بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الفارِق بين المُصحف و القرآن الكريم
(تغيُّر المعنى المًُراد بالمُصْحف قبل الجمْع العُثماني و بعْده )
الهدفُ مِن هذا الموضوعِ هو الوعْيُ بفارِق هام جِداً لايعرِفه مِنّا الكثيرون ... وهو التفريق اللغوي بيْن لفظتي المُصحف و القرآن الكريم ... للوعي بِخُبث وتلاعُب المُشكِّكين ... لأننا وإن كُنّا اليوم نُطلِق لفظ المُصحف فإن السامِع مهما كانت ديانتُه لن يتوجّه فِكْرُه إلا إلى كتاب واحِد فقط وهو القُرآن الكريم . إلا أن هذا لم يكُن هو الحال قبل نسْخ عُثمان بن عفّان للقُرآن الكريم كامِلاً في مُصحف واِحِد .. لم يكُن الحالُ كذلِك .. فتنبّه إلى هذه النقطة ومُغالطات المُشكِّكين .!
المُصحف قبل جمع عُثمان لم يكُن يُرادُ بِهِ القُرآن :
فالمُصحف : هو كل مجموع من الصُحُف أُصحِفت أي جُمِع بعضُهُ إلى بعْض في مُجلّد واحِد بين دفّتيْن ..
والمُصْحَفُ، مُثَلَّثَةَ الميم، من أُصحف، بالضم: أي جُعلت فيه الصحفُ المكتوبة بين الدفتين، وجُمعت فيه .ويُنطق بِلغة تميم بالكسر "المِصْحَف"، بكسر الميم، لأنه صُحُف جُمعت فأخرجوه مُخْرَجَ مِفْعَل مما يُتعاطَى باليد.، وأهل نجد يقولون: المُصحف، بضم الميم، لغة علوية، كأنهم قالوا: اصْحِفَ فهو مُصْحَف، أي جُمع بعضه إلى بعض.
وجاء في المعجم الوسيط : المُصحف: أصحف الكتاب و جمعه صحفا و المصحف : مجموع من الصحف ، في مجلد ، وغلب استعماله في القرآن الكريم .
وقال الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع : " المصحف : وهي تسمية ظهرت بعد أن جُمع القرآن في عهد الصديق ، كما سيأتي شرحه ؛ ولم يثبت حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قوله في إطلاق هذه التسمية على القرآن المجموع فيما بين الدَّفَّتين ، لأنه لم يكن في عهده بين دفتين على هيئة المُصحف ؛ وتسمية المصحف جاءت من الصُّحف التي جُمع بعضها إلى بعض فأصبحت على هيئة الكتاب."
وجاء في حلية الأولياء عن يزيد بن ميسرة أنه قال : (إن حكيماً من الحكماءِ كتبَ ثلاثَمِئَة وستينَ مصحفاً ، حِكَماً ، فبعثها في الناسِ فأوحى الله تعالى إليه : إنكَ ملأتَ الأرضَ بَقاقا، وإنَّ اللهَ تعالى لم يقبلْ من بَقاقِك شيئاً).
وقال ابن عبد البر في القصد والأمم : (من جملة ما وجد في الأندلس اثنان وعشرون مصحفاً محلاة، كلها من التوراة، ومصحف آخر محلى بفضة ... وكان في المصاحف مصحف فيه عمل الصنعة وأصباغ اليواقيت) .
المصاحِف إذاً المنسوبة للصحابة لا يُطْلقُ عليْها القرآن الكريم :
جاء في صحيح البُخاري .."وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة البُخاري " ... وهنا اطلِق لفظ المصاحِف على الصُحُف المجموعة ولم يكُن فيها أي قُرآن بعد .
جاء في نفس الحديث ... " وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أومصحف أن يحرق " إذاً فقد فرّق بين القرآن و المُصحف ... فالقُرآن يُكتبُ في المُصحف او في الصُحُف ..
