الرّحم قرار مكين
ذكرنا أنَّ الجنين يبدأ نُطفة ، ثمَّ يَمرُّ بمراحل عديدة في التَّخلُّق إلى أن يُصبح كامل الخِلْقة قبل الولادة . وهذا التَّخلُّق لا يمكن أن يتمَّ بسلام إلاَّ إذا تَوَفَّر لهذا المخلوق الضَّعيف مكانٌ أمين ، معزول عن كلّ المخاطر . هذا المكان تكفَّل الخالقُ بتوفيره ، فكان فِعْلاً قرارًا مكينًا !
يقول تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ 12 ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ 13 } (23- المؤمنون 12-13) .
هذا القرار هو طبعًا رَحِمُ المرأة . وقد جعله الخالقُ في تجويف الحَوْض ، محاطًا بالعظام من كلّ جانب ، حتَّى لا يكون مُعرَّضًا مباشرة للصَّدمات .
والأعجب من هذا أنَّ علماء الأجنَّة اكتشفوا مؤخَّرا أنَّ الجنين داخل الرَّحم يكون محاطًا بثلاثة أغشية تجعله في معزل تامٍّ عن العالَم الخارجي ، هي :
- الغشاء الذي يُحيط بسائل الأمْنِيُوم الذي يسبح فيه الجنين . وهذا السَّائل ، كما هو معلوم ، يَقِي الجنينَ من الصَّدمات المباشرة التي يمكن أن يتلقَّاها الرَّحم ، ويسمح له بالحركة ، ويُسهّل خروجه عند الولادة .
- يَلِيه جدارُ الرَّحم .
- يَلِيه جدارُ البطن .
وبهذا يكونُ الجنين في ظُلُمات ثلاث ، خالية من الضَّوء ، وفي قرار مكين ، بعيدًا عن الصَّدمات .
وإذا كانت الآية السَّابقة قد تعرَّضت للقرار المكين ، فإنَّ هناك آية أخرى أشارت إلى الظُّلُمات الثَّلاث .
يقول الله تعالى متحدّثًا عن ذاته العليّة : { خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ 6 } (39-الزّمر 6) .
وقد عُرضت هذه الآية أيضًا على الأستاذ Keith Moore، فأثبتَ توافُقها مع آخر الاكتشافات العلميَّة .
وهذا يدعُونا إلى الجزم بأنَّ كلَّ ما جاء فيها حقٌّ ، أي أنَّ الله هو ربُّنا ، وأنَّ له مُلْك كلّ شيء ، وأنَّه إله واحد لا شريك له . أم أنَّ لك رأيًا آخر ؟!
بقيتْ ملاحظة هامَّة : لم ينسَ الخالق سبحانه أنَّ الجنين ينمو داخل الرَّحم ، وأنَّ طولَه سوف ينتقلُ من أقلّ من ملّيمتر إلى عشرات السّنتيمترات ، وأنَّ وزنه أيضًا سوف ينتقلُ من أقلّ من ملّيغرام إلى بضع كيلوغرامات ، فخَلَق للمرأة رَحِمًا مَرنة ، تتمدَّد وتتَّسع بحسب متطلَّبات الجنين ، حتَّى تصل إلى حوالي ثلاثة آلاف ضِعْف حَجْمها العادي ، وجعَلَها مَتِينة بحيث تستطيع تحمُّل وزن الجنين والمشيمة الذي يصل إلى بضع كيلوغرامات ! والأعجب من هذا أنَّ الرَّحم تعود لحجمها الطَّبيعي مباشرة بعد الولادة !
فماذا لو نَسي الخالقُ هذه الجزئيَّة ، وبقيت المرأة بعد الوضع منتفخة البطن بقيَّة حياتها ؟!
أخيرًا ، يقول الأطبَّاء أنَّ للرَّحم تقلُّصات قويَّة من حين لآخر قبل الحمل ، ولو تمادت هذه التَّقلُّصات في فترة الحمل أيضًا لأدَّتْ إلى قتل الجنين أو دفعه خارجًا ! لكنَّ الخالق العليم أَمَر أن ترتفع نسبة هرمون البروجسترون في بَدن المرأة مباشرةً بعد تلقيح بُوَيْضتها ، فلا يتقلَّص الرَّحم بعد ذلك إلاّ بما يُريح الجنين ويعدّلُ وَضعه !
أفلا يدعو كلُّ هذا إلى الاعتقاد يقينًا بأنَّنا لم نأت إلى هذه الدُّنيا عن طريق الصُّدفة ، وإنَّما خلقَنا الله تعالى ، القادر على كلّ شيء ، والذي يعلم بالتَّدقيق ما ينفعُنا وما يضرُّنا ؟! (يتبع ...)
