متابعة المريض المصاب بمرض السكر الكاذب
د. رزقة الظفيري *
لعل من أصعب الحالات المرضية متابعة هي مرض السكر الكاذب وخاصة تلك التي تصيب الأطفال، وقبل الحديث عن مرض السكر الكاذب وطرق متابعته، نود التحدث عن المرض نفسه وأسبابه وسبب هذه التسمية.
سمي هذا المرض بالسكري الكاذب لأنه يشبه داء السكري الناتج عن خلل البنكرياس المنتج لهرمون الإنسولين في بعض الأعراض المميزة لمرضى السكري وهي كثرة التبول والعطش الشديدين. وعلى الرغم من اشتراك المرضين في كلمة السكري، إلا أن هناك فرقاً بين "السكري الكاذب" diabetes insipidus و"السكري" diabetes mellitus، وأهم ما يفرق بين هاتين الحالتين هو أن البول في السكر الكاذب يكون أكثر في الكمية وأقل في التركيز، رغم اشتراك المرضين في تسببهما في العطش وكثرة التبول. ويتم بذلك تعريف مرض السكري الكاذب بأنه حالة تلازمها العطش الشديد وإفراز كميات كبيرة من البول المخفف، وله عدة أنواع، منها السكري الكاذب المركزي، ويعد الأكثر شيوعاً بين الناس وينتج عن نقص الهرمون المانع لإفراز البول المعروف ب "أرجينين فاسوبريسين"، ويأتي في المرتبة الثانية مرض السكري الكاذب الكلوي المنشأ الناجم عن عدم حساسية الكلى للهرمون المانع لإفراز البول، كما يمكن أن يكون ناتجاً من تعاطي بعض الأدوية.
يحدث هذا المرض بنسبة 1 لكل 25 ألف شخص فهو مرض قد يكون نادرا نوعا ما، وتتساوى نسبة حدوثه بين الذكور والإناث، وتندر الوفاة بسببه بين البالغين طالما الماء في المتناول، وقد تحدث مضاعفات مثل الجفاف الشديد، وزيادة الصوديوم بالدم، وارتفاع الحرارة، وهبوط القلب والدورة الدموية، ما يسبب الوفاة عند الأطفال والمسنين أو الذين يعانون من مضاعفات مرضية.
فالمسبب الأساسي في ظهور مرض السكر الكاذب هو نقص هرمون فاسوبرسين وهو الهرمون المانع لافراز البول من الغده النخامية بالدماغ.
ويرجع السبب في نقص هذا الهرمون إلى: أسباب مركزية تتعلق بالغدة النخامية: نقص هرمون المضاد للتبول فازوبرسين الذي تفرزه الغدة النخامية. أسباب ثانوية تتعلق بالكلى وهي عدم استجابة الكلية للهرمون فاسوبرسين.
ويحتاج الطفل خاصة إلى متابعة دقيقة إذا أصيب بهذا المرض ومنها متابعة وزن الطفل ودرجة جفاف الجلد لديه ومستوى الأملاح لديه وكذلك النمو الطولي. إن جميع هذه المعايير يجب مراعاتها ومتابعتها في كل زيارة للمريض وخاصة إذا أدركنا أن كمية السوائل المتناولة يجب أن تدرس بعناية تامة.
* قسم طب الأطفال