فقد كان لفظ المُصحف يُطلق إذاً على أي مجموع من الصُحُف وُضِعت بين دفّتيْن ... وهذا فيهِ من الأهمية الكُبرى الكثير , لأن بهذه النُقطة يُحاوِل المُشكِّكون إدِّعاء أن ألفاظاً مِثْل : مُصحف أبي و مُصحف ابن مسعود ومُصحف فاطِمة كما عِنْد الشيعة ... إلخ , ماهي إلا القرآن الكريم وهذا خطأ و فُحش .. ثم يتلاعب المُنصِّر أو المُشكِّكُ بالألفاظ فيدّعي أنه كان هناك قرائينُ مُتعدِّدة .. موهِماً أن معنى مصاحِف أي قرائين ..!!
و الحقيقة هي أنها كُتُب كثيرة كُتِب فيها تفاسير وشروح و نصوص قُرآنية قلّت أو كثُرت, ولم تقتصِر المصاحِف على القُرآن الكريم وحده بل كان هناك مصاحِف إنجيلية , ومصاحِف شِعرية , ومصاحِف تخُص أفراد باعيُنِهِم يُدوِّنون فيها ما يسمعونه أو يخشوْن ضياعه.
لم تكُن المصاحِف إذاً هي القُرآن الكريم وإنما كان مِمّا كُتِب فيها بعضٌ مِن القُرآن الكريم .. فكتب كُل صحابي مِنهم بمِقدار ما سمِعهُ وعلى الحرف الذي سمِعهُ مِن رسول الله صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم .. لكِن لم يُطلق على أي مُصحف مِن مصاحِفِهِم قط أنهُ القُرآن الكريم.
وقد كانوا يُدوِّنون في مصاحِفِهِم هذه ما قد يُساعِدُهُم على الحِفْظِ و الإستِذكار ... فمِنهم من أخطأ في الكِتابة ومِنهم من كتب ما صار منسوخاً ومِنهم من كتب تفسيراً أو حديثاً ... وجميعُهُم لم يكتُب القرآن الكريم كامِلاً ولا بِعُرضتِهِ الأخيرة ... لِذا لا يُمكِن ان يُطلق على تِلك المصاحِف أنها القُرآن وإنما بكُل بساطة هي كتابات و كُتُب الصحابة ومُدوّناتُهُم الخاصة.
و نُوضِّح الفرق بين الكتاب والمصحف:
فالكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة أوراق، والمصحف لا يكون إلا جماعة أوراق صحفت أي جمع بعضها إلى بعض، وأهل الحجاز يقولون مصحف بالكسر أخرجوه مخرج ما يتعاطى باليد وأهل نجد يقولون مصحف وهو أجود اللغتين، وأكثر ما يقال المصحف لمصحف القرآن "
وأخيراً خُلاصة التمييز بين كلمتي مُصحف كما نعرِفُها اليوم وكما كان يُعرَف قبل الجمع العُثماني هو أن :
المُصحف في الماضي هو أي كتاب يتكون من صُحُف فيه قُرآن أو غيره , ولم يكُن أي مُصحف فيهم هو القرآن الكريم ... أما اليوم وبعد جمع القرآن في مُصحف واحِد .. فقد اقتصر الإسمُ على القرآن الكريم , وصار المُصحف لا يُطلق إلا على القُرآن الكريم فقط .
و تعريف المُصحف اليوم والمُختلِفِ تماماً عن حقيقتِهِ اللغوية في السابِق ... فنقول :
المُصحف اليوم : هو الِكِتاب الذي يحوي بين دفّتيْهِ القُرآن الكريم وحي الله المجموع كامِلاً كما أنزِل على رسُولِه صلى الله عليْهِ وسلّم منقولاً كما هو حرْفاً حرْفاً مما اتّفق سماعاً مع العُرضة الأخيرة وأقرّهُ صحابة رسول الله و كُتِب على الخط الذي كتب بِهِ كتبةُ الوحي مُستوعِباً ماتيسّر مِما أقرّه النبي مِن قِراءات , و في وجود الشهود من الصحابة العدول نُسِخ إلى الصُحُف البكرية على عهد أبي بكْر مِن السطور و مِن الصدور كما أنزِل , و في وجود الشهود من الصحابة العدول نُسِخ مِن الصُحُف البكرية إلى المصاحِف العُثمانية على عهد عُثمان , ومِن مصاحِف عُثمان إلى الامصار نُسِخت في جميع مصاحِف الدُنيا إلى اليوم ...
