الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فينبغي للمحاضر أن ينتظر قليلا بعد الانتهاء من الصلاة مباشرة حتى يتمكن المصلون من معقبات الصلاة، وينتهي المسبوق من صلاته؛ كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 134121 , ولكن إن علم الإمام أن المصلين ينصرفون إن هو لم يشرع في الدرس بعد الصلاة مباشرة، فلا حرج عليه في بداية الدرس فور انتهاء الصلاة؛ وذلك لأجل تحصيل منفعة نشر العلم.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عن ابتداء الدرس بعد الصلاة مباشرة فقال: لا شك أن الصلاة يشرع بعد انتهائها أن يستغفر الإنسان ثلاثاً، ويقول: اللهم أنت السلام منك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام. ثم يذكر الله سبحانه وتعالى بما جاءت به السنة. هذا هو الأصل، لكن الذين يتكلمون بعد الصلاة بما يتكلمون به من أحاديث مكتوبة في كتبٍ سابقة، أو من ورقةٍ مكتوب بها أحاديث نافعة، أو ارتجالاً، إنما يبادرون بالكلام لأنهم يخشون أن يخرج الناس لو انتظر حتى يسبح الناس، ثم إنه يشفع لبعض الناس أن طلب العلم أفضل من الأذكار التي تقال بعد الصلاة؛ لأن طلب العلم لا يعدله شيء؛ كما قال الإمام أحمد رحمه الله: العلم لا يعدله شيء، فهم يقولون نحن نتكلم بالعلم النافع، ومن أراد أن يسبح فليسبح، وإن كنا نقرأ أو نتكلم ومن أراد أن يستمع لنا ثم يسبح بعد ذلك فله ذلك، ومن لم يتمكن من الجمع بينهما ثم استمع إلى الحديث النافع والعلم، ثم خرج إلى شغله، فلا حرج. نعم، لو الناس اعتادوا على أن تكون الموعظة بعد انتهائهم من التسبيح بحيث يكون لدى الناس علم بأنه ستلقى كلمة، أو موعظة، أو حديث بعد التسبيح، فهنا أفضل أن يدع الناس يسبحون ثم يتكلم، لكن الناس لم يعتادوا هذا وأكثرهم لا يصبر، ولذلك رأى الأئمة الذين يتكلمون ويحدثون على الناس أن يكون الحديث أو الكلام بعد الاستغفار ثلاثاً، وبعد قول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أراد أن يكلم أصحابه بعد الصلاة إذا سلم انصرف إليهم ثم كلمهم . اهــ كلامه رحمه الله .
ومن الأحاديث التي كانت تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحيانًا يعظ الناس بعد الفراغ من الصلاة، ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس- رضي الله- عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه فقال: أيها الناس؛ إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود، ولا بالقيام، ولا بالانصراف، فإني أراكم أمامي ومن خلفي. ثم قال: والذي نفس محمد بيده، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا. قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: رأيت الجنة والنار. اهــ.
وكذا حديث خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ الذي رواه الشيخان أَنَّهُ رضي الله تعالى عنه قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ:هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ . اهــ. والأحاديث التي تدل على وعظه وتدريسه عقب الصلاة كثيرة .
وأما صلاة السنة فيمكن أداؤها بعد الدرس, وأداؤها في البيت أفضل من أدائها في المسجد، فلا يؤخر الدرس حتى ينتهي المصلون من السنة؛ لأن ذلك ربما يفوت الدرس أصلا إذ ربما خرج المصلون من المسجد وتفرقوا .
فينبغي للمحاضر أن ينتظر قليلا بعد الانتهاء من الصلاة مباشرة حتى يتمكن المصلون من معقبات الصلاة، وينتهي المسبوق من صلاته؛ كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 134121 , ولكن إن علم الإمام أن المصلين ينصرفون إن هو لم يشرع في الدرس بعد الصلاة مباشرة، فلا حرج عليه في بداية الدرس فور انتهاء الصلاة؛ وذلك لأجل تحصيل منفعة نشر العلم.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عن ابتداء الدرس بعد الصلاة مباشرة فقال: لا شك أن الصلاة يشرع بعد انتهائها أن يستغفر الإنسان ثلاثاً، ويقول: اللهم أنت السلام منك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام. ثم يذكر الله سبحانه وتعالى بما جاءت به السنة. هذا هو الأصل، لكن الذين يتكلمون بعد الصلاة بما يتكلمون به من أحاديث مكتوبة في كتبٍ سابقة، أو من ورقةٍ مكتوب بها أحاديث نافعة، أو ارتجالاً، إنما يبادرون بالكلام لأنهم يخشون أن يخرج الناس لو انتظر حتى يسبح الناس، ثم إنه يشفع لبعض الناس أن طلب العلم أفضل من الأذكار التي تقال بعد الصلاة؛ لأن طلب العلم لا يعدله شيء؛ كما قال الإمام أحمد رحمه الله: العلم لا يعدله شيء، فهم يقولون نحن نتكلم بالعلم النافع، ومن أراد أن يسبح فليسبح، وإن كنا نقرأ أو نتكلم ومن أراد أن يستمع لنا ثم يسبح بعد ذلك فله ذلك، ومن لم يتمكن من الجمع بينهما ثم استمع إلى الحديث النافع والعلم، ثم خرج إلى شغله، فلا حرج. نعم، لو الناس اعتادوا على أن تكون الموعظة بعد انتهائهم من التسبيح بحيث يكون لدى الناس علم بأنه ستلقى كلمة، أو موعظة، أو حديث بعد التسبيح، فهنا أفضل أن يدع الناس يسبحون ثم يتكلم، لكن الناس لم يعتادوا هذا وأكثرهم لا يصبر، ولذلك رأى الأئمة الذين يتكلمون ويحدثون على الناس أن يكون الحديث أو الكلام بعد الاستغفار ثلاثاً، وبعد قول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أراد أن يكلم أصحابه بعد الصلاة إذا سلم انصرف إليهم ثم كلمهم . اهــ كلامه رحمه الله .
ومن الأحاديث التي كانت تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحيانًا يعظ الناس بعد الفراغ من الصلاة، ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس- رضي الله- عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه فقال: أيها الناس؛ إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود، ولا بالقيام، ولا بالانصراف، فإني أراكم أمامي ومن خلفي. ثم قال: والذي نفس محمد بيده، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا. قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: رأيت الجنة والنار. اهــ.
وكذا حديث خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ الذي رواه الشيخان أَنَّهُ رضي الله تعالى عنه قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ:هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ . اهــ. والأحاديث التي تدل على وعظه وتدريسه عقب الصلاة كثيرة .
وأما صلاة السنة فيمكن أداؤها بعد الدرس, وأداؤها في البيت أفضل من أدائها في المسجد، فلا يؤخر الدرس حتى ينتهي المصلون من السنة؛ لأن ذلك ربما يفوت الدرس أصلا إذ ربما خرج المصلون من المسجد وتفرقوا .