ذكرنا أنَّ الجنين يبدأ نُطفة ، ثمَّ يَمرُّ بمراحل عديدة في التَّخلُّق إلى أن يُصبح كامل الخِلْقة قبل الولادة . وهذا التَّخلُّق لا يمكن أن يتمَّ بسلام إلاَّ إذا تَوَفَّر لهذا المخلوق الضَّعيف مكانٌ أمين ، معزول عن كلّ المخاطر . هذا المكان تكفَّل الخالقُ بتوفيره ، فكان فِعْلاً قرارًا مكينًا !
يقول تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ 12 ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ 13 } (23- المؤمنون 12-13) .
هذا القرار هو طبعًا رَحِمُ المرأة . وقد جعله الخالقُ في تجويف الحَوْض ، محاطًا بالعظام من كلّ جانب ، حتَّى لا يكون مُعرَّضًا مباشرة للصَّدمات .
والأعجب من هذا أنَّ علماء الأجنَّة اكتشفوا مؤخَّرا أنَّ الجنين داخل الرَّحم يكون محاطًا بثلاثة أغشية تجعله في معزل تامٍّ عن العالَم الخارجي ، هي :
- الغشاء الذي يُحيط بسائل الأمْنِيُوم الذي يسبح فيه الجنين . وهذا السَّائل ، كما هو معلوم ، يَقِي الجنينَ من الصَّدمات المباشرة التي يمكن أن يتلقَّاها الرَّحم ، ويسمح له بالحركة ، ويُسهّل خروجه عند الولادة .
- يَلِيه جدارُ الرَّحم .
- يَلِيه جدارُ البطن .
وبهذا يكونُ الجنين في ظُلُمات ثلاث ، خالية من الضَّوء ، وفي قرار مكين ، بعيدًا عن الصَّدمات .
وإذا كانت الآية السَّابقة قد تعرَّضت للقرار المكين ، فإنَّ هناك آية أخرى أشارت إلى الظُّلُمات الثَّلاث .
يقول الله تعالى متحدّثًا عن ذاته العليّة : { خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ 6 } (39-الزّمر 6) .
وقد عُرضت هذه الآية أيضًا على الأستاذ Keith Moore، فأثبتَ توافُقها مع آخر الاكتشافات العلميَّة .
وهذا يدعُونا إلى الجزم بأنَّ كلَّ ما جاء فيها حقٌّ ، أي أنَّ الله هو ربُّنا ، وأنَّ له مُلْك كلّ شيء ، وأنَّه إله واحد لا شريك له . أم أنَّ لك رأيًا آخر ؟!
بقيتْ ملاحظة هامَّة : لم ينسَ الخالق سبحانه أنَّ الجنين ينمو داخل الرَّحم ، وأنَّ طولَه سوف ينتقلُ من أقلّ من ملّيمتر إلى عشرات السّنتيمترات ، وأنَّ وزنه أيضًا سوف ينتقلُ من أقلّ من ملّيغرام إلى بضع كيلوغرامات ، فخَلَق للمرأة رَحِمًا مَرنة ، تتمدَّد وتتَّسع بحسب متطلَّبات الجنين ، حتَّى تصل إلى حوالي ثلاثة آلاف ضِعْف حَجْمها العادي ، وجعَلَها مَتِينة بحيث تستطيع تحمُّل وزن الجنين والمشيمة الذي يصل إلى بضع كيلوغرامات ! والأعجب من هذا أنَّ الرَّحم تعود لحجمها الطَّبيعي مباشرة بعد الولادة !
فماذا لو نَسي الخالقُ هذه الجزئيَّة ، وبقيت المرأة بعد الوضع منتفخة البطن بقيَّة حياتها ؟!
أخيرًا ، يقول الأطبَّاء أنَّ للرَّحم تقلُّصات قويَّة من حين لآخر قبل الحمل ، ولو تمادت هذه التَّقلُّصات في فترة الحمل أيضًا لأدَّتْ إلى قتل الجنين أو دفعه خارجًا ! لكنَّ الخالق العليم أَمَر أن ترتفع نسبة هرمون البروجسترون في بَدن المرأة مباشرةً بعد تلقيح بُوَيْضتها ، فلا يتقلَّص الرَّحم بعد ذلك إلاّ بما يُريح الجنين ويعدّلُ وَضعه !
أفلا يدعو كلُّ هذا إلى الاعتقاد يقينًا بأنَّنا لم نأت إلى هذه الدُّنيا عن طريق الصُّدفة ، وإنَّما خلقَنا الله تعالى ، القادر على كلّ شيء ، والذي يعلم بالتَّدقيق ما ينفعُنا وما يضرُّنا ؟! (يتبع ...)