[IMG]http://www.********************************.net/fmm/fimnew/slam/fdgdfgd.gif[/IMG]
روى التّرمذي في سُننه عن هانئ مَولَى عثمان (بن عفّان) رضي الله عنهما ، أنَّه قال : كان عثمانُ إذا وقفَ على قَبرٍ بَكَى حتّى يَبَلَّ لِحْيَتَه . فقيل له : تَذكُر الجنَّةَ والنَّارَ فلا تَبكي ، وتَبكي مِن هذا ؟! فقال : إنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : إنَّ القبرَ أوَّل مَنازل الآخرة ، فإن نَجا منه ، فَما بَعدَه أيْسَر منه ، وإن لَم يَنْجُ منه ، فَما بعده أشَدّ منه .
وقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ما رأيتُ مَنظرًا قَطُّ إلاَّ القَبرُ أفظَع منه . (الجامع الصّحيح سنن التّرمذي - الجزء 4 - ص 553 - رقم الحديث 2308) .
وروى الإمام أحمد في مُسنده عن البراء بن عازب رضي الله عنه ، قال : خرجْنَا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى جنازة ، فجلسَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم على القَبْر ، وجلسْنَا حَوْلَه كأنَّ على رؤوسنا الطَّيْر ، وهو يلحد له ، فقال : أعوذُ بالله من عذاب القَبْر ، ثلاث مرَّات ، ثمَّ قال : إنَّ المؤمنَ إذا كانَ في إقبالٍ من الآخرة وانقطاعٍ من الدُّنيا (أي كان في لحظات الموت) ، تنزَّلتْ إليه الملائكةُ كأنَّ على وجُوههم الشَّمس، مع كلّ واحد كَفَنٌ وحنُوط .
فجلسُوا منهُ مَدَّ البَصَر ، حتَّى إذا خرجتْ روحُه صلَّى عليه كلُّ مَلَكٍ بينَ السَّماء والأرض وكلُّ مَلَكٍ في السَّماء، وفُتِحتْ له أبوابُ السَّماء ، ليس من أهْلِ بابٍ إلاَّ وهُم يَدْعُون اللهَ أن يُعْرَج برُوحه من قِبَلِهم . فإذا عُرِجَ برُوحه ، قالُوا : رَبّ ، عَبْدُكَ فُلان ، فيقُول : أَرْجِعُوه ، فإنّي عهدْتُ إليهم أنّي منها خلَقْتُهم وفيها أُعِيدُهم ومنها أُخْرِجُهم تارةً أخْرَى .
قال النَّبيّ : فإنَّه (أي الميّتُ المؤمن) يَسْمعُ خَفْقَ نِعَال أصحابه إذا وَلَّوْا عنه (أي مُباشرةً بعد دَفنه) ، فيَأْتيه آتٍ فيقول : مَنْ رَبُّك ؟ ما دِينُك ؟ مَنْ نَبيُّك ؟
(وفي رواية للبخاري عن أنَس رضي الله عنه ، قال : أتاه ملَكان فأقْعَداه . وكذلك في روايات أخرى ، أنَّ الآتِ هو : مَلَكَان) .
فيقولُ (أي الميّتُ المؤمن) : رَبّيَ الله ، ودِيني الإسلام ، ونَبيّي محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم .
فيَنْتَهِرُه (أي الآتِ) ، فيقول له : مَنْ رَبُّك ؟ ما دِينُك ؟ مَنْ نَبيُّك ؟
قالَ النَّبيّ : وهي آخر فِتْنَة تُعرَضُ على المؤمن ، فذلك حين يقول الله عزَّ وجلَّ : { يُثبِّتُ الله الذينَ آمنُوا بالقَوْل الثَّابِت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة } (14- إبراهيم 27) .
فيقولُ (أي الميّتُ المؤمن) : رَبّيَ الله ، ودِيني الإسلام ، ونَبيّي محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم .
فيقولُ له (أي الآتِ) : صَدَقْت .
ثمَّ يأتيه آتٍ حَسَن الوَجْه ، طيّب الرّيح (أي طيّب الرَّائحة) ، حَسَن الثّياب ، فيقول : أبْشِرْ بكَرامةٍ من الله ونَعيم مُقيم .
