ضرس العقل.. قد يكون بؤرة التهابات بكتيرية تنتقل إلى مناطق بعيدة في الرقبة والرأس مما قد يسبب مضاعفات خطيرة!
بعض علماء الأسنان يؤيد خلع ضروس العقل مبكرا
بعض علماء الأسنان يؤيد خلع ضروس العقل مبكرا
يعتبر ضرس العقل من أكثر الأسنان تميزا كونه يبزغ في عمر متأخر ما بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين سنة، وكونه مصدر ازعاج لكثير من الناس لما يسببه من مشاكل. ولذلك نضعه اليوم في قفص الاتهام، ونسأله لماذا كل هذه المشاكل والتهديدات التي تسببها للناس وخاصة في سن الزهور، وهل هو السبب وراء حركة الأسنان وخاصة بعد رصها وتجميلها بالتقويم مسببة تزاحم للأسنان وحزن مرضى التقويم على الفرحة التي لم تكتمل؟ هذا بالإضافة الى الالتهابات اللثوية الميكروبية المصاحبة لبزوغه.
وحتى خلع هذا الضرس الذي ينصح به بعض أطباء التقويم بعد انتهاء العلاج، يسبب هاجسا مخيفا كونه صعب الخلع وله بعض المضاعفات المؤلمة والتي قد تمتد الى أيام وأسابيع. فدعونا نتحقق من جميع هذه الاتهامات وهل هي صحيحة أم لا؟
سبب التسمية
ضرس العقل هو الضرس الثالث الدائم الذي يبزغ في سن متأخرة ويتزامن بزوغه مع فترة بلوغ الانسان سن الرشد، ولذلك سمي بضرس العقل وفي الحقيقة انه ليس له أي علاقة بالعقل أو الرشد غير العلاقة الآنفة الذكر. وهو في عصرنا الحاضر أكثر الأسنان عرضة للانطمار وعدم البزوغ ، وأحيانا لا يتكون أصلا. وهذا الذي دعا كثيرا من الناس لاعتباره ضرسا زائدا ليس له وظيفة. ويمكن تفسير ذلك بنظرية التكيف البيئي، ففي العصور القديمة كان الناس يأكلون أصنافا جامدة وغير مطبوخة والتي كانت تؤدي الى تآكل الأسنان نتيجة لاحتكاكها القوي ببعضها البعض. هذا بالإضافة الى كبر الفكين في ذلك العصر مما يسمح بتكون ضروس العقل وبزوغها سليمة بلا متاعب. وقد تغير ذلك اليوم بتغير طرق ونوعية الأكل الى طرق اكثر رقة وأكل أكثر ليونة مما قلل من تآكل الأسنان وصغر المسافة المخصصة لبزوغ ضرس العقل مما يتسبب في انطماره. ولا ننسى ان نشير الى العامل الوراثي أيضا والذي نتج بسبب التزاوج بين الأعراق المختلفة في عصرنا الحاضر، مما أدى الى تزايد تشوهات الأسنان والفكين ومن ضمنها تزاحم الأسنان وخاصة ضروس العقل.
مشاكل ضرس العقل
* تختلف المشاكل باختلاف وضع ضرس العقل. فعندما يكون في وضعه الطبيعي قد يصعب الوصول اليه لتنظيفه مما يؤدي الى تراكم الجير والكلس وهما المسببان الرئيسيان للتسوس والتهاب اللثة المحيطة. وأحيانا أخرى يكون بزوغه غير كامل مما يجعله مغطى باللثة جزئيا. وأهم المشاكل المصاحبة في هذه الحالة التهاب اللثة المغطية للضرس وتكون جيب لثوي قد يمتلئ بالجير وبقايا الطعام، التي يصعب ازالتها مما يؤدي الى مزيد من الالتهاب ويعرض الضرس الى التسوس. كما ان الإطباق قد يتسبب في التهاب اللثة المغطية للضرس أثناء المضغ، مسببا التهاب بكتيريا مؤلما جدا يسمى ب البيريكورونايتس (Pericornoitis). وفي الحالات المتقدمة قد يتسبب مثل ذلك الالتهاب الى خراج لثوي وأحيانا الى عدم القدرة على فتح الفم. مما يدخل المريض في دوامة الألم المستمر. وفي الكثير من الأحيان تكون ضروس العقل منطمرة ومدفونة تماما داخل عظم الفك، أو ببساطة يفشل بزوغها. وقد يؤدي ذلك الى الضغط على بقية الأسنان أو تكون كيس مرضي (Cyst). والضرس المطمور يأخذ أشكالا مختلفة تتراوح بين الوضع الأفقي والمائل في اتجاهات مختلفة مما يكون سببا في عدم بزوغه أحيانا.
وأهم ما يجب ان نشير اليه ما أشارت اليه بعض الدراسات الأميركية الى ان ضرس العقل قد يكون بؤرة التهابات بكتيرية قد تنتقل الى مناطق بعيدة في الرقبة والرأس مما قد يسبب مضاعفات خطيرة.