهربائي السَّريع بين السُّحُب المشحونة سالبًا والأخرى المشحونة موجِبًا .
فما رأيكَ سيّدي الكريم أنَّ القرآن أشار إلى كلّ هذه الحقائق منذ حوالي 1400 سنة !
يقول الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ 43 } (24- النّور 43) .
ففي هذه الآية ذكَر الله سُبحانه أنَّه يُزْجي سحابًا ، أي يسُوقه بواسطة الرّياح ، ثمَّ يُؤلّفُ بينه ، وهنا نلاحظُ دقَّة التَّعبير القرآني لأنَّ السُّحُب مختلفة الشُّحنة الكهربائيَّة ، فعندما تجتمع تتآلفُ فعْلاً وتتداخلُ في بعضها البعض، وتلتحمُ ذرَّاتُ الماء ببعضها لِتُكَوّن قطرات كبيرة . وعند ذلك يَخرجُ الودق ، أي ينزل المطر ، مِنْ خلال هذا الرُّكام من السُّحُب .
ثمَّ ذكَر تعالى أنَّه يُنَزّلُ مِنْ جِبَالٍ في السَّماء بَرَدًا ، أي كُرَيَّات من الثّلْج ، لِيُصيب به مَنْ يشاء من عباده ويَصْرفه عمَّنْ يشاء .
وهذه حقيقةٌ عِلْميَّة أخرى لم يتمَّ اكتشافُها إلاَّ حديثًا . فقد ذكَر خُبَراءُ الأحوال الجوّيَّة أنَّ هناك نوعًا من السُّحُب يتراكَمُ في السَّماء بعضُه فوق بعض حتَّى يُصبح كالجِبَال ، لها قاعدة عريضة في الأسفل وقمَّة في الأعلى .
في مستوى القاعدة ، تكونُ درجة الحرارة معتدلة ، وبالتَّالي غير كافية لتكْثِيف ذرَّات الماء لِتُصبح قطرات . لكن في الوسط ، يكون الجوُّ باردًا بحيثُ تتكاثفُ الذَّرَّات وتلتصقُ ببعضها ويكبرُ حجمُها ، ثمَّ تتساقط على شكل مَطر .
فإذا هَبَّ تيَّارٌ هوائي نحو القمَّة ، حيثُ تصلُ درجةُ الحرارة إلى خمسين درجة تحت الصّفر ، فإنَّه يحملُ معه قطرات الماء إلى الأعلى ، فتتجمَّد وتتحوَّل إلى كُرات صغيرة من الثّلج ، وهي ما يُسمَّى بالبَرَد . ثمَّ ينزلُ هذا البَرَد ، فيُصيبُ أرضًا ولا يُصيبُ أرضًا أخرى مجاورة .
أمَّا البرقُ القويُّ ، فإنَّه يُوشكُ أن يذهب ببَصَر النَّاظر له ، ليُصيبه بالعَمَى المؤقَّت .
أليس هذا بالضَّبط ما لَخَّصَتْه الآية القرآنيَّة تلخيصًا مُدهِشًا ؟!
قد تقول : ولكنَّ الآية لم تذكُر الرّياح التي لها دَور أساسي في عمليَّة تلقيح السُّحُب وبالتَّالي نزول المطر ؟
استمع إذًا لِمَا يلي : يقول الله تعالى في آية أخرى : { الله الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ 48 } (12- الرّوم 48) .
ففي هذه الآية ، أعلَن الله تعالى بوُضوح أنَّ الرّياح هي التي تُثير السُّحُب . ثمَّ لاحِظْ أنَّ اللهَ تعالى تحدَّثَ في الآية السَّابقة عن السُّحُب يَتَراكَم بعضُها فوق بعض حتَّى تُصبح كالجبال ، فذكَر بالتَّالي نزولَ المطَر والبَرَد .
أمَّا هنا ، فقد تحدَّثَ عن السُّحُب على شكل بساط في السَّماء . وهذا النَّوعُ من السُّحُب ليسَ له قِمَم عالية ، ويكون على ارتفاعٍ مُتَوَسّط في الجَوّ ، فلا يُنتِجُ بَردًا . لذلك ، ذكَر الله في هذه الآية نزول المطر ولم يَذكُر نزول البَرَد .
أليس في هذا دليلٌ جديد على أنَّ القرآن وحيٌ من عند الله ؟!
وللرّياح دورٌ آخر تَلْقيحي ، ذكَره الله تعالى في آية أخرى فقال : { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ 22 } (15- الحجر 22) .
طبعًا ، المقصود هنا أنَّ الرّياح تُلَقّح السُّحُبَ وليس شيئًا آخر ، لأنَّ الآية ذكَرتْ مباشرةً بعد ذلك نتيجة هذا اللّقاح ، وهو نزولُ الماء من السَّماء .
فمَنْ أخبر محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ الرّياح لَواقح ، وأنَّ البَرَدَ ينزلُ فقط من جبالٍ من السُّحُب في السَّماء ، إذا كان قد أتَى بالقرآن من عنده ؟!