فيقول (أي الميّتُ المؤمن) : وأنتَ ، فبَشَّركَ اللهُ بِخَيْر ، مَنْ أنت ؟!
فيقول : أنا عمَلُكَ الصَّالح ، كنتَ واللهِ سريعًا في طاعة الله ، بطيئًا عن معصِيَة الله ، فجزاكَ الله خيرًا .
ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ من الجنَّة وبابٌ من النَّار ، فيُقال : هذا كان منزلك (أي في النَّار) لَو عصَيْتَ الله ، أبْدَلَكَ الله به هذا (أي في الجنَّة) .
فإذا رأى ما في الجنَّة ، قال : رَبّ عَجّلْ قِيَامَ السَّاعة كي أرْجع إلى أهلي ومالي . فيُقالُ له : اسكن .
قال النَّبيّ : وإنَّ الكافرَ إذا كانَ في انقطاعٍ من الدُّنْيا وإقبالٍ من الآخرة (أي في لحظات الموت) ، نزلَتْ عليه ملائكةٌ غِلاظٌ شِدادٌ ، فانْتَزعُوا روحَه كما يُنْتَزع السَّفُّود الكثير الشّعب من الصُّوف المبْتَلّ ، وتُنْزَعُ نَفْسُه مع العُرُوق ، فيَلْعَنُه كلُّ مَلَكٍ بين السَّماء والأرض وكلُّ مَلَكٍ في السَّماء ، وتُغْلَق أبوابُ السَّماء ، ليسَ من أهل بابٍ إلاَّ وهُم يَدْعُون اللهَ أن لا تُعرجَ روحُه من قِبَلِهم ! فإذا عُرِجَ برُوحه ، قالُوا : رَبّ ، فُلان ابن فُلان ، عَبْدُك .
قال : أَرْجِعُوه ، فإنّي عهدْتُ إليهم أنّي منها خلَقْتُهم ، وفيها أُعِيدُهم ، ومنها أُخْرِجُهم تارةً أخرى .
قال النَّبيّ : فإنَّه (أي الميّتُ الكافر) لَيَسْمعُ خَفْقَ نِعَال أصحابه إذا وَلَّوْا عنه (أي مُباشرةً بعد دَفنه) ، فيَأْتيه آتٍ (وهُما الملَكان) فيقول : مَنْ رَبُّك ؟ ما دِينُك ؟ مَنْ نَبيُّك ؟
فيقول (أي الميّتُ الكافر) : لا أدْري !
فيقول (أي الملَكان) : لا دَرَيْتَ ولا تلَوْت !
ويأتيه آتٍ قبيح الوجه ، قبيح الثّياب ، منتن الرّيح (أي منتن الرَّائحة) ، فيقول : أبْشِرْ بِهَوانٍ من الله وعذابٍ مُقيم !
فيقول (أي الميّتُ الكافر) : وأنتَ ، فبشَّركَ اللهُ بالشَّرّ ، مَنْ أنت ؟!
فيقول : أنا عمَلُك الخبيث ، كنتَ بطيئًا عن طاعة الله ، سريعًا في معصية الله ، فجزاكَ الله شرّا .
قال النَّبيّ : ثمَّ يُقَيَّضُ له (أي للمَيّت الكافر) أعمى (أي مخلوقٌ أعمى) ، أصَمّ ، أبْكَم ، في يَدِه مرزبة ، لو ضربَ بها جبلاً لكانَ تُرابًا . فيضْربه ضربةً حتَّى يصير ترابًا . ثمَّ يُعيده اللهُ كما كان ، فيضْربه ضربة أخرى ، فيصيحُ صيحةً يَسمعه كلُّ شيء إلاَّ الثَّقلين .
ثمَّ يُفتَح له (أي للمَيّت الكافر) بابٌ من النَّار ، ويُمهَّدُ من فُرُش النَّار . (مسند الإمام أحمد بن حنبل - الجزء4 - ص 295 - رقم الحديث 18637) .
وقد ثبتَ في القرآن والسُّنَّة أنَّ الميّتَ يُنَعَّم في قبره أو يُعذَّب . يقول الله تعالى في آل فرعون : { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ 45 النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ 46 } (40- غافر 46) .