ويظلُّ إلى أبد الآبِدين القرآن المحفوظ في الصدور و المنقول بالتواتُر مِن صدر إلى صدْر هو الحاكِمُ على سلامة المُصحف مِن أخطاء الكتبة و المُحرِّفين. ولِذا لا نعجبُ أبداً إن استطاع طِفْل في السابِعة من العُمر أن يستخرِج أي خطأ مكتوب في آية قُرآنية ويُشير إليها بالبنان ... وهذا حِفظُ ووعْد الله وصدق اللهُ العظيمُ إذ يقول :" إنّا نحنُ نزّلنا الذِّكْر وإنّا لهُ لحافِظون " ... وصدق الله العظيم الذي تنبأ لرسولِه بما سيكون له مِن دِقّة جمع فقال : " إنّا عليْنا جمعهُ وقُرآنَه" ..
_____________________________________
وللتاكيد كاستدلال :
كانت الصحابة تزيد في مصاحفهم (أي اوراقهم ) معاني لبعض الأيات {وذلك لكونها أوراق خاصة بهم وفقط } ولا يكتبون بعض السور لأسباب اقتصادية كقلة اللخاف و......الخ او منهجية .....الخ
فلما كتب القرأن مجموعا (وهو المصحف بالمعنى العام الآن عندنا) قالوا لا تكتبوا فيه غير القرأن باتفاق الصحابة جمعا أو جميعا .
لذا لم يُكتَب غير القران فيما يسمى الآن بالمصحف ، ولم يُختَلَف في شيئ في كل المكتوب أبدا أيام الصحابة ،
أما أهل العلم الأولين بعد الجيل الصحابي وتابعيهم فاختلفوا في الجملة الموسومة بالبسملة أى :
( غير بسملة الفاتحة وبسملة النمل الثانية والتوبة فلا يوجد بها بسملة أصلا )
فقال بعض العلماء أنها من القران واستدلوا بكونها مكتوبة في القرأن إذ لم يكتب الصحابة غير القران بين دفتي الكتاب ــــ وهذا رأي مرجوح ـــــــ ،
وقال بعض العلماء أنها ليست من القرأن في غير الفاتحة وثانية النمل بدليل اختلاف العلماء فيها إذ القرأن حفظه الله بنفسه جل وعلا فلا يُختَلَف فيه ،،،
وعللوا وجودها في الكتاب (أي المصحف) بكونها للتبرك باسم الله تعالى ـــــ وهذا هو الراجح ـــــ والأدلة على هذا كثيرة جدا،،، والله اعلم
فهذا دليل على وجوب التفريق بين لفظي المصحف والقرأن كتأصيل شرعي ،
فالقران واحد والمصاحف متعددة
لذا يفضل ان نسمي الكتاب بمسماه الشرعي لا سيما الذي سمى الله به كتابه فنقول مثلا :
الكتاب لقول الله تعالى "" ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ "" وقال تعالى ""هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"" والآيات كثيرة جدا.
أو
القران : قال الله تعالى "" أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً "" والآيات كثيرة جدا.
أو
القران المجيد : قال الله تعالى "" ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ "" .
المقصود ان نسمي المصدر الأول بالمسمى الشرعي المذكور به في القران وعلى لسان رسوله في المناقشات العلمية لا سيما مع غير المسلمين فيكون الأمر أَكَد
--------------------------------------------------
وباختصار
فرق شاسع بين المصحف والقران !
فالقران غير المصاحف تماما بمعنى
القران هو ما في صدورنا بعون الله وهو المطبوع المشهور ولله الحمد
اما المصاحف فهي عبارة عن كتابة كتاب ما ومقترنابهذا الشرح البسيط على ما أُعْجِمَ على وصعب فهمه
كما كان بعض الصحابة ـ تقريبا سيدنا عثمان وفي بعض الروايات امنا عائشة والله اعلم ـ يكتب مصحفا له فيكتب ـ مثلاـ ""حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ""
فيكتب كاتب المصحف اعلي كلمتي ".الْوُسْطَى ."و ". وَقُومُواْ ." لفظة صلاة العصر لتكون هكذا في مصحفه ""حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى صلاة العصر وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ""
وذالك لأن النبي صلى الله عليه وسلم فسرها له بهذا فهو يكتب ذالك في صحيفته الخاصة حتى لا ينسى .
