[IMG]http://www.********************************.net/fmm/fimnew/slam/fdgdfgd.gif[/IMG]
قبل حساب العباد ، يبدأ الله تعالى بسُؤال الأنبياء : هل بلَّغُوا إلى أقوامهم رسالة ربّهم ؟ واللهُ سُبحانَه أعلَم بالجواب ، ولكنَّه يُريد أن يُقيم الحُجَّة على رؤوس جميع الخَلق ، حتَّى لا يَبْقَى بعد ذلك أيُّ عُذْر لِمَن كَفَر .
وقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : يُدْعَى نُوحٌ يومَ القيامة ، فيقول : لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ يا رَبّ ، فيقول : هل بَلَّغْت ؟ فيقول : نعم ، فيُقالُ لأمَّته : هل بَلَّغَكُم ؟ فيقولُون : ما أتانا من نَذِير ! فيقول : مَنْ يَشْهَدُ لك ؟ فيقول : مُحَمَّدٌ وأُمَّتُه . فيَشْهَدُون أنَّه قد بَلَّغ ، ويكون الرَّسُول عليكُم شهيدًا . فذلكَ قولُه جلَّ ذِكْرُه : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا 143 } (2- البقرة 143) . (الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 4 - ص 1632 - رقم الحديث 4217) .
قد تقول أيّها الضّيف الكريم : ولكن كيف يشهدُ المسلمون مع نَبِيّهم محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم لِصالِح أنبياءَ لَم يروهُم ولَم يعَاصِروهم ؟!
أقول : هم يستندون في شهادتهم تلك إلى ما جاء في عدَّة آيات من القرآن الكريم ، مِن شهادات قاطعة من الله تعالى بأنَّ جميع أنبيائه ، بدون استثناء ، بَلَّغُوا رسالةَ رَبّهم إلى أقوامهم على أكمل وجه .
ثمَّ يَسألُ الله تعالى الأنبياءَ عليهم السَّلام عن حصيلَة دَعْوَتِهم ، وعمَّن استجاب لهم من أقوامهم . يقول الله تعالى : { يَوْمَ يَجْمَعُ الله الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ 109 } (5- المائدة 109) .
وجوابُ الأنبياء بأنَّهم لا عِلْمَ لهم ، هو من باب التَّأدُّب وهم في حضرة العليم الخبير . ثمَّ هو إخبارٌ منهم بأنَّهم ، وإن كانُوا يعرفُون مَن استجاب لِدَعوَتهم في حياتهم ، إلاَّ أنَّهم لم يَطَّلِعُوا على باطنِهم لِيَعرفُوا صِدْقَهُم مِن كَذِبهم . فلذلك رَدُّوا العِلْمَ إلى علاَّم الغيوب .
وليس الأنبياءُ وحدهُم يُسألُون عن تبليغهم لرسالَة ربّهم ، وإنَّما الأُمَم التي أُرسِلُوا إليها تُسأل أيضًا هل بُلّغَتْ ؟ يقول تعالى : { فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ 6 } (7- الأعراف 6) .
بعد سؤال الأنبياء ، يتوجَّهُ الله تعالى بسؤالٍ خاصٍّ إلى عيسى عليه السَّلام . يقول تعالى : { وَإِذْ قَالَ الله يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ الله 116 } (5- المائدة 116) . وهذا السُّؤالُ يكون أمام الخَلْق عامّة ، وأمام المسيحيّين خاصّة .
وقد اختُصَّ به عيسى من دون الأنبياء عليهم السَّلام ، لأنَّ ما اتُّهِمَ به من طرف المسيحيّين هو فريَةٌ عظيمةٌ جدّا ، وصفها الله تعالى في موضع آخر بقوله : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا 88 لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا 89 تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا 90 أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا 91 وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا 92 إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا 93 } (19- مريم 88-93) .
نعم ، إنَّها الفِرْيَة العظيمة التي لا يُطيقُ مؤمنٌ أن يُقذَف بها ، وهي ادّعاء أنَّه الله أو أنَّه ابنُ الله ! فَما بالُكَ إذا كان المقذوفُ بها رسولاً كريمًا !
طبعًا ، الله تعالى يعلَم تمامًا ماذا قال عيسَى للنَّاس الذين أُرسِلَ إليهم . ولكنَّه أراد سُبحانَه أن تُعلَن الإجابةُ بوضوح في هذا الموقف المهيب ، وعلى لسان المُتَّهم نفسه .
وتأتي إجابةُ عيسى عليه السَّلام أمام جميع الخلائق ، مَهيبة خاشعة ، على قَدْر عِظَم الفِرْيَة . يقول تعالى : { قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ 116 مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا الله رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ 117 إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 118 } (5- المائدة 116-118) .
إنَّه التَّذلُّل التَّامُّ للَّه سُبحانَه ، والإقرار الكامل بالعبُوديَّة له ، والتَّبرُّؤ المطلَق من ادّعاء الألوهيَّة .
فَما أكرمَكَ وما أكبر قدركَ عند الله أيُّها الرَّسول عيسى ، عليك وعلى أمّكَ الطَّاهرة السَّلام .
ويا تعس المسيحيّين في ذلكَ اليوم المهيب ، وهم يسمعونَ هذا الجواب الخاشع القاطع ! (يتبع ...)
ارجو من الجميع الدعاء لى بالشهادة فى سبيل الله وان يتقبل روحى وجسدى مقاب رفع رايه لا اله الا الله محمد رسول الله فاللهم ارزقنى الشهادة اللهم ارزقنى الشهادة اللهم الشهادة اللهم امين وان يتغمدنى برحمته وان يدخلنى الجنه بلا حساب ولا سابقه عذاب اللهم امين بالله عليكم الدعاء
تعليق