قال العلماء : إنّ هذا العرضَ على النَّار هو في البرزخ ، أي في القبر، قبل يوم الحساب . لذلك قال تعالى : { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ 46 } ، أي أنّ هذا هو عذاب الآخرة ، والعرض هو عذاب القبر .
وروى الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها ، أنَّ يَهوديَّة دخلَتْ عليها فذَكَرَتْ عذابَ القبر ، فقالتْ لها : أعاذَكِ الله من عذاب القبر . فسألَتْ عائشةُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن عذاب القبر ، فقال : نعم ، عذابُ القبر حَقٌّ .
قالتْ عائشة رضي الله تعالى عنها : فَمَا رأيتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بعدُ صلَّى صلاةً ، إلاَّ تَعوَّذَ من عذاب القبر . (الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 1 - ص 462 - رقم الحديث 1306) .
وروى الإمام البخاري أيضًا في صحيحه عن ابن عبّاس رضي الله عنه ، أنَّه قال : مَرَّ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم على قَبْرَيْن ، فقال : إنَّهما لَيُعَذَّبان ، وما يُعذَّبان في كبير : أمَّا هذا فكانَ لا يَسْتَتِرُ من بَوْلِه ، وأمَّا هذا فكان يَمشي بالنَّميمة .
ثمّ دَعا بِعسيب رَطْب ، فَشَقَّه باثْنَيْن ، فغرسَ على هذا واحدًا وعلى هذا واحدًا ، ثمّ قال : لَعَلَّه يُخفّف عنهما ، ما لَم يَيْبَسَا . (الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 5 - ص 2249 - رقم الحديث 5705) .
قد يقول البعض : ولكن لو كشَفنا القبرَ عن ميّت ، لَوَجدنا القبر على حاله ، لم يَضِقْ ولَم يَتَّسِعْ ، ولَما رأيْنا فيه نارًا ولا خُضْرة ، ولَما رأينا الميّتَ يُعذَّب أو يُنعَّم ؟!
وماذا عن الذي يَغرق في البحر وتأكله الحيتان ، كيف سيُسألُ في القبر ويُعذَّب أو يُنعَّم ، وقد تفرَّقَت أعضاءه أَشلاء في كلّ مكان ؟!
يُجيب العلماء عن هذه التّساؤلات بقولهم : عندما تنام بعضَ الوقت ثمّ تستيقظ ونسألُكَ عن حالك ، فإنَّك تُجيبُ بأنَّك خلال نومكَ سافرتَ بالقطار إلى المدينة الفلانيَّة ، وقُمتَ بالعمل الفلاني ، وصعدتَ ونزلتَ ، واصطدم رأسُكَ بالحائط فبكيت ، مع أنَّ مَن كان مستيقظًا بجانبك لَم يلحظْ أيّ شيء ، وكلّ ما شاهده هو أنَّك كنتَ ممدَّدًا على سريرك ، مغمض العينين ، تتقلَّب من حين لآخر يَمنة أو يَسرة .
فكذلك الحالُ إذًا بالنّسبة للميّت : فهو يُسأل ، ويُعذَّب أو يُنعَّم ، سواء في قبره ، أو تتَّصل روحُه بجميع أعضائه المفرَّقة في قاع المحيط أو في بطن الحيتان ، ونحن لا نَرى ولا نسمع ولا نشعر بأيّ شيء من ذلك .
من الخطأ إذًا أن نَقيس عالَم البرزخ وعالَم الآخرة بنفس المقاييس التي نستعملُها في الدُّنيا . فالحواسُّ هناك هي غير الحواسّ هنا ، وما نراه ونسمعهُ هناك لا يمكن أن نراه ونسمعهُ بحواسّنا الدُّنيويَّة .
ارجو من الجميع الدعاء لى بالشهادة فى سبيل الله وان يتقبل روحى وجسدى مقاب رفع رايه لا اله الا الله محمد رسول الله فاللهم ارزقنى الشهادة اللهم ارزقنى الشهادة اللهم الشهادة اللهم امين وان يتغمدنى برحمته وان يدخلنى الجنه بلا حساب ولا سابقه عذاب اللهم امين بالله عليكم الدعاء
تعليق