مثال آخر :آية 12 من سورة النساء ""...وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ ...""
فقد كان احد الصحابة أذكر انه بن مسعود كان يكتب في مصحفه لفظة (من الأم ) بين لفظتي ""...أُخْتٌ فَلِكُلِّ ...""أي هكذا ""...وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ من الأم فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ ..."" وذالك لأن النبي صلى الله عليه وسلم فسرها لهم بهذا [أي بان المقصود هنا هم الإخوة لأم وفقط فالإخوة من الأم حكمهم في الإرث يختلف عن اي إخوة ] فهذا الصحابي يكتب ذالك في صحيفته الخاصة حتى لا ينسى ولا يشتبه مع نفسه وهو يتعبد ـ مثلا ـ ليلا بقرائته وإلا فلو سأل أي صحابي اخر من آلاف الصحابة الحافظين لأخبره .
والعبرة دائما شرعا بالمحفوظ في الصدور لا المكتوب بالسطور ، فإن جُمِّعَا فأشد اتقانا وهو المعمول به عند جمهور المسلمين من النبي صلى الله عليه وسلم الى أن يرث الله الأرض ومن عليها بما ذكر الله في القرأن.
يعني المصاحف هي القران مُزَادَاً عليه تفسيرات انت من وضعتها لئلا يشتبه عليك أنت المعنى .
وهو كذالك بالنسبة لي لكن بزيادة انا من ازيدها كتفسير لما أُبْهِمَ علي ـ شخصيا ـ معناه فانا اكتب تفسيره حتى لا يشتبه على أنا شخصيا مثلا .وهكذا إلى أخره .
----------------------------------------------
و الله أعلى واعلم ، و الله المستعان ، وأستغفر الله لي ولكم .
وما من خطأ فمنى ومن الشيطان و الله منه براء ، وما كان خيرا فمن الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الفارِق بين المُصحف و القرآن الكريم
(تغيُّر المعنى المًُراد بالمُصْحف قبل الجمْع العُثماني و بعْده )
الهدفُ مِن هذا الموضوعِ هو الوعْيُ بفارِق هام جِداً لايعرِفه مِنّا الكثيرون ... وهو التفريق اللغوي بيْن لفظتي المُصحف و القرآن الكريم ... للوعي بِخُبث وتلاعُب المُشكِّكين ... لأننا وإن كُنّا اليوم نُطلِق لفظ المُصحف فإن السامِع مهما كانت ديانتُه لن يتوجّه فِكْرُه إلا إلى كتاب واحِد فقط وهو القُرآن الكريم . إلا أن هذا لم يكُن هو الحال قبل نسْخ عُثمان بن عفّان للقُرآن الكريم كامِلاً في مُصحف واِحِد .. لم يكُن الحالُ كذلِك .. فتنبّه إلى هذه النقطة ومُغالطات المُشكِّكين .!
المُصحف قبل جمع عُثمان لم يكُن يُرادُ بِهِ القُرآن :
فالمُصحف : هو كل مجموع من الصُحُف أُصحِفت أي جُمِع بعضُهُ إلى بعْض في مُجلّد واحِد بين دفّتيْن ..
والمُصْحَفُ، مُثَلَّثَةَ الميم، من أُصحف، بالضم: أي جُعلت فيه الصحفُ المكتوبة بين الدفتين، وجُمعت فيه .ويُنطق بِلغة تميم بالكسر "المِصْحَف"، بكسر الميم، لأنه صُحُف جُمعت فأخرجوه مُخْرَجَ مِفْعَل مما يُتعاطَى باليد.، وأهل نجد يقولون: المُصحف، بضم الميم، لغة علوية، كأنهم قالوا: اصْحِفَ فهو مُصْحَف، أي جُمع بعضه إلى بعض.
وجاء في المعجم الوسيط : المُصحف: أصحف الكتاب و جمعه صحفا و المصحف : مجموع من الصحف ، في مجلد ، وغلب استعماله في القرآن الكريم .
