لقد فوجئ المسلمون بحفنة من الحاقدين النصارى الذين أعمى بصيرتهم شعاعُ الحقّ الظاهر من دين الإسلام، الدِّين الذي رضيه الله تعالى لعباده ولم يرضى ديناً سواه، فذهب هؤلاء المنكِّوسون يفرغون حقدهم وضلالهم في العيب والذمّ لرسول الله تعالى الذي أرسله ربه ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور.
لقد كانت فاجعة وأي فاجعة ومصيبة وأي مصيبة، لكن الله جعل من ذلك فرصة عظيمة للمسلمين لبيان حُبّهم لدينهم وشدّة تمسّكهم به، وبذل الغالي والنفس والنفيس للذود عن حبيبهم، ومهما كتب الكاتبون ومدح المادحون ونافح المنافحون فلن يستطيعوا أن يوفوه حقه اللائق به صلى الله عليه وسلم، ولكنها كلمات يكتبها المسلم المحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليُعبِّر بها عن بعض ما بداخله، وليؤدِّي جزءاً مما يجب عليه نحوه، كيف لا وقد أخرجنا الله تعالى به من الظلمات إلى النور وهدانا به الصراط المستقيم؛ فمن أقلِّ ما يجب علينا أن ننتهز هذه الفرصة لنُعبِّر عما يجيش في صدورنا تجاه هذا الرسول الأكرم الذي لم تعرف له البشرية نظيراً أو مدانياً، وما مثل الكاتبين ومثل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا كمثل رجل دخل بستاناً مثمراً من كل أنواع الثمار التي تحبها النفوس وتشتهيها، وذلك وقت نضجها، فلم يدرِ من شدة جمالها وحسنها ماذا يأخذ وماذا يدع.
فكيف كان العالم قبل مجيء محمد وماذا كان !؟