وقال الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع : " المصحف : وهي تسمية ظهرت بعد أن جُمع القرآن في عهد الصديق ، كما سيأتي شرحه ؛ ولم يثبت حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قوله في إطلاق هذه التسمية على القرآن المجموع فيما بين الدَّفَّتين ، لأنه لم يكن في عهده بين دفتين على هيئة المُصحف ؛ وتسمية المصحف جاءت من الصُّحف التي جُمع بعضها إلى بعض فأصبحت على هيئة الكتاب."
وجاء في حلية الأولياء عن يزيد بن ميسرة أنه قال : (إن حكيماً من الحكماءِ كتبَ ثلاثَمِئَة وستينَ مصحفاً ، حِكَماً ، فبعثها في الناسِ فأوحى الله تعالى إليه : إنكَ ملأتَ الأرضَ بَقاقا، وإنَّ اللهَ تعالى لم يقبلْ من بَقاقِك شيئاً).
وقال ابن عبد البر في القصد والأمم : (من جملة ما وجد في الأندلس اثنان وعشرون مصحفاً محلاة، كلها من التوراة، ومصحف آخر محلى بفضة ... وكان في المصاحف مصحف فيه عمل الصنعة وأصباغ اليواقيت) .
المصاحِف إذاً المنسوبة للصحابة لا يُطْلقُ عليْها القرآن الكريم :
جاء في صحيح البُخاري .."وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة البُخاري " ... وهنا اطلِق لفظ المصاحِف على الصُحُف المجموعة ولم يكُن فيها أي قُرآن بعد .
جاء في نفس الحديث ... " وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أومصحف أن يحرق " إذاً فقد فرّق بين القرآن و المُصحف ... فالقُرآن يُكتبُ في المُصحف او في الصُحُف ..
فقد كان لفظ المُصحف يُطلق إذاً على أي مجموع من الصُحُف وُضِعت بين دفّتيْن ... وهذا فيهِ من الأهمية الكُبرى الكثير , لأن بهذه النُقطة يُحاوِل المُشكِّكون إدِّعاء أن ألفاظاً مِثْل : مُصحف أبي و مُصحف ابن مسعود ومُصحف فاطِمة كما عِنْد الشيعة ... إلخ , ماهي إلا القرآن الكريم وهذا خطأ و فُحش .. ثم يتلاعب المُنصِّر أو المُشكِّكُ بالألفاظ فيدّعي أنه كان هناك قرائينُ مُتعدِّدة .. موهِماً أن معنى مصاحِف أي قرائين ..!!
و الحقيقة هي أنها كُتُب كثيرة كُتِب فيها تفاسير وشروح و نصوص قُرآنية قلّت أو كثُرت, ولم تقتصِر المصاحِف على القُرآن الكريم وحده بل كان هناك مصاحِف إنجيلية , ومصاحِف شِعرية , ومصاحِف تخُص أفراد باعيُنِهِم يُدوِّنون فيها ما يسمعونه أو يخشوْن ضياعه.
لم تكُن المصاحِف إذاً هي القُرآن الكريم وإنما كان مِمّا كُتِب فيها بعضٌ مِن القُرآن الكريم .. فكتب كُل صحابي مِنهم بمِقدار ما سمِعهُ وعلى الحرف الذي سمِعهُ مِن رسول الله صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم .. لكِن لم يُطلق على أي مُصحف مِن مصاحِفِهِم قط أنهُ القُرآن الكريم.
وقد كانوا يُدوِّنون في مصاحِفِهِم هذه ما قد يُساعِدُهُم على الحِفْظِ و الإستِذكار ... فمِنهم من أخطأ في الكِتابة ومِنهم من كتب ما صار منسوخاً ومِنهم من كتب تفسيراً أو حديثاً ... وجميعُهُم لم يكتُب القرآن الكريم كامِلاً ولا بِعُرضتِهِ الأخيرة ... لِذا لا يُمكِن ان يُطلق على تِلك المصاحِف أنها القُرآن وإنما بكُل بساطة هي كتابات و كُتُب الصحابة ومُدوّناتُهُم الخاصة.
و نُوضِّح الفرق بين الكتاب والمصحف:
فالكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة أوراق، والمصحف لا يكون إلا جماعة أوراق صحفت أي جمع بعضها إلى بعض، وأهل الحجاز يقولون مصحف بالكسر أخرجوه مخرج ما يتعاطى باليد وأهل نجد يقولون مصحف وهو أجود اللغتين، وأكثر ما يقال المصحف لمصحف القرآن "
وأخيراً خُلاصة التمييز بين كلمتي مُصحف كما نعرِفُها اليوم وكما كان يُعرَف قبل الجمع العُثماني هو أن :
المُصحف في الماضي هو أي كتاب يتكون من صُحُف فيه قُرآن أو غيره , ولم يكُن أي مُصحف فيهم هو القرآن الكريم ... أما اليوم وبعد جمع القرآن في مُصحف واحِد .. فقد اقتصر الإسمُ على القرآن الكريم , وصار المُصحف لا يُطلق إلا على القُرآن الكريم فقط .
و تعريف المُصحف اليوم والمُختلِفِ تماماً عن حقيقتِهِ اللغوية في السابِق ... فنقول :
المُصحف اليوم : هو الِكِتاب الذي يحوي بين دفّتيْهِ القُرآن الكريم وحي الله المجموع كامِلاً كما أنزِل على رسُولِه صلى الله عليْهِ وسلّم منقولاً كما هو حرْفاً حرْفاً مما اتّفق سماعاً مع العُرضة الأخيرة وأقرّهُ صحابة رسول الله و كُتِب على الخط الذي كتب بِهِ كتبةُ الوحي مُستوعِباً ماتيسّر مِما أقرّه النبي مِن قِراءات , و في وجود الشهود من الصحابة العدول نُسِخ إلى الصُحُف البكرية على عهد أبي بكْر مِن السطور و مِن الصدور كما أنزِل , و في وجود الشهود من الصحابة العدول نُسِخ مِن الصُحُف البكرية إلى المصاحِف العُثمانية على عهد عُثمان , ومِن مصاحِف عُثمان إلى الامصار نُسِخت في جميع مصاحِف الدُنيا إلى اليوم ...
ويظلُّ إلى أبد الآبِدين القرآن المحفوظ في الصدور و المنقول بالتواتُر مِن صدر إلى صدْر هو الحاكِمُ على سلامة المُصحف مِن أخطاء الكتبة و المُحرِّفين. ولِذا لا نعجبُ أبداً إن استطاع طِفْل في السابِعة من العُمر أن يستخرِج أي خطأ مكتوب في آية قُرآنية ويُشير إليها بالبنان ... وهذا حِفظُ ووعْد الله وصدق اللهُ العظيمُ إذ يقول :" إنّا نحنُ نزّلنا الذِّكْر وإنّا لهُ لحافِظون " ... وصدق الله العظيم الذي تنبأ لرسولِه بما سيكون له مِن دِقّة جمع فقال : " إنّا عليْنا جمعهُ وقُرآنَه" ..
_____________________________________
وللتاكيد كاستدلال :
كانت الصحابة تزيد في مصاحفهم (أي اوراقهم ) معاني لبعض الأيات {وذلك لكونها أوراق خاصة بهم وفقط } ولا يكتبون بعض السور لأسباب اقتصادية كقلة اللخاف و......الخ او منهجية .....الخ
فلما كتب القرأن مجموعا (وهو المصحف بالمعنى العام الآن عندنا) قالوا لا تكتبوا فيه غير القرأن باتفاق الصحابة جمعا أو جميعا .
لذا لم يُكتَب غير القران فيما يسمى الآن بالمصحف ، ولم يُختَلَف في شيئ في كل المكتوب أبدا أيام الصحابة ،
أما أهل العلم الأولين بعد الجيل الصحابي وتابعيهم فاختلفوا في الجملة الموسومة بالبسملة أى :
( غير بسملة الفاتحة وبسملة النمل الثانية والتوبة فلا يوجد بها بسملة أصلا )
فقال بعض العلماء أنها من القران واستدلوا بكونها مكتوبة في القرأن إذ لم يكتب الصحابة غير القران بين دفتي الكتاب ــــ وهذا رأي مرجوح ـــــــ ،
وقال بعض العلماء أنها ليست من القرأن في غير الفاتحة وثانية النمل بدليل اختلاف العلماء فيها إذ القرأن حفظه الله بنفسه جل وعلا فلا يُختَلَف فيه ،،،
وعللوا وجودها في الكتاب (أي المصحف) بكونها للتبرك باسم الله تعالى ـــــ وهذا هو الراجح ـــــ والأدلة على هذا كثيرة جدا،،، والله اعلم
فهذا دليل على وجوب التفريق بين لفظي المصحف والقرأن كتأصيل شرعي ،
فالقران واحد والمصاحف متعددة
لذا يفضل ان نسمي الكتاب بمسماه الشرعي لا سيما الذي سمى الله به كتابه فنقول مثلا :
الكتاب لقول الله تعالى "" ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ "" وقال تعالى ""هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"" والآيات كثيرة جدا.
أو
القران : قال الله تعالى "" أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً "" والآيات كثيرة جدا.
أو
القران المجيد : قال الله تعالى "" ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ "" .
المقصود ان نسمي المصدر الأول بالمسمى الشرعي المذكور به في القران وعلى لسان رسوله في المناقشات العلمية لا سيما مع غير المسلمين فيكون الأمر أَكَد
--------------------------------------------------
وباختصار
فرق شاسع بين المصحف والقران !
فالقران غير المصاحف تماما بمعنى
القران هو ما في صدورنا بعون الله وهو المطبوع المشهور ولله الحمد
اما المصاحف فهي عبارة عن كتابة كتاب ما ومقترنابهذا الشرح البسيط على ما أُعْجِمَ على وصعب فهمه
كما كان بعض الصحابة ـ تقريبا سيدنا عثمان وفي بعض الروايات امنا عائشة والله اعلم ـ يكتب مصحفا له فيكتب ـ مثلاـ ""حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ""
فيكتب كاتب المصحف اعلي كلمتي ".الْوُسْطَى ."و ". وَقُومُواْ ." لفظة صلاة العصر لتكون هكذا في مصحفه ""حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى صلاة العصر وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ""
وذالك لأن النبي صلى الله عليه وسلم فسرها له بهذا فهو يكتب ذالك في صحيفته الخاصة حتى لا ينسى .
مثال آخر :آية 12 من سورة النساء ""...وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ ...""
فقد كان احد الصحابة أذكر انه بن مسعود كان يكتب في مصحفه لفظة (من الأم ) بين لفظتي ""...أُخْتٌ فَلِكُلِّ ...""أي هكذا ""...وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ من الأم فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ ..."" وذالك لأن النبي صلى الله عليه وسلم فسرها لهم بهذا [أي بان المقصود هنا هم الإخوة لأم وفقط فالإخوة من الأم حكمهم في الإرث يختلف عن اي إخوة ] فهذا الصحابي يكتب ذالك في صحيفته الخاصة حتى لا ينسى ولا يشتبه مع نفسه وهو يتعبد ـ مثلا ـ ليلا بقرائته وإلا فلو سأل أي صحابي اخر من آلاف الصحابة الحافظين لأخبره .
والعبرة دائما شرعا بالمحفوظ في الصدور لا المكتوب بالسطور ، فإن جُمِّعَا فأشد اتقانا وهو المعمول به عند جمهور المسلمين من النبي صلى الله عليه وسلم الى أن يرث الله الأرض ومن عليها بما ذكر الله في القرأن.
يعني المصاحف هي القران مُزَادَاً عليه تفسيرات انت من وضعتها لئلا يشتبه عليك أنت المعنى .
وهو كذالك بالنسبة لي لكن بزيادة انا من ازيدها كتفسير لما أُبْهِمَ علي ـ شخصيا ـ معناه فانا اكتب تفسيره حتى لا يشتبه على أنا شخصيا مثلا .وهكذا إلى أخره .
----------------------------------------------
و الله أعلى واعلم ، و الله المستعان ، وأستغفر الله لي ولكم .
وما من خطأ فمنى ومن الشيطان و الله منه براء ، وما كان خيرا فمن الله